أكدت نساء فرنسيات عشن في كنف تنظيم "داعش" ومحتجزات حالياً في معسكرات تديرها القوات الكردية في سوريا، في مقابلات نشرت، الخميس 18 مارس (آذار)، أنهن "على استعداد لفعل أي شيء" من أجل "العودة إلى فرنسا" وإثبات عدم ارتكابهن "أي جريمة".
إستيل، البالغة 31 عاماً، قالت في مقابلة أجرتها في مكان احتجازها مع صحافي في إذاعة "راديو فرانس" أوائل مارس (آذار): "أنا على استعداد للمضي حتى النهاية".
وهي واحدة من 10 محتجزات فرنسيات في مخيم روج شمال شرقي سوريا، مضربات عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة أسابيع احتجاجاً على عدم إعادتهن إلى فرنسا مع أطفالهن.
الدفاع عن النفس
قالت هذه المرأة المتحدرة من الضواحي الباريسية بأسف: "ارتكبنا خطأً" بالانضمام إلى تنظيم "داعش"، لكن "ليس لدينا أي إمكانية للدفاع عن أنفسنا".
وإستيل المحتجزة منذ أكثر من ثلاث سنوات مع أطفالها الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و8 و10 سنوات، تؤكد، على غرار عدة فرنسيات محتجزات، أنها لم تشارك في أي نشاط إجرامي في ظل التنظيم.
وأوضحت: "إذا كان يتعين الحكم علينا، فليكن. ولكن كيف يمكن أن نثبت حسن نيتنا إذا لم يتم الاستماع إلينا؟".
منذ أسبوعين "أشرب الماء فقط والقهوة في الصباح"، و"فقدت أربعة كيلوغرامات"، وفق ما قالت، موضحة "أنه أمر صعب، لكننا مصممون على تعريض حياتنا للخطر حتى نتمكن من العودة مع أطفالنا".
"لست متطرفة"
وقالت سائدة، البالغة 33 عاماً، والتي جاءت من هيرولت جنوب فرنسا إلى سوريا في عام 2015، لتلتحق بزوجها المستقبلي وهو فرنسي تعرفت عليه عبر الإنترنت: "الحياة صعبة جدا هنا. نحن نقبع في سجن" لكن "من دون أن يزورنا أحد" وبالكاد نجد ما نأكله.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت: "أعلم أن الناس يكرهوننا، لكن هناك من ندمن" و"خرجن" من عباءة الإرهابيين. لكنها أقرت، مثل إستيل، أن بعض المحتجزات الفرنسيات بقين متأثرات بعقيدة التنظيم.
قالت المرأة، التي لا تعرف سبب رفض فرنسا لاستعادتهن: "لم أفعل شيئاً على الإطلاق، إنهم (في فرنسا) يعرفون ذلك جيداً"، مشيرة إلى أنها "ليست متطرفة" و"لا ترتدي الحجاب". وأضافت، "يؤسفني أنهم يخافون منا. إنهم يساوون بيننا جميعاً".
وروت أنها هربت من المخيم مرة واحدة قبل أن يُقبض عليها، و"إذا لم تتم إعادتي (إلى فرنسا) فسأهرب من جديد".
القلق في فرنسا
وتُحتجز نحو 80 امرأة انضممن إلى "داعش" مع 200 طفل في معسكرات في شمال شرقي سوريا تديرها القوات الكردية.
وتثير عودتهن المحتملة إلى فرنسا قلق الرأي العام، لكن أقاربهن ومحاميهن يؤكدون أن فرنسا وحدها يمكنها محاكمتهن بإنصاف، وأنه لا يمكن أن يعشن في هذه الظروف المحفوفة بالمخاطر وفي منطقة غير آمنة.
وتعتمد باريس منذ سنوات سياسة كل حالة على حدة في ما يتعلق بإعادة هؤلاء الأطفال. وتمت حتى الآن إعادة 35، معظمهم أيتام.