أعلن مدير "الإدارة الوطنيّة للطيران والفضاء" (وكالة "ناسا") أنّ الكويكبات الخطيرة التي تطير قرب الأرض ليست نادرة، وأن ارتطامات النيازك تحدث بوتيرةٍ أكبر مما يدركه الجمهور.
وخلال "مؤتمر الدفاع عن أمن الكوكب" الذي نظّمته "الأكاديميّة الدوليّة للملاحة الفضائيّة"، الذي عُقد قبل أيام، تحدث جيم بريدينستاين مدير وكالة "ناسا" الفضائية، عن مشكلة الكويكبات والنيازك بالنسبة للأرض، مشيراً إلى أنه يتمنى "أن يكون بوسعي إخباركم أن تلك الأحداث فريدة بشكلٍ استثنائي، لكنها ليست كذلك".
وأضاف أنّ مزيداً من العمل يجري على قدمٍ وساق لحماية كوكبنا من تأثيرات ضربات النيازك.
ولوقت طويل، ظلّت تلك المسألة مقتصرة على أفلام الحركة ذات الميزانيات الضخمة، لكن بريدينستاين أشار إلى أن "ما تفعله (وكالة "ناسا") أمر جديّ للغاية. علينا التأكّد من أن يدرك الناس أنّ ذلك لا يتعلّق بهوليوود ولا بالأفلام. بل مرتبط بحماية الكوكب الوحيد الذي نعرف، أقلّه حتى الآن، أنّه مقرّ للحياة، وذلك هو... كوكب الأرض."
وضرب بريدينستاين مثلاً بحادثة "تشيليابنسك" في العام 2013 التي شهدت دخول نيزك بحجم 65 قدماً إلى المجال الجوي الأرض فوق روسيا. وأدّى الانفجار الذي تسبّب به أثناء دخوله، إلى إصابة أكثر من 1500 شخص وإلحاق الضرر بأكثر من 7000 مبنى.
إحصائيّاً، تحصل حوادث النيازك بهذا الحجم مرّة كل 60 عاماً، ولكن بريدينستاين أشار إلى حصول ثلاث حوادث مماثلة حصلت خلال المئة عام الماضية.
وفي اليوم نفسه الذي حصلت فيه حادثة "تشيليابنسك"، مرّ في الفضاء القريب من الأرض نيزك أكبر حجماً يبلغ طوله 100 قدم، وسُمّيَ "ديندي" Duende.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأردف بريدينستاين، "لحسن حظنا أنه لم يُصِب الأرض". ومن المتوقع أن يمرّ فوق الأرض مجدداً عام 2123. "علينا استخدام أنظمتنا وقدراتنا للحصول على المزيد من البيانات في نهاية المطاف... علينا أن نفعل ذلك بسرعةٍ أكبر مما نفعل حاضراً... نعرف بطبيعة الحال أنّ الديناصورات لم تملك برنامجاً فضائياً، ولكننا نفعل ونحتاج إلى استخدامه".
وبتوجيه من الحكومة الأميركيّة، تعمل وكالة "ناسا" على اكتشاف وتتبع 90% من الأجسام القريبة من الأرض، خصوصاً تلك التي يبلغ حجمها 460 قدماً أو أكثر.
ولكن، هناك ما يقدر بحوالي 25000 جسماً في تلك الفئة، ولم تصنّف وكالة "ناسا" سوى قرابة ثلثها حتى الآن.
ويرى بريدينستاين أنّ التعامل مع النيازك الضخمة التي شكّلت تهديداً للأرض تطلّبت المزيد من الموارد والمزيد من البلدان للعمل على بناء صواريخ أشد قوّة، مثل ذلك الذي تستخدمه في "نظام الإطلاق إلى الفضاء"، وهو يبقى الصاروخ الأكثر قوّة الذي بنته "ناسا" في تاريخها.
وأضاف أنّ ذلك كان ضرورياً "وفي نهاية المطاف، عندما ستجري الاكتشافات ويصبح ضروريّاً تخفيف المخاطر، سيكون لدينا خيارات أكثر مما امتلكنا في الماضي".
ومن المتوقع أن يُستخدم "نظام الإطلاق إلى الفضاء" في إيصال مركبة مأهولة إلى القمر عام 2024.
كذلك تعمل "ناسا" على مشروع مشترك مع شركة "سبيس أكس" Space X التي أسّسها إيلون ماسك، لاختبار قدرة الصواريخ على تغيير مسار النيازك الخطيرة.
وفي سياق برنامج "الاختبار المزدوج لإعادة توجيه الكويكبات"، سيطلق صاروخ للارتطام بنيزك قريب من الأرض، في محاولةٍ لتغيير مساره.
© The Independent