ظهرت بوادر توتر بين المشير خليفة حفتر والجزائر، إذ أعلنت الحكومة الليبية المؤقتة، المؤيدة لحفتر، رفضها ما صرح به وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم خلال وجوده في تونس، حين انتقد قصف طرابلس. وقالت حكومة حفتر إن ما يحصل شأن داخلي ليبي، وأنها لن تسمح لأي طرف بالتدخل في "شؤوننا الداخلية".
وأكدت الحكومة في بنغازي أنها تابعت بانشغال كبير تصريحات وزير خارجية الجزائر، التي قال فيها "إننا لا نقبل أن تُقصف أي عاصمة عربية وعاصمة مغاربية ونحن صامتون". وأوضحت أنه "إذا (كنا) لا نقبل ونرفض رفضاً تاماً أن تقصف أي عاصمة عربية ومغاربية، فإننا نعتبر هذه التصريحات تنم عن جهل عميق بحقيقة الأوضاع التي تعرفها العاصمة الليبية طرابلس".
وقال نزار مقني، المتخصص في العلاقات الدولية، إن البيان يمثل امتداداً لاستراتيجية القفز في المجهول. وأوضح أن "الرجل يرفض التدخل في الشأن الليبي، في حين أن ما يحصل في طرابلس هو حرب أجندات متعددة وتحالفات عديدة ومصالح دولية متقاطعة". وأشار إلى أن "التصريح يعتبر رفضاً من سلطات بنغازي لدعوات الحوار التي أطلقتها تونس والجزائر".
وقال النائب البرلماني الليبي أحمد التكالي إن "حفتر عقد تحالفات عديدة قبل إعلانه الحرب على طرابلس. ولولا مباركة تلك الدول التي تحالف معها، ما كان ليستطيع أن يتقدم خطوة واحدة باتجاه الغرب الليبي، ورفض الجزائر لهذا العمل العسكري، يندرج في سياق البحث عن توازن وعدم إفساح المجال أمام الدول الداعمة لحفتر للاستفراد بالمشهد الليبي". وخلص إلى أن الجزائر لم تتجاوز حدودها، بل سعت إلى استقرار الأوضاع في الجانب الليبي".
الجزائر تبحث عن الحل السياسي
الإعلامي الجزائري فيصل حملاوي، اعتبر أن موقف بلاده، "نابع من الإيمان الراسخ بالحل السياسي سبيلاً وحيداً للخروج بليبيا إلى بر الأمان. وهو الطرح الذي ترعاه الأمم المتحدة وعدد من الدول المساندة لفايز السراج رئيس حكومة الوفاق".
وأشار إلى أن حفتر "لا يمثل إلا قائد ميليشيا مدعوماً من جهات غربية وأميركية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي السياق، نفى الدبلوماسي الليبي السابق نوري خليفة أن "تكون التصريحات المتبادلة بداية توتر بين حفتر والجزائر".
أما المحلل الجزائري علي زاوي فرد الأزمة إلى عدم اعتراف الجزائر بحفتر وبحكومته، الأمر الذي دفعه إلى "استغلال الحراك ورفض الشعب للنظام القائم للقيام بمخططه في ليبيا".
وحذر من أن يلجأ حفتر إلى "استخدام المهاجرين واللاجئين الأفارقة، والميليشيات، لتهديد دول الجوار الرافضة لمخططاته".