رفعت تقارير صحافية نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية مستوى القلق الدولي بشأن أوضاع المهاجرين في مراكز الإيواء في العاصمة الليبية طرابلس، بعدما اتهمت الصحيفة القوات الموالية لـ"حكومة الوفاق" بتجنيد مهاجرين أفارقة إجبارياً ليشاركوا إلى جانبها في المعارك ضد "الجيش الوطني" الذي يحاول منذ أسابيع دخول العاصمة.
ونقلت "الغارديان" شهادات مهاجرين عالقين في مناطق الاشتباكات، يتعرضون لاساءات لفظية وجسدية ويتم تجنيدهم إجبارياً للمشاركة في معارك طرابلس أو نقل العتاد والأسلحة إلى جبهات القتال، وهذا ما يعرضهم لمخاطر جسيمة.
قلق أوروبي
دفعت هذه التقارير المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة، ديميتريز أفرامو بولوس، إلى التعبير عن قلقه من الأوضاع في ليبيا، مشدداً على ضرورة وقف تدهورها وضمان المعاملة الإنسانية والكريمة لجميع المهاجرين وإجلائهم من ليبيا أو إلى أماكن أكثر أمناً.
وأشار المسؤول الأوروبي في مقابلة مع صحيفة "إل ماسيجيرو" الإيطالية، إلى أنه "ليس ثمة مؤشر حتى الآن إلى زيادة وشيكة في التدفقات من ليبيا، لكن يجب الاستعداد لذلك"، مؤكداً استمرار عمل مراكز مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في طرابلس بشكل كامل.
عملية إجلاء يتيمة
وكانت مفوضية اللاجئين التابعة للأم المتحدة رحّلت الجمعة الماضية 163 لاجئاً من ليبيا إلى النيجر، في أول عملية إجلاء لها منذ اندلاع الاشتباكات في طرابلس قبل أسابيع.
وعن ظروف عملية الإجلاء، قال المفوض السامي للاجئين، فيليبو غراندي "نظراً إلى الوضع في ليبيا، تشكل عمليات الإجلاء الإنسانية خلاصاً للاجئين المحتجزين الذين تتعرض حياتهم للخطر في ليبيا".
ونٰقل مهاجرون من طرابلس إلى النيجر على متن طائرة تابعة لمفوضية اللاجئين، منهم عشرات النساء والأطفال.
وأشارت المفوضية إلى أن حوالي 3000 لاجئ عالق داخل مراكز احتجاز في ليبيا، تقع قرب مناطق الاشتباكات، وهم معرّضون للخطر طوال فترة وجودهم هناك.
وأوضحت المفوضية أنها نقلت أكثر من 500 لاجئ من مراكز احتجاز في أحياء بو سليم وعين زارة إلى نقطة تجمّع خاصة في وسط طرابلس.
المهاجرون كـ"ورقة ضغط"
واتهمت أطراف ليبية رئيس حكومة الوفاق في طرابلس، فايز السراج، باستخدام المهاجرين ورقة ضغط سياسية على أوروبا، بعدما وجّه تهديداً مباشراً إليها بإطلاق يد المهاجرين للوصول إلى سواحل الاتحاد الأوروبي، بعدما ضيّق "الجيش الوطني" الخناق على ميليشيات طرابلس.
وصرح السراج لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية الأسبوع الماضي، بأن الحرب في بلاده "قد تدفع أكثر من 800 ألف مهاجر نحو السواحل الأوروبية".
وتعكس تصريحات السراج صعوبة المأزق الذي تعيشه حكومته هذه الأيام في ظل تقهقر الميليشيات المدعومة من قطر وتركيا في طرابلس أمام تقدم "الجيش الوطني".
معيتيق على خطى السراج
وعلى غرار السراج، أكد نائبه أحمد معيتيق في مؤتمر صحافي عقده قبل أيام، أن "حوالي 800 ألف أفريقي وليبي يمكن أن يحاولوا الوصول إلى السواحل الأوروبية، بسبب الحرب في طرابلس".
وحذر معيتيق صراحةً من أن تقدم "الجيش"، سيحول دون تمكن قوات "حكومة الوفاق" من السيطرة على "أكثر من 400 سجين" من تنظيم "داعش" محتجزين حالياً في ليبيا. وأضاف "هؤلاء السجناء إرهابيون وعملنا مع المجتمع الدولي لإبقائهم واحتجازهم، وفي الوقت نفسه نرى بعض الشركاء الدوليين يدعمون الهجوم ويدعمون حفتر".