اتفق الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال محادثات هاتفية، الأربعاء، على مطالبة روسيا بخفض عديد قواتها المنتشرة عند الحدود الأوكرانية وسط تفاقم الأوضاع الميدانية، وفق ما أفاد مكتب المستشارية الألمانية.
وأعلن البيت الأبيض، في بيان، أن بايدن وميركل "أعربا عن قلقهما من الحشود العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا وفي القرم، وأكدا مجدداً دعمهما سيادة أوكرانيا على أراضيها".
وجاء في بيان للمتحدث باسم المستشارة الألمانية، أن ميركل وبايدن اتفقا على الطلب من روسيا "خفض تعزيزاتها العسكرية الأخيرة" عند الحدود الشرقية لأوكرانيا، لإتاحة "خفض التصعيد".
واتهمت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارنباور، الأربعاء، روسيا بـ"الاستفزاز" عبر حشدها قوات عند الحدود مع أوكرانيا.
وقالت لقناة "آيه أر دي" التلفزيونية "انطباعي أن الجانب الروسي يحاول ما بوسعه للاستفزاز من أجل إثارة رد فعل".
وأضافت، "معاً مع أوكرانيا، لن ننجر إلى هذه اللعبة".
وحشدت موسكو عشرات الآلاف من الجنود عند حدود هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تطمح للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وكان بايدن طالب، الثلاثاء، نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ"خفض التوترات" المتصاعدة مع أوكرانيا، لينضم بذلك إلى مجموعة دول غربية نددت بحشد موسكو قواتها عند الحدود الأوكرانية. ما أثار حفيظة حلف شمال الأطلسي.
واشنطن تعدل عن نشر سفينتين حربيتين
في الإطار ذاته، نقلت وكالة أنباء الأناضول عن مسؤولين أتراك أن الولايات المتحدة عدلت عن قرارها نشر سفينتين حربيتين في البحر الأسود هذا الأسبوع عبر مضايق تركية، وذلك في خضم تصاعد التوتر بين أوكرانيا وروسيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر دبلوماسية تركية أن السفارة الأميركية في أنقرة أبلغت وزارة الخارجية التركية بالقرار لكنها لم تقدم سبباً له. وذكرت "الأناضول" في وقت لاحق أنه لم تُرسل لأنقرة إشعارات جديدة بخصوص نشر محتمل في تواريخ لاحقة.
وقال مسؤولون أميركيون، إن تركيا ربما تكون أساءت فهم الإشعار الأول، وإن إرسال السفينتين لم يتأكد قط.
وتعتبر روسيا، التي نبهت واشنطن إلى البقاء بعيداً عن القرم وساحل البحر الأسود، أن زيادة القوات سببها إجراء تدريب عسكري لثلاثة أسابيع من أجل اختبار الاستعدادات القتالية رداً على ما وصفته بسلوك ينطوي على تهديد من جانب حلف الأطلسي. وقالت إن التدريب سينتهي في غضون أسبوعين.
وأفادت مصادر دبلوماسية تركية أن عبور السفينة الأميركية الأولى الذي كان مقرراً، الأربعاء، لم يحصل.
وأعلنت تركيا الأسبوع الماضي أنها تبلغت من خلال قنوات دبلوماسية أن سفينتين حربيتين أميركيتين "ستعبران في اتجاه البحر الأسود" وتبقيان في المنطقة حتى الرابع من مايو (أيار).
لكن، لم يرد أي تأكيد من واشنطن سواء في نشر السفينتين في البحر الأسود أو إلغاء ذلك.
ويتعين على واشنطن إبلاغ أنقرة قبل 15 يوماً على الأقل من عبور سفنها الحربية لمضيقي البوسفور والدردنيل، وذلك بموجب شروط اتفاقية مونترو لعام 1936.
وتسمح الاتفاقية للسفن الحربية بالبقاء في البحر الأسود مدة 21 يوماً.
وتقوم السفن الحربية الأميركية بدوريات في المنطقة بشكل روتيني دعماً لأوكرانيا التي تواجه تمرداً لقوات مدعومة من روسيا منذ الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو عام 2014 وضم روسيا شبه جزيرة القرم في الوقت نفسه تقريباً.
تخزين محتمل لأسلحة نووية روسية
في الأثناء، أجرت كل من روسيا وأوكرانيا مناورات عسكرية بشكل متزامن، بينما بدأ وزراء خارجية ودفاع دول حلف شمال الأطلسي اجتماعاً طارئاً لمناقشة حشد القوات الروسية قرب الحدود الأوكرانية.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أندري تاران، إن روسيا تستعد لتخزين محتمل لأسلحة نووية في شبه جزيرة القرم. وحذر من أن موسكو قد تشن هجوماً على بلاده لتأمين إمدادات المياه للمنطقة التي ضمتها.