Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أوبك +" تثبت سياسة الزيادة التدريجية للإنتاج... فماذا تنتظر الأسواق؟

وزير الطاقة السعودي: الأفق ما زال غائماً لكن حملات التطعيم ستفضي إلى مزيد من استعادة التوازن

الطلب على النفط سوف يشهد قفزة متوقعة خلال الفترة المقبلة ( حساب أوبك على تويتر)

أبقي تحالف "أوبك+" استمرار خطة تقليص خفض إنتاج النفط التي أقرها في أبريل (نيسان) الماضي وسط تفاؤل حيال تعافي الطلب العالمي، فيما واصلت أسعار الخام مسارها الصاعد.وبذلك أقرت المجموعة الإبقاء على الزيادة التدريجية لإنتاج النفط حتى نهاية شهر يوليو (تموز) المقبل. جاء ذلك في أعقاب الاجتماع الذي عقد افتراضياً وحمل رقم 17 لوزراء تحالف "أوبك+"، برئاسة وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، والرئيس المشارك نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك. وتضمنت خطة "أوبك+" زيادة تدريجية في الفترة من مايو (أيار) وحتى يوليو (تموز) المقبل بواقع 350 ألف برميل في مايو (أيار) و350 ألف برميل في يونيو (حزيران) و400 ألف برميل في يوليو المقبل. واتفق التحالف، الذي تقوده السعودية وروسيا، على عودة 2.1 مليون برميل يومياً تدريجاً إلى السوق بحلول يوليو لتقلص الخفض إلى 5.8 مليون برميل يومياً. وتشهد الفترة من مايو وحتى يوليو أيضاً عودة مليون برميل من السعودية تمثل الخفض الطوعي الذي اتخذته الرياض خلال الشهور الأولى من العام الحالي، ليصل حجم الإنتاج العائد إلى السوق بنحو 2.1 مليون برميل خلال نفس تلك الفترة. ومنذ ذلك القرار، واصل النفط صعوده هذا العام وسجل مكاسب بأكثر من 30 في المئة حتى الآن في 2021 ووصل خام برنت القياسي العالمي إلى 70 دولاراً للبرميل. لكن احتمالات زيادة الإنتاج الإيراني، بينما تحقق طهران تقدماً في محادثات لإحياء اتفاقها النووي، قيدت هذا الاتجاه الصعودي. 

صعود الأسعار  

وواصلت أسعار النفط مسارها الصعودي بارتفاع 3 في المئة للخام الأميركي وأكثر من 2.5 في المئة لخام برنت، مدعومة بقرارات التحالف. وارتفعت عقود خام برنت القياسي العالمي تسليم أغسطس (آب) 2.64 في المئة أو 1.83 دولار إلى 71.15 دولار للبرميل وهي أعلى مستوي له منذ الثامن من مارس (آذار) الماضي، بفضل توقعات لنمو الطلب على الوقود في موسم الرحلات الصيفية بالولايات المتحدة. وصعدت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم يوليو 3.44 في المئة أو 2.28 دولار إلى 68.60 دولار للبرميل.  ولم يناقش الاجتماع سياسة الإنتاج لشهر أغسطس، ولكن من المقرر عقد اجتماع وزراء "أوبك+" الشهري المقبل في الأول من يوليو، وذلك لتحديد سياسة إنتاج الدول الأعضاء في التحالف من النفط خلال الشهر التالي. 

إشارات التحسن  

وبدوره، يري وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن هناك إشارات للتحسن في سوق النفط العالمية، مؤكداً أن حملات التطعيم العالمية ستفضي إلى مزيد من استعادة التوازن إلى أسواق النفط. وقال خلال مشاركته في الاجتماع، إن علامات التحسن تعتمد على تعافي الطلب في الصين والولايات المتحدة وأوروبا. وأضاف أن الطلب الأميركي والصيني على النفط يتحسن، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن الغيوم لا تزال تلوح في أفق أسواق النفط العالمية. ودعا الوزير السعودي الدول الأعضاء في تحالف "أوبك+" والتي تجاوز إنتاجها النفطي حصتها المقررة، إلى تعويض إنتاج النفط الزائد حتى سبتمبر (أيلول) المقبل، مضيفاً أن مستوى امتثال دول تحالف "أوبك+" بلغ 114 في المئة خلال أبريل بما في ذلك دولة المكسيك. ولفت المسؤول السعودي إلى أن مخزونات النفط تتبع مساراً هبوطياً صوب متوسط الـ5 سنوات من 2015 وحتى 2019. وشدد الأمير عبد العزيز على ضرورة اتخاذ "أوبك+" خطوات استباقية من أجل تحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية. 

تلاشي المخزون

وبحسب محللين فإن الخفض غير مسبوق في إنتاج النفط الخام، يتوقع أن تشهد بعده سوق النفط العالمية فورة عالية حيث يعتقد التحالف، الذي تقوده السعودية وروسيا، أن تخمة المعروض من الخام التي نشأت عندما سحقت جائحة فيروس كورونا الشركات والطلب على الوقود، قد تلاشت تقريباً، وأن مخزونات النفط ستتقلص بسرعة في النصف الثاني من 2021، مع تخفيف عمليات الإغلاق وانتعاش السفر.ومع تطورات السوق وعدم اليقين فإن قرار اجتماع "أوبك" اليوم يبدو كان هو الخيار الواقعي حيث من شأن ذلك الإبقاء على استقرار الإنتاج بدعم السوق ضد المخاطر المزدوجة المتمثلة في تجدد تفشي كورونا وتدفق محتمل للصادرات من إيران في حال تجديد الاتفاق النووي مع أميركا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلى ذلك أشارت وكالة "بلومبيرغ" في تقرير لها إلى أن اللجنة الفنية المشتركة التابعة لمنظمة "أوبك" أوضحت أنه بحلول نهاية يوليو ستكون المخزونات في الدول المتقدمة أقل من المتوسط خلال عامي ​​2015-2019، وهو معيار رئيسي للمجموعة. لكن في الفترة بين سبتمبر (أيلول) وديسمبر (كانون الأول) 2021، ستتراجع المخزونات بوتيرة تزيد على مليوني برميل يومياً.

الحجي: الطلب سيشهد قفزة

وفي تعليقه على ختام الاجتماع أكد المختص في شؤون النفط والطاقة أنس الحجي "أن ارتفاع الطلب على المنتجات النفطية في الأسبوعين الأخيرين، والزيادة الكبيرة في الإنتاج الصناعي في الصين وأوروبا والولايات المتحدة، ووصول صادرات كوريا الجنوبية إلى مستويات تاريخية إضافة إلى قرار الاتحاد الأوروبي فتح الأجواء للطيران من دون أي قيود ابتداء من أول يوليو يؤكد أن الطلب على النفط سيشهد قفزة في الشهور المقبلة، وأنه يجب زيادة الأنتاج، على رغم أن المخزون في الولايات المتحدة ما زال مرتفعاً.

الجفاف  في أميركا اللاتينية

وأوضح الحجي "أن هناك مفاجآت إيجابية في الطلب على النفط لا يعرفها المعلقون وتجاهلها أغلب المحللين وهي الجفاف الذي ضرب أجزاء من أميركا اللاتينية وغرب أميركا ، وهو تطور من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الطلب على المنتجات النفطية. مضيفاً كما أن استمرار الضغوط الكبيرة على شركة "أكسون موبيل" لوقف حرق الغاز في الحقول في "غايانا" سوف يسفر عن انخفاض في الإنتاج لعدة شهور". وبسؤاله حول تأثير عودة إيران للإنتاج بعد رفع جزئي للعقوبات أجاب بقوله بأنه ليس صحيحاً أن صادرات إيران سوف تشهد زيادة، فهي أساساً موجودة في الأسواق في كل الحالات، وذكر بأن أي زيادة ستحصل لاحقاً، ربما مع بداية العام المقبل.

