فتحت الأسواق الأوروبية تعاملات آخر أيام الأسبوع الجمعة، على هبوط مؤشراتها على الرغم من إغلاقات الأسواق الآسيوية المتباينة في تعاملات نهاية الأسبوع، وإن كانت أغلبها مرتفعة بشكل طفيف باستثناء اليابان. وذلك بعد أداء جيد لأسواق الأسهم الأوروبية الخميس متشجعة بقرار البنك المركزي الأوروبي، الإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة قرب الصفر.
وكانت لجنة السياسات النقدية في المركزي الأوروبي قررت في اجتماعها الشهري، الخميس، الاستمرار أيضاً في برنامج التيسير الكمي في مواجهة الموجة الحالية من ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا "كوفيد-19" في دول منطقة اليورو.
وعند بداية تعاملات الجمعة تراجع مؤشر "فاينانشيال تايمز" في بورصة لندن بنسبة 0.3 في المئة، بينما تراجع مؤشر "داكس" في بورصة فرانكفورت بنحو ثلث نقطة مئوية، أما مؤشر "كاك" في بورصة باريس فشهد انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.1 في المئة.
وحسب أغلب المحللين في السوق، تتجه مؤشرات الأسواق الأوروبية إلى إنهاء الأسبوع على تراجع في المتوسط. وسيكون ذلك أول أسبوع لتلك الأسواق تهبط فيه بعد ثمانية أسابيع متتالية من الارتفاع. وتبدو الأسواق الأوروبية أكثر تأثراً بوضع مؤشرات أسواق "وول ستريت" في نيويورك. كما أنها متأثرة أيضاً باحتمالات ضعف التعافي من أزمة وباء كورونا في ظل الموجة الحالية من الانتشار للفيروس في الدول الأوروبية.
آسيا تتجاهل الضغط
كانت الأسواق الآسيوية أنهت تعاملات الأسبوع، الجمعة، متجاهلة تراجع مؤشرات الأسواق الأميركية في "وول ستريت" بنيويورك، وأيضاً غير متأثرة بهبوط سعر عملة "بيتكوين" المشفرة بنحو 14 في المئة. وكل ذلك بعدما بدأت الأسواق الأميركية تهضم قرارات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بزيادة الضرائب على الشركات وعلى الأثرياء عموماً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأغلق مؤشر "أم أس سي آي" المجمع لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (باستثناء اليابان) مرتفعاً بما يقارب نصف نقطة مئوية 0.43 في المئة، بينما ارتفع مؤشر "هانغ سنغ" في بورصة هونغ كونغ عند الإغلاق بنسبة 0.54 في المئة. أما مؤشر "كوسبي" في بورصة سيول بكوريا الجنوبية فأضاف 0.2 في المئة عند الإغلاق.
كذلك ارتفع المؤشر الرئيس في بورصة شنغهاي بالصين بأكثر من نصف نقطة مئوية. فقط مؤشر بورصة طوكيو هو الذي أنهى تعاملات الأسبوع متراجعاً بنحو نصف نقطة مئوية.
وارتفعت أسعار النفط في الأسواق الآسيوية بأكثر من نصف نقطة مئوية في تعاملات العقود الآجلة. ووصل سعر خام برنت القياسي إلى 65.75 دولار للبرميل، بينما ارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف (مزيج غرب تكساس) إلى 61.88 دولار للبرميل.
ويبدو أن تجاهل الأسواق الآسيوية لمخاوف الأسواق الأميركية استند إلى أن احتمالات عودة مؤشرات الأسواق للارتفاع بعد استيعاب احتمالات رفع الضرائب في الولايات المتحدة كبيرة. وفي مقابلة مع تلفزيون "بلومبيرغ" قالت إرين براوني، مديرة صندوق "بيمكو الاستثماري"، إن أسواق "وول ستريت" "تظهر احتمالات بالارتفاع القوي مع استمرار موسم إفصاحات الشركات وإعلانها عن عائدات قوية". وأضافت براوني، "على الرغم من أن المستثمرين تعاملوا بالفعل على أساس ما هو مقبل في قطاعات معينة من السوق، فإني أعتقد أنها ما زالت هناك مساحة للارتفاع".
وكانت الأسواق الأميركية أنهت تعاملات الخميس على تراجع مؤشراتها الرئيسة بأقل من نقطة مئوية، بعد أنباء زيادة الضرائب ووسط استمرار مخاوف التضخم واحتمال تشديد السياسات النقدية. وبدا ذلك واضحاً في ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأميركية بشكل طفيف، وهو ما يتناسب عكسياً مع أداء أسواق الأسهم. وارتفاع العائد على السندات متوسطة الأجل لمدة 10 سنوات من 1.54 في المئة إلى 1.56 في المئة.
ويتوقع أن تنهي الأسواق الرئيسة في العالم الأسبوع على وضع متباين، لكن في الإجمال سيكون التحرك في مؤشرات الأسهم الرئيسة طفيفاً بانتظار وضوح الرؤية أكثر بإعلان بقية الشركات عن نتائج الربع الأول في الأسبوع المقبل، وكذلك صدور مؤشرات جديدة على أداء الاقتصاد الكلي مثل مؤشرات مديري المشتريات.