خيم اللون الأخضر على شاشات البورصة السعودية في تعاملات اليوم الأربعاء، مدعوماً بالإعلان عن تدشين برنامج تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص "شريك". واستفادت السوق من الارتفاع الذي شهدته سوق النفط في تعاملات اليوم، حيث سجلت أسعار النفط نحو 64.46 دولار للبرميل وذلك للعقود الآجلة لخام القياس العالمي "برنت"، كما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي نحو 60.81 دولار للبرميل. وأنهى مؤشر السوق السعودي "تداول" تعاملات اليوم على ارتفاع بنسبة 2.8 في المئة مسجلاً مستوى 9908 نقاط بعدما تمكن من إضافة نحو 272 نقطة، ليسجل بهذا الإغلاق أعلى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، أي منذ نحو 7 سنوات، بتداولات نشطة بلغت قيمتها الإجمالية نحو 16.3 مليار ريال (4.346 مليار دولار). ووفق إغلاق التعاملات، بلغت مكاسب المؤشر خلال الربع الأول من العام الحالي إلى أكثر من 1200 نقطة بنسبة ارتفاع بلغت نحو 14 في المئة مقارنة بنهاية عام 2020.كما أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية "نمو" مرتفعاً بنحو 140.12 نقطة ليقفل عند مستوى 24291.91 نقطة، وبتداولات بلغت 21 مليون ريال (5.6 مليون دولار)، وبلغ عدد الأسهم المتداولة 335 ألف سهم تقاسمتها 770 صفقة.
المؤسسات والصناديق تشتري بكثافة
وقال نادي عزام، المحلل المالي وعضو الاتحاد الدولي للمحللين الماليين، إن السوق السعودية تفاعلت بشكل إيجابي مع ما أعلنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن تدشين برنامج تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص "شريك"، وتمكن بدعم هذه الأخبار الإيجابية من إضافة أكثر من 170 نقطة خلال تعاملات اليوم.وأشار في تعليقه إلى أن اتجاه المؤسسات والصناديق إلى الشراء بكثافة وبخاصة في الأسهم القيادية مثل "سابك" و"مصرف الراجحي" وشركات الاتصالات "أي تي سي" و"زين" ومعظم أسهم قطاع البتروكيماويات بدعم من المشتريات القوية على سهم "سابك"، ومن ناحية أخرى جاءت أسهم التأمين التكافلي حيث شهدت ارتفاعات قوية مثلما حدث مع سهم "ساب" و"تكافل" و"الأهلي تكافل" وسهم شركة الإنماء، لافتاً إلى تأثر معظم أسهم قطاع التأمين بشكل إيجابي خلال تعاملات اليوم. وأوضح أنه وفق المعطيات القائمة، فإن مؤشر السوق السعودي يستهدف مستوى 10200 نقطة خلال الجلسات المقبلة. حيث نجح صانع السوق في تجاوز مستوى 9700 نقطة، وهي منطقة الهدف الأول والمقاومة الصعبة مع افتتاحية السوق مباشرة في الدقائق الأولي مما فتح الطريق أمام الصعود السهل للأسهم ودخول الصناديق بالشراء.
مزاج عام "متفائل"
وفي تعليقه على أداء السوق، قال رئيس الأبحاث في شركة "الراجحي كابيتال"، مازن السديري، إن هناك مزاجاً عاماً متفائلاً لا تخطئه العين بين المستثمرين تزامناً مع إطلاق ولي العهد السعودي لبرنامج تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص "شريك" المخصص للشركات المحلية، والذي يؤسس لشراكة حقيقية مع القطاع الخاص.وأضاف أن البرنامج واستثماراته الضخمة، سيكون له أثر قوي على دعم آفاق النمو المستقبلي للشركات المدرجة حيث سيزيد معدل نمو الشركات، كما يساعد على خلق أدوات استثمارية على المدى الطويل من خلال شركات كبرى قادرة على تحقيق مستهدفات وطموحات البلاد. وتوقع مازن السديري، أن يستمر التأثير الإيجابي لإطلاق البرنامج على أداء الأسهم السعودية خلال جلسات التداول المقبلة.
