أصيب عشرات الأشخاص، في حادث قطار جديد شهدته مصر، اليوم الأحد، هو الثالث خلال أسابيع معدودة، حيث انقلبت عربات قطار كان متجهاً من العاصمة المصرية إلى مدينة المنصورة شمال القاهرة، وذلك عند مدينة طوخ الواقعة في محافظة القليوبية (شمال).
وأعلنت وزارة الصحة المصرية، أن 97 شخصاً أصيبوا في الحادث من دون الإشارة إلى وقوع وفيات، موضحة أن نحو 58 سيارة إسعاف هرعت إلى موقع الحادث ونقلت المصابين لثلاثة مستشفيات في المحافظة.
وجاء ذلك في وقت، أعلنت فيه محافظة القليوبية، على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن حصيلة الإصابات بلغت 103 أشخاص بعد خروج بعض عربات القطار عن السكة من دون بيان الأسباب.
وبينما سارعت النيابة العامة المصرية بإعلانها الانتقال لموقع الحادث وفتح تحقيقاتها، بالتزامن مع انتقال عدد من المسؤولين المحليين والوزراء لمتابعة تطورات الحادث، قالت مصادر في هيئة السكك الحديدية نقلت عنها تقارير محلية، إن القطار الذي حمل رقم 949، وتحرك من القاهرة عند الساعة 1:20 بعد ظهر اليوم، وكان مقرراً له وصول مدينة المنصورة عند الساعة الخامسة مساء اليوم، خرج عن القضبان بالقرب في سندهور بالقرب من طوخ التي تبعد نحو 30 كيلو متراً شمال القاهرة، التابعة لمحافظة القليوبية، ما قاد إلى انقلاب عدد من عرباته، وعليه توقفت حركة القطارات على خط القاهرة المنصورة.
ورجحت مصادر وشهود عيان أن الحادث سببه إصلاحات تشهدها المنطقة، بدأت في شهر مارس (آذار) الماضي، مشيرين إلى أن الحادث هو لقطار مختلط، مكون من عربات مكيفة وأخرى مميزة، ووقع عندما انفصلت وانقلبت عربتان.
تحقيقات قطار منيا القمح
في غضون ذلك، كشفت النيابة العامة المصرية، أمس السبت، النتائج الأولية في تحقيقات حادث قطار "339" في منيا القمح، الذي أسفر عن 15 مصاباً بعد خروج عجلات القطار عن القضبان قبل أقل من أسبوع.
وقالت النيابة العامة في بيان لها، إن التحقيقات توصلت إلى تصور مبدئي لوقوع الحادث، وهو خروج العربتين الخامسة والسادسة من القطار رقم "339" المتجه من محافظة القاهرة إلى محافظة الدقهلية عن قضبان السكة الحديدية لمسافة نحو ثمانين متراً، قبيل وصوله إلى محطة سكة حديد منيا القمح، لتجاوز القطار السرعة المقررة (وهي ثمانية كيلومترات في الساعة) في منطقة أعمال الإصلاحات والتطوير الجارية، في المساحة ما بين محطتي بنها ومنيا القمح، ما أسفر عن إصابة أربعة عشر شخصاً من مستقلي القطار، وأحد العاملين في الإصلاحات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبينت التحقيقات أنه "على الرغم من وضع عامود يسمى ديسك الخطر قبيل منطقة الإصلاحات يُلزِم قائدي القطارات بالتوقف عنده ليستقل القطارَ موظف يسمى المعداوي، يختص بإرشاد سائق القطار عن كيفية المرور بحذر في تلك المنطقة"، إلا أن المعداوي المذكور لم يكن متواجداً وقت الحادث كما أقر هو بذلك في التحقيقات، فضلاً عن عدم توقف سائق القطار عند هذا العامود، وعدم التزامه ما توجبه اللوائح في حالة تغيب "المعداوي" بضرورة الاستعانة بـ"مشرف القطار" لإرشاده أثناء المرور بمنطقة الإصلاحات.
وشهدت مصر في الآونة الأخيرة عدداً من حوادث الطرق والقطارات أدت إلى سقوط عشرات القتلى والمصابين، كان آخرها حادث اصطدام حافلة ركاب بشاحنة نقل على طريق محافظة أسيوط جنوب مصر، ما أدى إلى تفحمها ومصرع 20 شخصاً وإصابة آخرين.
وفي 26 مارس الماضي، لقي ما لا يقل عن 32 شخصاً مصرعهم، وأصيب 165 آخرون، إثر اصطدام قطارين في سوهاج جنوب العاصمة المصرية القاهرة. وأفادت النيابة العامة الأسبوع الماضي، بأن سائق القطار ومساعده لم يكونا في عربة القيادة وقت الحادث.
وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي)، فقد سجلت مصر في العام 2018 2044 حادث قطار، فيما كان هناك 1793 حادثًا في 2017.
ومن بين الأسباب، يعزو المسؤلون، تكرار حوادث القطارات في مصر في معظم الحالات إلى أخطاء بشرية، وإلى قِدم منظومة السكك الحديدية بمعظم مكوناتها، علماً أن مصر تضم واحدة من أقدم وأكبر شبكات السكك الحديدية في الشرق الأوسط.
وشدد الشهر الماضي، وزير النقل المصري كامل الوزير على "الخطأ البشري" باعتباره من "أسباب وقوع مثل هذه الحوادث"، مؤكداً اكتمال منظومة التشغيل الآلي للسكك الحديد في عام 2024.
وكانت أكثر حوادث القطارات حصداً للأرواح في مصر، وقعت في عام 2002 عندما لقي 361 شخصاً حتفهم بعدما اندلعت النيران في قطار مزدحم كان متجهاً من القاهرة إلى الأقصر جنوباً.
ومن بين أبرز الحوادث كذلك، كان قبل عامين في محطة القطارات الرئيسة في العاصمة القاهرة، عندما لقي ما لا يقل عن 25 شخصاً مصرعهم وأصيب العشرات في حريق في محطة رمسيس في وسط القاهرة، الأكثر ازدحاماً في البلاد، بعد اصطدام قطار بالمنصة، ما تسبب في انفجار خزان الوقود. كما خلف تصادم بين قطارين في الإسكندرية، ثاني أكبر مدن مصر، في أغسطس (آب) 2017 أكثر من 40 قتيلاً وعديد من الجرحى.