قال مسعفون إن ما لا يقل عن 44 شخصاً قتلوا سحقاً في حشد خلال احتفال ديني يهودي في شمال إسرائيل، اليوم الجمعة، 30 أبريل (نيسان)، في ما وصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه "كارثة كبيرة".
وقال شهود عيان إن الناس تعرضوا للاختناق أو السحق تحت الأقدام في ممر ضيق مزدحم، ويعتبر هذا الضريح من أقدس الأماكن في العالم اليهودي وهو موقع مزار سنوي.
وقال متحدّث باسم "نجمة داود الحمراء"، "لقد أحصينا 38 قتيلاً في مكان الحادث، لكن هناك قتلى آخرون في المستشفى"، في حين قال مصدر في مستشفى زيف، أحد المراكز الطبية التي نقل إليها الضحايا، إنّ المستشفى تلقّى ستّ جثث، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية المؤقتة للقتلى إلى 44 قتيلاً على الأقلّ.
وفي وقت سابق، قدرت القناة 12 التلفزيونية أن 38 شخصاً لقوا حتفهم، وفقاً لوكالة "رويترز"، وأغلقت الشرطة الموقع وأمرت بإجلاء المحتفلين بحافلات.
تدافع ضخم
وكانت فرق الإسعاف قالت في بادئ الأمر، إن الكارثة نجمت عن انهيار مدرجات خلال عيد "لاغ باعومر" الديني في جبل ميرون في الجليل، لكنها عادت وأوضحت أن الضحايا سقطوا من جراء "تدافع" ضخم.
"الزوهار"
وكان عشرات الآلاف من اليهود المتشددين قد تجمعوا عند ضريح الحاخام شمعون بار يوحاي للاحتفالات السنوية التي تشمل الصلاة والرقص طوال الليل.
ويؤم اليهود هذا المقام في رحلة تنظم سنوياً بمناسبة عيد "لاغ باعومر" الذي يحتفلون فيه بذكرى انتهاء وباء فتاك تفشى بين طلاب مدرسة تلمودية في زمن الحاخام الذي عاش في القرن الثاني الميلادي، والذي يُنسب إليه كتاب "الزوهار"، أهم كتب التصوف اليهودي.
وليل الخميس الجمعة، تقاطر الآلاف إلى هذا المقام، في أضخم حدث تشهده إسرائيل منذ بداية جائحة كوفيد-19.
100 ألف شخص
وسمحت السلطات الإسرائيلية بتجمع عشرة آلاف شخص على الأكثر في محيط القبر، لكن منظمي الحفل أفادوا بأن أكثر من 650 حافلة استؤجرت لنقل المشاركين إلى المكان، أي ما لا يقل عن 30 ألف شخص، في حين أكدت الصحافة المحلية أن عدد الذين تقاطروا إلى المقام بلغ 100 ألف شخص.
وفجر الجمعة، أضاءت الأنوار المنبعثة من عشرات سيارات الإسعاف ظلمة الطرقات المؤدية إلى مرقد الحاخام شمعون بار يوحاي، في حين حلقت في سماء المنطقة مروحيات شاركت في إخلاء الجرحى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وآزرت ست مروحيات سيارات الإسعاف في نقل الجرحى إلى مستشفيات مدينتي نهاريا وصفد في شمال إسرائيل.
وفي اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، أكد الجيش الإسرائيلي أنه أرسل مروحيات لمساعدة طواقم الإسعاف على إخلاء الجرحى.
اختناقات مرورية
وكانت الشرطة أفادت عن اختناقات مرورية هائلة على الطرق المؤدية إلى شمال البلاد، مشيرة إلى أنها نشرت خمسة آلاف من عناصرها لضمان سلامة هذا الحدث السنوي الضخم.
وحتى قبل وقوع التدافع، أفادت "نجمة داود الحمراء" بأن طواقمها تدخلت لإسعاف أشخاص أغمي عليهم بسبب شدة الحر وآخرين أصيبوا بحروق طفيفة من جراء النيران التي يتم إضرامها إحياء لهذه المناسبة.
تفشي كورونا
ومنعت السلطات الإسرائيلية في 2020 تنظيم الاحتفال الديني بسبب تفشي كورونا، وفي عام 2019 قدر المنظمون عدد الذين شاركوا في المناسبة بنحو ربع مليون شخص.
ومنذ ديسمبر (كانون الأول)، بلغ عدد الذين تلقوا اللقاح المضاد لـ "كوفيد-19" بجرعتيه أكثر من خمسة ملايين إسرائيلي (53 في المئة من إجمالي عدد السكان و80 في المئة من الذين يزيد عمرهم على 20 عاماً) وفقاً للبيانات الرسمية.
وسجلت إسرائيل لغاية اليوم نحو 838 ألف إصابة، بينها أكثر من 6300 حالة وفاة.