استمرار بعض المخاطر  

ومن جهته، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن سوق النفط العالمية شهدت تحسناً في الآونة الأخيرة، لا سيما أن الاقتصاد العالمي يتعافى، لكنه أشار إلى استمرار وجود بعض المخاطر بسبب ضبابية كثيفة في أسواق النفط.  ونوه نوفاك، بتوزيع لقاحات كورونا عالمياً، قائلاً إنه سيدعم إمكانية الحركة وتنقلات الأفراد. وقال نوفاك إن تعاون "أوبك+" يعود بالنفع على سوق النفط العالمية. 

التزام المنتجين 

من جانبه، قال محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة "أوبك"، في الاجتماع الثلاثين للجنة المراقبة الوزارية المشتركة، إن التحالف أسهم في استقرار سوق النفط المستدام بعد التزام المشاركين بنسبة 100 في المئة من الخفض المتوقع. وذكر أن الاجتماع الوزاري الخامس عشر لمنظمة "أوبك" والدول غير الأعضاء قبل شهرين شهد الموافقة على تمديد فترة التعويض السخية للغاية عن الكميات الزائدة الإنتاج حتى نهاية سبتمبر 2021. وقال باركيندو خلال كلمته، إن دور اللجنة وتوجيهها إلى جانب دعم اللجنة الفنية المشتركة يعد أمراً حيوياً لدعم عملية صنع قرار إعلان التعاون، مضيفاً "لا تزال جهودنا لاستعادة توازن واستقرار سوق النفط تؤتي ثمارها". 

زيادة الإنتاج 

وقال باركيندو، "إن البوصلة الخاصة بنا تستمر في الإشارة في اتجاه التعافي الدائم"، إذ يتم إحراز تقدم تدريجي في توفير اللقاحات المنقذة للحياة في العالم. وتم الآن إعطاء حوالى 1.9 مليار جرعة على مستوى العالم، ويتم إعطاء ملايين أخرى كل يوم. 

توقعات الطلب 

وتطرقت كلمة السكرتير العام إلى أن توقعات النفط لم تتغير إلى حد كبير عن الاجتماع الأخير، حيث من المتوقع أن ينمو الطلب بمقدار 6 ملايين برميل يومياً إلى حوالى 96.5 مليون برميل خلال العام الحالي، بزيادة قدرها 6.6 في المئة.  وأضاف أن تحسن الطلب في توقعات إيجابية بنمو الاقتصاد العالمي بنسبة 5.5 في المئة في عام 2021، ارتفاعاً من 5.4 في المئة بالتوقعات السابقة.  وتابع باركيندو: "تبدو توقعات السوق في وقت لاحق من هذا العام واعدة بشكل خاص... ونتوقع أن يتجاوز الطلب 99 مليون برميل في اليوم في الربع الرابع من العام الحالي، مما سيعيدنا إلى نطاق مستويات ما قبل الجائحة".

محادثات إيران 

وفي سياق متصل، قال باركيندو، إن التحالف يراقب محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة التي تجري في فيينا، مع إيران، متوقعاً أن تتم عودة الإنتاج والصادرات الإيرانية بشكل منظم وشفاف، بالتالي الحفاظ على الاستقرار النسبي المستهدف تحقيقه منذ أبريل من العام الماضي.

عودة الطلب لمعدلات 2019 

وتوقعت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، عودة الطلب على النفط لمعدلات عام 2019، وهو العام السابق للجائحة، بواقع 99 مليون برميل يومياً، وذلك اعتباراً من الربع الرابع لعام 2021.  وبحسب بيان للمنظمة، تزامناً مع الاجتماع الوزاري لتحالف "أوبك+"، فمن المتوقَّع أن يرتفع متوسط الطلب على النفط في البلدان من خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بحوالى 6.8 في المئة، ويعادل 3.3 مليون برميل يومياً هذا العام، وبنسبة 6.4 في المئة، أو 2.7 مليون برميل يومياً في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز