أضفت قمة العلا التي استضافتها السعودية أوائل يناير (كانون الثاني) الماضي تحسناً سريعاً على العلاقات الخليجية، ولم تقتصر نتائجها على فتح الحدود والأجواء، بل تجاوزت إلى الخوض في العلاقات السياسية الخارجية والدبلوماسية، من دون أن تغفل أن لكل دولة شروط وملفات ينتظر طرحها على طاولة النقاش مع قطر حتى تكتمل أركان المصالحة.
وتلاحظ مصادر دبلوماسية وإقليمية أن الرياض والقاهرة تتحركان بسرعة أكبر من الإمارات والبحرين في عودة العلاقات مع الدوحة، في وقت صرح فيه وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في حوار تلفزيوني أوردته وكالة "رويترز" بأن بلاده أجرت عدة جولات من المحادثات مع الإمارات لإصلاح العلاقات بعد الاتفاق، وأن هناك رؤية إيجابية لتخطي الخلافات، بين الإمارات وقطر بعد اتفاق العلا.
وأضاف، "لمسنا رؤية إيجابية لتجاوز الخلاف، وقد يتطلب الأمر بعض الوقت لتجاوز هذه المرحلة الصعبة".
وأشار الوزير القطري إلى أن أحدث جولة عقدت قبل بضعة أسابيع، وأنه على تواصل مستمر مع مسؤولين إماراتيين.
وخلال سنوات المقاطعة أغلقت الدول الأربع، وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية ومنعت التعاملات التجارية مع الدوحة وأوقفت دخول القطريين إلى أراضيها.
بعد الخطوات الخجولة
وبعد المصالحة أعلنت الإمارات عن إعادة فتح كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية مع دولة قطر 9 يناير وصرح وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات في ذلك الوقت أنور قرقاش بأن "القضايا الأخرى كاستئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة سيستغرق بعض الوقت لأن الأمر مرتبط بقضايا دولية تخص موقف إيران وتركيا وجماعات الإسلام السياسي التي ترى بعض الدول العربية أنها تشكل تهديداً أمنياً لها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد تسبب الخلاف الخليجي في مواجهات قضائية بين الإمارات وقطر في المحافل الدولية تعلقت بملفات عدة ترتبط بالتعاملات التجارية وغيرها من القضايا.
إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية القطري "من الطبيعي أن يكون للمحادثات وتيرة مختلفة مع كل دولة، وأن تتفاوت السرعة بين كل دولة والدولة الأخرى في التعامل مع الملفات".
العلاقات المصرية - القطرية
وسارت الأمور في البداية نحو العودة الكلية بين قطر وكل من السعودية ومصر، وهذا ما أشار إليه وزير الخارجية القطري متحدثاً عن التقدم الإيجابي في المحادثات مع السعودية التي زارها أمير قطر أخيراً ومع مصر التي أجرى هو فيها محادثات الأسبوع الماضي، وناقش التعاون الاقتصادي مع البلدين.
في إطار عودة العلاقات بين مصر وقطر كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تلقى دعوة من أمير قطر تميم بن حمد لزيارة الدوحة، وذلك ضمن رسالة خطية نقلها نائب رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد آل ثاني. ورداً على سؤال طرح في مقابلة تلفزيونية مع وزير الخارجية عما إذا كان ملف الإخوان المسلمين قد نوقش مع مصر في زيارته الأخيرة قال "أبداً لم تتم إثارة هذا الملف حسب علمي وحسب ما جرى في عمل اللجان".
وذكر وزير الخارجية أنه ليس لدى قطر ملفات عالقة كثيرة مع جمهورية مصر العربية، وهناك تقدم إيجابي في اللجان الثنائية التي تجتمع ما بين البلدين، مشيراً إلى التنسيق الذي حدث بين مصر وقطر لتأمين التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي توسطت فيه مصر.
يذكر أن بداية المباحثات الأولى بين الإمارات وقطر كانت في الكويت التي قادت جهود الوساطة بين الدول فقد التقى وفدان رسميان يمثلان الإمارات وقطر في 22 فبراير الماضي. ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية الإماراتية (وام) فإن اللقاء "ناقش الآليات والإجراءات المشتركة لتنفيذ بيان العلا، وأكد الوفدان أهمية الحفاظ على اللحمة وتطوير العمل المشترك بما يحقق مصلحة دول مجلس التعاون ومواطنيها وتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة".