Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إغلاق المساجد في الأردن بين الضرورة الصحية ورد الفعل السياسي

علماء شريعة وجهوا رسالة إلى الملك عبد الله الثاني ومناصرو "الإخوان" نفذوا اعتصامات

جانب من الوقفات أمام المساجد في الأردن (مواقع التواصل)

بعد فرض السلطات الأردنية حظر تجوال شامل أيام الجمعة، وحظراً جزئياً بقية أيام الأسبوع حتى منتصف مايو (أيار) المقبل، نفذ مواطنون أردنيون وقفات احتجاجية اعتراضاً على القرار الذي شمل منع صلوات العشاء والمغرب والجمعة داخل المسجد.

وبررت الحكومة الأردنية تمديد العمل بالإجراءات الاحترازية وإغلاق بعض القطاعات، من بينها المساجد، ببلوغ البلاد لمستويات مقلقة من انتشار وباء كورونا. ووفقاً للقرار، فُرض حظر ليلي من الساعة السابعة مساءً للأفراد، والسادسة مساءً للمنشآت، يستمر حتى السادسة صباحاً، فيما يُطبق حظر تجوال شامل الجمعة من كل أسبوع.

رسالة من علماء الشريعة

في المقابل، وجه عشرات علماء الشريعة الإسلامية في الأردن، رسالة إلى الملك عبد الله الثاني، يطلبون فيها السماح بأداء صلوات الجماعة في المساجد. ومن بين هؤلاء، عضو رابطة علماء الأردن شاكر العاروري، الذي اعتبر أن "استمرار إغلاق المساجد لا يرضي الشعب الأردني، الذي تكونت لديه قناعة باستهداف دور العبادة من قبل الحكومة على الرغم من تنفيذ المساجد للشروط الصحية". وقال العاروري، إن "المصلين أثبتوا التزامهم العالي في كل مرة يذهبون إلى المساجد"، مقترحاً "معاقبة المصلين المخالفين، أو إغلاق المساجد المخالفة، بدل إغلاق كل المساجد".

وجاء في رسالة علماء الشريعة إلى العاهل الأردني "نلتمس من جلالتكم تخفيف الحظر يوم الجمعة عن كل أوقات الصلاة ولمدة 40 دقيقة لأداء كل صلاة، مع رفع الحظر عن صلاة التراويح (خلال شهر رمضان المقبل) لمدة ساعة تؤدى مع صلاة العشاء".

وأكد العلماء أنهم مع الإجراءات الحكومية في مواجهة الوباء، معبرين عن احترامهم إياها واقتناعهم بها لكن "من دون إغفال الجانب الروحي".

أجواء رمضان

ويخشى الأردنيون عموماً من أن تفوتهم الصلوات والأجواء الروحانية في شهر رمضان المبارك، الذي تبدأ أول أيامه وفق حسابات فلكية، في الثالث عشر من أبريل (نيسان) الحالي.

ويشهد الأردن ممارسة طقوس عدة في الشهر الفضيل، أبرزها صلاة التراويح واكتظاظ الأسواق، لكن القرارات الحكومية ستحرم الأردنيين من هذه الطقوس.

وعلى الرغم من الاحتجاج الكبير أصرت الحكومة على موقفها، وأكد وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، صخر دودين، عدم السماح بأداء الصلوات في المساجد في أوقات الحظر وخلال شهر رمضان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

صلوا في بيوتكم

وعادت عبارة "صلوا في بيوتكم" لتتردد مجدداً عبر مكبرات الصوت في المساجد، في وقت تصدر فيه وسم #لا_لإغلاق_المساجد، مجدداً قائمة الأعلى تداولاً في الأردن على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكدت وزارة الأوقاف الأردنية أن صلاة الجمعة خلال فترة إغلاق المساجد ستكون في البيوت، امتثالاً لقرارات الحكومة المتعلقة بمكافحة فيروس "كورونا"، معربة عن أملها بانخفاض أعداد الإصابات كي تعود الصلاة في المساجد.

وقال الناطق الإعلامي باسم الوزارة، حسام الحياري، إن "قرار تعليق صلاة الجمعة بالمساجد هدفها الحفاظ على النفس البشرية من خطر هذا الفيروس، وتماشياً مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي حضت على حفظ النفس البشرية، وامتثالاً للقاعدة الشرعية التي تقول: درء المفاسد أولى من جلب المنافع".

في المقابل، تصدرت جماعة الإخوان المسلمين مرة أخرى الاحتجاجات على إغلاق المساجد. وطالبت أنصارها وكوادرها بتنفيذ اعتصامات أمام المساجد، كما طالب نواب محسوبون على الجماعة في البرلمان الأردني، الحكومة بالتراجع عن قراراتها.
ويزيد عدد المساجد في عموم أنحاء الأردن عن سبعة آلاف مسجد، تشرف وزارة الأوقاف على أغلبها وتخصص لها أئمة وموظفين.

وحتى مساء الأربعاء 31 مارس (آذار) الماضي، سجل الأردن أكبر حصيلة وفيات يومية بفيروس كورونا حيث أُعلن عن وفاة 111 شخصاً، فيما بلغ عدد الإصابات 6570 حالة، ليصل العدد الإجمالي للحالات المؤكدة إلى 611577. وارتفع إجمالي عدد الوفيات إلى 6858 وفاة.

المزيد من العالم العربي