Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاعتداءات على الصحافيين في ألمانيا تتزايد و2020 هو الأسوأ

ضرب وركل و"بصق"وتحطيم آلات... الشرطة غير مبالية واليمين متهم

تظاهرة في برلين تستنكر الإعتداء على الصحافة (وكالة الصحافة الألمانية)

أصدر المركز الأوروبي لحرية الصحافة والإعلام ECPMF تقريره السنوي لعام 2020، واتضح من التقرير الذي جاء في 56 صفحة بأن عام 2020 هو الأسوأ بين الأعوام السابقة. وأحصى المركز الذي يتخذ مدينة لايبزغ الألمانية مركزاً له وقوع 69 حالة اعتداء على صحافيات وصحافيين خلال العام الماضي، وهي النسبة الأعلى منذ بدء المركز هذا الإحصاء قبل خمس سنوات. ويحدد المركز أعمال العنف أو الاعتداء على الصحافيين في عدة مستويات كالضرب أو الركل أو الدفع أو البصق أو الهجوم بالسلاح على الصحافي.

مؤشر خطير

وكان المركز قد بدأ إحصاءه في عام 2015 وسجل حينها 44 حالة اعتداء، بينما انخفض هذا العدد إلى 19 حالة في العام التالي، ليتواصل انخفاض هذا العدد إلى 10 حالات فقط في عام 2017. أما في عام 2018 فقد ارتفع عدد الحالات مجدداً ليصل إلى 26 حالة، ليعود بعدها إلى الإنخفاض إلى 14 حالة في عام 2019. ومع ارتفاع عدد الاعتداءات في عام 2020 إلى 69 حالة بدا ذلك يعني أن الاعتداءات ارتفعت خمسة أضعاف ما كانت عليه عن العام الذي سبقه، وهذا يؤكد كذلك بأن هناك اعتداء على صحافية أو صحافي كل خمسة أيام تقريباً، وهو مؤشر خطير جداً.

ورأى التقرير الذي صدر في 22 مارس (آذار)، بأن أكثر الاعتداءات على الصحافيين، أي ما يقدر بـ71 في المئة، "وقعت في التجمعات المرتبطة بوباء كورونا". وطالب الحكومة الفيدرالية الألمانية في توصياته بـ"حماية أكبر للصحافيين خلال التظاهرات والتجمعات".

برلين أولاً

وفي فقرة "جغرافيا العنف" خلص التقرير إلى أن أكثر ولاية تعرض فيها الصحافيون للاعتداء، من بين الولايات الألمانية الستة عشر، جاءت العاصمة برلين في المقدمة؛ بعد أن وقع فيها 23 حالة اعتداء، بينما جاءت ولاية سكسونيا (زاكسن) بعدها بوقوع 19 حالة اعتداء. وهما ولايتان كانتا قبل الوحدة الألمانية في عام 1990 تقعان في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (الشرقية). ومن المعروف أن اليمين الألماني ينشط كثيراً في تينك الولايتين، وهو ما ألمح إليه التقرير في فقرته الخامسة حول هوية المعتدين أو الجناة. فقد حدد التقرير 31 حالة اعتداء على الصحافيين بأنها وقعت من "الطيف اليميني". بينما قال التقرير إن 33 حالة من تلك الاعتداءات "لا يُمكن تقييمها سياسياً بوضوح".

تحذيرات واستنكارات

نشرت معظم الصحف الألمانية أجزاء من التقرير، مع استنكار معظمها لارتفاع أرقام الاعتداءات في بلد يقود أوروبا إلى مزيد من التمتع بالحريات. وقالت مارغريت شتومب، المتحدثة الإعلامية باسم كتلة حزب الخضر في البرلمان الألماني: "يجب التعامل مع حماية العاملين في مجال الإعلام بشكل استراتيجي وحاسم".

وأشارت جمعية الصحافيين الألمان إلى أن ممثلي وسائل الإعلام "تعرضوا في العام الماضي لهجمات متزايدة من المفكرين الجانبيين". وتقصد بمصطلح المفكرين الجانبيين أو QUERDENKEN الذين يتبنون التفكير الناقد للمبادرة التي تأسست في مدينة شتوتغارت، من أجل الاحتجاج على التدابير الوقائية والصارمة التي وضعتها الحكومة الألمانية بسبب وباء كورونا. وقال المتحدث باسمها هنريك تسورنير إن اعتداءات جسدية حصلت، وتضررت معدات تقنية كثيرة، وبعضها تخرّب كلياً. وأضاف أن قوات الشرطة لم تتصرف دائماً بشكل جيد، "وفي بعض الحالات ترددت في التدخل، أو لم تتدخل مطلقاً. ضباط الشرطة موجودون أيضاً لفرض احترام الحقوق الأساسية، ومنها المادة الخامسة التي تتعلق بحرية التعبير وحرية الصحافة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وانتقدت المتحدثة باسم "مراسلون بلا حدود" جينيفر شيّمينتس هذه الاعتداءات المتصاعدة ضد الإعلاميين خلال التظاهرات ووصفتها بأنها مرعبة، وطالبت الشرطة بالقيام بدورها ومنع الاعتداء على زملائها. ووضعت إيميلاً خاصاً لتلقي الشكاوي التي تتعلق بالاعتداءات على العاملين في حقل الإعلام، من أجل التحقيق فيها بشكل مباشر. 

حالات جديدة

يبدو أن هذا الرقم الكبير سيُثير مناقشات جديدة في البرلمان الألماني، بخاصة أن المركز أشار في تقريره إلى أن هناك 8 حالات جديدة من الاعتداءات على الصحافيين قد وقعت بالفعل منذ بداية هذا العام 2021 لغاية منتصف مارس (آذار). وهذا قد يعني، مع نية الحكومة الألمانية العودة إلى القيود الصارمة المتعلقة بالوباء، وربما إلى قيود أكثر صرامة بعد أسبوعين من تخفيف الإجراءات، ازدياد التظاهرات والتجمعات التي يقوم بها أعضاء تلك المبادرة والتي ترى بأن الوباء هو مؤامرة للقضاء على الحريات، وبأن الأمر سياسي أكثر منه إنسانياً.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير