عن عمر ناهز 74 رحل عن عالمنا المطرب المصري علي حميدة صاحب الأغنية الشهيرة "لولاكي" بعد صراع دام أشهراً متواصلة مع مرض السرطان والذي تمكن من رئتيه في الفترة الأخيرة وكان سبباً بوفاته في غرفة الإنعاش بمحافظة مطروح (شمال غربي القاهرة) بعد تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة توقف الرئة عن العمل.
وقالت مصادر طبية تابعة لمحافظة مطروح في تصريحات خاصة إلى "اندبندنت عربية" إن حالة الفنان الكبير شهدت تدهوراً حاداً صباح اليوم الخميس في بيت عائلته ما استدعى نقله بسيارة إسعاف إلى المستشفى العام، واضطر الأطباء إلى إجراء عمليات إنعاش رئوي له متواصلة، إلا أنها باءت بالفشل.
وأعلن شقيق الفنان علي حميدة عن الشروع في إنهاء إجراءات الدفن وستقام صلاة الجنازة على الجثمان غداً بعد صلاة الجمعة في مسجد الفتح بمحافظة مرسى مطروح، مسقط رأس المطرب الراحل.
وتعرض الفنان علي حميدة، لوعكة صحية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، أظهر التشخيص والمسح الذري أنه يعاني مشاكل بالكلى والرئة. وذكر وقتها الفنان الراحل في حديث في أحد البرامج التلفزيونية أنه يعاني من حصوة في المرارة أدت إلى انسداد القولون وحدوث مضاعفات صحية، وإمكاناته المادية لا تسمح باستكمال علاجه وناشد المسؤولين لعلاجه على نفقة الدولة، وقد استجابت وزارة الصحة ممثلة في الوزيرة هالة زايد فورا فنقل إلى معهد ناصر للعلاج في الجناح رقم 57، إلا أن التحاليل والصور الشعاعية التي أجريت كشفت عن تمكن مرض السرطان في الرئة والكلى، وبعد أسابيع من العلاج، قرر الفنان العودة إلى منزله وسط عائلته بمرسى مطروح لاستكمال علاجه. وفي الوقت ذاته عاده محبوه وزائروه من كل حدب وصوب لدرجة أنه كان يجلس بمنطقة خاصة يطلق عليها "تربيعة" وسط فناء منزل العائلة ليتمكن من مقابلتهم.
وأكد أقارب الفنان الراحل أنه أصر على العودة إلى منزله وعائلته ليشعر بحالة نفسية أفضل وسط ذويه وليشعر بالأمان.
وعلي حميدة فنان مصري ولد في محافظة مرسى مطروح عام 1948 واسمه الحقيقي علي حميدة عبد الغني جميعي.
وهو أحد أبرز مطربي موسيقى الجيل المصريين الذين ظهروا في عقد الثمنينيات من القرن العشرين، وأحدثت أغنيته الشهيرة "لولاكي" التي وزعها حميد الشاعري عام 1988 ثورة كبيرة في عالم الأغنية العربية، حيث بيع أكثر من 6,000,000 نسخة في أنحاء العالم، كرقم قياسي غير مسبوق. بعدها أصدر ألبومات مثل "كوني لي" و"ناديلي" وغيرهما ولم تحققا نجاحاً يذكر.
حينها توجه إلى السينما وقام ببطولة فيلم بعنوان "لولاكي" نسبة للنجاح الأسطوري للأغنية، ولم يحقق الفيلم نجاحاً مماثلاً لها، ثم ها قام ببطولة فيلم آخر بعنوان "مولد نجم".
تعرض حميدة لأزمات شهيرة أبرزها مع الضرائب، إذ كان مطالباً بسداد مبلغ كبير عن مجمل حفلاته ونشاطه الفني ما اضطره إلى بيع معظم ممتلكاته، عدا جفاء الوسط الفني واختفاء الأصدقاء وقلة دعمهم في أزمته بحسب ما صرح في أكثر من حوار تليفزيوني.