"البهيّة الأنيسة" محسنة توفيق... ماتت ولم ترحل

رحلت عن عالمنا في أول أيام شهر رمضان أنيسة "ليالي الحلمية" وبهية "العصفور"، الفنانة المصرية القديرة محسنة توفيق، عن عمر ناهز الثمانين عاما بعد رحلة مع المرض.

محسنة توفيق هي شقيقة الإذاعية الكبيرة فضيلة توفيق، الشهيرة بـ"أبلة فضيلة"، وكانت محسنة من الممثلات اللاتي لهن بصمة خاصة في كل عمل فني، على الرغم من قلة أعمالها، لكنها كانت مؤمنة بنظرية الكيف لا الكم، لذلك كانت أدوارها القليلة علامات بارزة في السينما والدراما والمسرح.

وُلدت محسنة توفيق عام 1939، وحصلت على بكالوريوس الزراعة عام 1968،  واحترفت الفن بروح الهواية وتعرفت على المخرج المصري العالمي الكبير يوسف شاهين وتعاونت معه في فيلم "العصفور"، وكان هذا الدور من أبرز أعمالها الفنية لأنها تحولت من خلاله بدور "بهية" إلى أيقونة ورمز للهوية الوطنية، وجسّدت في نهاية الفيلم بصرختها "لأ، حنحارب لأ، حنحارب" رغبة الشعب المصري في النضال بعد تنحي جمال عبد الناصر عن الحكم. واشتهرت محسنة أو "بهية" من خلال كلمات أحمد فؤاد نجم في أغنية الفيلم (مصر يا أما يا بهية).

 ويتوالى تعاون محسنة توفيق ويوسف شاهين في عدد آخر من الأفلام المهمة، مثل فيلم "إسكندرية ليه"، و"وداعاً بونابرت"، ووصفها يوسف شاهين بأنها من "مجاذيب" السينما المصرية.

ومن الأعمال السينمائية المميزة للنجمة الكبيرة المؤثرة محسنة توفيق دورها في فيلم "البؤساء" و"قلب الليل" و"الزمار" و"ديل السمكة".

إبداع محسنة توفيق لم يتوقف عند عتبة السينما، بل امتد ليشمل الدراما، وكان دورها في مسلسل "ليالي الحلمية" من أبرز أدوارها، حيث جسدت دور "أنيسة"، زوجة توفيق البدري التي تعيش الكثير من الأزمات، واستمر دور "أنيسة" في أجزاء المسلسل الخمسة، وكانت من أبرز وأهم الشخصيات به، وصنعت محسنة مع إبداع الكاتب أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبد الحافظ من شخصية "أنيسة" ملحمة إنسانية وفنية نادرة.

 وشاركت محسنة توفيق أيضا في نجاح عدد من المسلسلات، أبرزها "الشوارع الخلفية"، و"أم كلثوم"، و"المفسدون في الأرض"، و"اللص والكلاب"، و"المرسى والبحار".

وكان آخر أعمالها الفنية مسلسل "أهل الإسكندرية"، من تأليف بلال فضل، وإخراج خيري بشارة، عام 2014، ولكن المسلسل لم يُعرض.

ومن الجوائز التي حصلت عليها محسنة توفيق في فبراير (شباط) عام 1967 وسام العلوم والفنون من جمال عبد الناصر، وفي عام  2013  حصلت على جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعمالها الفنية.

وكان آخر تكريم لها عن مجمل أعمالها هو تكريمها من إدارة مهرجان أسوان السينمائي الدولي لسينما المرأة، خلال الدورة الثالثة له، والتي أٌقيمت في فبراير الماضي.

وكان آخر  تصريحاتها في ندوة تكريمها بمهرجان أسوان لسينما المرأة "قدمت في حياتي ما أشعر به، وما استفزني وأعجبني من خلال انتمائي للطلبة والعمال منذ صغري، حيث جاءت ثورة 2011 فشاركت فيها، لذلك أنا مدينة لشعب مصر بوقوفي هنا".

من جانبه، نعى الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية الفنانة الكبيرة، كما نعتها وزارة الثقافة في بيان قالت فيه إن "الإبداع الدرامي فقد إحدى علاماته التي تميزت بالأداء الفني الصادق".