دور حيوي ودعم أكبر للقطاع الخاص
وأمس، أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، برنامج تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص "شريك". وأشار ولي العهد السعودي إلى أن ذلك يأتي من منطلق إدراكنا للدور الحيوي للقطاع الخاص، بصفته شريكاً رئيسياً في ازدهار الاقتصاد، ومواصلة تحقيق الطموحات الوطنية التي حددتها رؤية 2030، حيث يأتي الاضطلاع بقطاع خاص حيوي ومزدهر من أولوياتنا الوطنية. وقال إن المشروع يهدف إلى دعم الشركات المحلية، وتمكينها للوصول إلى حجم استثمارات محلية تصل إلى 5 تريليونات ريال (1.33 تريليون دولار) في نهاية عام 2030، مشيراً إلى أن البرنامج يهدف إلى تطوير الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وتسريع تحقيق الأهداف الاستراتيجية المتمثلة في زيادة مرونة الاقتصاد ودعم الازدهار والنمو المستدام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد أن الإنفاق الحكومي خلال السنوات العشر المقبلة يقدر بـ10 تريليونات ريال (2.6666 تريليون دولار)، ليكون القطاع الخاص شريكاً في جهود التنمية في المملكة، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. وتوقع ولي العهد السعودي أن تشهد الاستثمارات في البلاد خلال السنوات المقبلة قفزة بواقع 3 تريليونات ريال (80 مليار دولار)، يقوم بضخها صندوق الاستثمارات العامة حتى عام 2030، إضافة إلى 4 تريليونات ريال (1.07 تريليون دولار) سيضخها القطاع الخاص تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للاستثمار التي سيعلن عن تفاصيلها قريباً.
ومن المتوقع أن يصل مجموع الاستثمارات التي سيضخها في الاقتصاد الوطني إلى نحو 12 تريليون ريال (3.2 تريليون دولار) حتى عام 2030، من دون احتساب الإنفاق الحكومي المقدر بنحو 10 تريليونات ريال (2.66 تريليون دولار) خلال السنوات العشر المقبلة، والإنفاق الاستهلاكي الخاص المتوقع أن يصل إلى 5 تريليونات ريال (1.33 تريليون دولار) حتى 2030، ليصبح مجموع ما سينفق في السعودية 27 تريليون ريال (7.2 تريليون دولار) خلال السنوات العشر المقبلة".
وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى أن أهمية برنامج "شريك" لا تقتصر على تعزيز دور القطاع الخاص في النمو المستدام للاقتصاد الوطني، بل "نراها استثماراً طويل الأجل في مستقبل السعودية وازدهارها، يقوم على العلاقة التشاركية بين القطاعين الحكومي والخاص".
122 شركة تغلق على ارتفاع
على صعيد تعاملات اليوم، فقد بلغ عدد الأسهم المتداولة أكثر من 505 ملايين سهم تقاسمتها أكثر من 560 ألف صفقة سجلت فيها أسهم 122 شركة ارتفاعاً في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 75 شركة على تراجع. وكانت أسهم شركات الإنماء، وزين السعودية، وأرامكو السعودية، ودار الأركان، ومجموعة فتيحي هي الأكثر نشاطاً بالكمية، كما كانت أسهم شركات الراجحي، والإنماء، وأرامكو السعودية، وسابك، والأهلي هي الأكثر نشاطاً في القيمة. وتصدر سهم "ساب للتكافل" ارتفاعات اليوم بالنسبة القصوى. وفي المقابل، تراجعت أسهم "جبل عمر" و"إعمار" وأسمنت الجوف" بنسب تراوح بين 1 و2 في المئة، وذلك عقب الإعلان عن تسجيل خسائر في الربع الرابع 2020.وقاد الارتفاعات قطاع البنوك القيادي بنسبة 4.3 في المئة، تلاه قطاع الاتصالات مرتفعاً بنسبة 3.8 في المئة، ثم قطاع المواد الأساسية الذي ارتفع بنسبة 2.9 في المئة.
أثر واضح لمبادرة "شريك"
وقال إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة "مباشر كابيتال هولدنغ" للاستثمارات المالية، إن مبادرة ولي العهد السعودي كان لها أثر واضح على أداء سوق الأسهم حيث ستفتح مجالات كبيرة للشركات المدرجة وتساعد على تعزيز ربحيتها ونموها المستقبلي. وأشار إلى أن جميع القطاعات المدرجة في السوق مستفيدة من المبادرة، خصوصاً قطاعي البنوك والتأمين أكثر المستفيدين، حيث أن الأول سيستفيد منها من جهة ارتفاع وتيرة عمليات التمويل والودائع، أما الثاني يساعد في تأمين العمليات التشغيلية للشركات.وأضاف أن السوق السعودية تستهدف مستوى 10 آلاف نقطة في الجلسات المقبلة في ظل الحديث عن التجهيز لطروحات جديدة مثل طروحات أرامكو بحصة جديدة مرتقبة، إضافة إلى الطرح المرتقب لحصة من شركة السوق المالية السعودية "تداول"، والتي تمت دعوة البنوك للتقدم للعب أدوار في أكبر سوق مالية في العالم العربي.