قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الاثنين إن الولايات المتحدة لن تمدد أي إعفاءات تستثني مستوردي النفط الإيراني من العقوبات الأميركية وإنه لن تكون هناك فترة سماح للالتزام بالقرار.
وقال بومبيو للصحفيين "سنصل إلى الصفر. سنصل إلى الصفر مع الجميع". تأتي تصريحات بومبيو بعد أن أعلن البيت الأبيض إنهاء الإعفاءات بهدف الضغط على إيران بشأن برنامجها النووي.
وقال بومبيو "لن تكون هناك إعفاءات (نفطية) تمتد بعد تلك الفترة. انتهى النقاش".
دول أخرى تعوض نفط إيران
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اليوم الاثنين إن السعودية ودولا أخرى في أوبك "سيعوضون تماما" أي نقص في إمدادات النفط الإيرانية بالأسواق العالمية بعد أن قررت إدارته إنهاء الإعفاءات الممنوحة لبعض الدول لشراء الخام الإيراني دون مواجهة عقوبات أمريكية.
وقال ترمب على تويتر "السعودية وآخرون في أوبك سيعوضون تماما فرق تدفق النفط في ظل عقوباتنا الكاملة الآن على النفط الإيراني.
وكان البيت الأبيض قال في بيان اليوم الاثنين إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر عدم تمديد الإعفاءات التي تتيح لبعض مستوردي النفط الإيراني مواصلة الشراء دون مواجهة عقوبات أميركية عندما يحل أجلها في مايو (أيار).
وقال البيان إن الولايات المتحدة والسعودية والإمارات "اتفقوا على التحرك في الوقت المناسب بما يكفل تلبية الطلب العالمي مع حجب النفط الإيراني عن السوق بشكل كامل.
من جانبه، ذكر كيفن هاسيت المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض أنه يعتقد أن أسواق النفط العالمية ستكون قادرة على التعامل مع قرار الولايات المتحدة إلزام مشتري النفط الإيراني بإنهاء الواردات أو مواجهة عقوبات، وذلك بالرغم من قفزة في أسعار الخام اليوم.
وقال هاسيت في مقابلة مع سي.ان.بي.سي "أعتقد أن أسواق النفط العالمية مؤهلة للتعامل مع هذا".
وفي وقت سابق، قال مصدر مطلع إنه من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة اليوم الاثنين (22 ابريل نيسان) ضرورة أن ينهي كل مستوردي النفط الإيراني وارداتهم بعد فترة وجيزة وإلا تعرضوا لعقوبات أميركية مما أدى إلى قفزة بنحو 3% في أسعار الخام لتصل لأعلى مستوى لها هذا العام.
وأكد المصدر تقريرا لصحيفة واشنطن بوست بأن الإدارة لن تجدد الإعفاءات التي منحتها لبعض مستوردي النفط الإيراني من العقوبات أواخر العام الماضي.
وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات في نوفمبر (تشرين الثاني) على صادرات النفط الإيرانية بعد أن انسحب ترامب من جانب واحد من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران وست قوى عالمية كبرى.
غير أن واشنطن منحت إعفاءات مؤقتة من العقوبات لثماني دول من كبار مستوردي النفط الإيراني وهي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا وإيطاليا واليونان. وسمحت الإعفاءات لتلك الدول بمشتريات محدودة من النفط الإيراني لمدة ستة أشهر.
وشهدت أسواق النفط تراجعا في الإمدادات هذا العام بسبب خفض الإنتاج الذي تطبقه أوبك.
وستلحق بالدول الآسيوية المستوردة للنفط الإيراني أكبر الأضرار مع وقف الإعفاءات. والصين والهند هما أكبر دولتين مستوردتين للنفط من طهران وضغطتا من أجل تمديد الإعفاءات.
وفي السياق، قالت السعودية اليوم الاثنين إنها ستنسق مع منتجي النفط الآخرين بما يكفل إمدادات نفطية كافية وسوقا متوازنة بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها ستُنهي إعفاءات منحتها إلى مشترين للنفط الإيراني.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في بيان إن المملكة تراقب عن كثب التطورات في سوق النفط بعد البيان الصادر عن الحكومة الأمريكية في الآونة الأخيرة بشأن العقوبات المفروضة على صادرات النفط من إيران.
وأضاف البيان أن السعودية ستنسق مع منتجي النفط بما يكفل إتاحة إمدادات كافية للمستهلكين بينما تضمن عدم اختلال توازن سوق الخام العالمية.
طهران تتوعد
قال مصدر بوزارة النفط الإيرانية اليوم الاثنين إن طهران مستعدة لأي قرار أميركي بإنهاء الإعفاءات الممنوحة لمشتري الخام الإيراني في حين ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الحرس الثوري كرر تهديده بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي.
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن مصدر بوزارة النفط الإيرانية لم تفصح عنه قوله إن الولايات المتحدة لن تنجح في وقف صادرات النفط الإيرانية.
ونقلت وكالات أنباء عن وزارة الخارجية الإيرانية قولها إن الإعفاءات لا قيمة لها، ولكن نظرا للآثار السلبية الملموسة الناجمة عن العقوبات، فإنها على اتصال مع جيرانها وشركائها الأوروبيين وسوف "تتصرف وفقا لذلك".
وعلى صعيد منفصل قال قائد البحرية التابعة للحرس الثوري إن إيران ستغلق مضيق هرمز إذا تم منع طهران من استخدامه.
ونسبت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن الجنرال علي رضا تنكسيري قوله اليوم "وفقا للقانون الدولي فإن مضيق هرمز ممر بحري وإذا مُنعنا من استخدامه فسوف نغلقه".
وأضاف تنكسيري "في حالة أي تهديد فلن يكون هناك أدنى شك في أننا سنحمي المياه الإيرانية وسندافع عنها".
ونقلت تسنيم عن مصدر لم تسمه قوله: "سواء استمرت الإعفاءات أم لم تستمر، فإن صادرات نفط إيران لن تصل إلى الصفر بأي حال ما لم تقرر السلطات الإيرانية وقف صادرات النفط... وهذا غير وارد حاليا."
ونسبت تسنيم إلى المصدر قوله "نراقب ونحلل كل التصورات والأوضاع الممكنة للنهوض بصادراتنا النفطية، وجرى اتخاذ التدابير اللازمة... إيران لا تنتظر قرارا أميركا من عدمه لتصدير نفطها".
وأضاف المصدر "لدينا سنوات من الخبرة في تحييد مساعي الأعداء لتوجيه الضربات لبلادنا".
وهددت إيران بمنع مرور شحنات النفط عبر مضيق هرمز وهو ممر ملاحي استراتيجي لنقل النفط في الخليج إذا حاولت الولايات المتحدة خنق اقتصاد طهران من خلال وقف صادراتها النفطية.