حثّ المدّعون الديمقراطيون أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس 11 فبراير (شباط)، على إدانة الرئيس السابق دونالد ترمب بعدم الأهلية بسبب "تحريضه" أنصاره على الاعتداء على مبنى الكابيتول في السادس من يناير (كانون الثاني)، وذلك اقتناعاً منهم بأنه سيقوم بالأفعال نفسها في حال عودته إلى السلطة. وقالوا إن ترمب كان يعلم جيداً ما يقوم به عندما دعا أنصاره إلى الاحتشاد في واشنطن في ذلك اليوم.
وبعد يوم شهد عرض لقطات مروعة لاقتحام الكابيتول، استأنف فريق الادعاء، في اليوم الثالث من المحاكمة، تقديم قضيته ضد ترمب الذي يواجه في مجلس الشيوخ تهمة "التحريض على التمرد". وقال رئيس فريق الادعاء، جايمي راسكين، إن اعتداء السادس من يناير كان "تتويجاً لأفعال الرئيس (ترمب)، لا حالة شاذة".
ومن غير المرجّح أن يوافق 17 من أصل 50 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ على التصويت إلى جانب الديمقراطيين لتشكيل الغالبية اللازمة لإدانة ترمب.
لكن على الرغم من ذلك، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي كان نأى بنفسه حتى الآن عن محاكمة سلفه، "أظن أن البعض قد يكون غيّر رأيه" نتيجة العرض القوي الذي قدّمه فريق الادعاء. وسارعت المتحدثة باسمه، جين ساكي، إلى التوضيح أن إعلانه ليس توقعاً، وإنّما يعكس مشاعره. وقالت إنه "تأثّر" بمقاطع الفيديو التي عُرِضت الأربعاء، مضيفةً أن كلامه يعكس "مدى صدمته وحزنه".
وفي اليوم الأول لعرض حججهم، الأربعاء، اتهم الديمقراطيون ترمب بأنه "المحرض الرئيس" على اقتحام الكابيتول، وعرضوا لقطات من كاميرات مراقبة بعضها لم يعرض من قبل، وتسجيلات فيديو وضعها مؤيدو الرئيس الجمهوري السابق على الإنترنت، يظهر فيها رجال شرطة يصرخون من الألم وبرلمانيون في حال ذعر ومهاجمون يطلقون تهديدات. وذكر الديمقراطيون أعضاء مجلس الشيوخ الـ100، بأنهم نجوا هم أنفسهم بأعجوبة "من الأسوأ". كما عرض المدعون مقتطفات عديدة من خطب ترمب وتغريداته الملتهبة واستشهدوا بكلماته الأكثر إثارة للجدل.
وأعاد فريق الادعاء وضع الاعتداء على الكابيتول في السياق السياسي الذي شهدته البلاد في أعقاب انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني). ووصف أعضاؤه حملة التضليل الطويلة بشأن الانتخابات الرئاسية التي شنّها ترمب، وإصراره لأسابيع أنه كان ضحية تزوير انتخابي هائل، بـ"الكذبة الكبرى". وشدّد الديمقراطيون على "الأعمال الوحشية" التي تعرّض لها عناصر الأمن في السادس من يناير، و"الصدمة النفسية" الدائمة التي لحقت بكل الموظفين الذين كانوا في الكابيتول.
وقالت عضو الفريق، ديانا ديغيت، إنه عندما اعتدى أنصار ترمب على الكابيتول، "اعتقدوا أنهم يتبعون أوامر قائدهم العام ولن يتعرّضوا للعقاب"، مستشهدةً بأقوال أدلى بها أمام الهيئات القضائية عشرات الأشخاص المتهمين بالاعتداء.
وسيبدأ فريق الدفاع عن ترمب بعرض حججه الجمعة، ويجادل بأن تصريحات الرئيس السابق محمية بموجب حرية التعبير، ولا يمكن تحميله مسؤولية أفعال الغوغاء الذين اقتحموا مبنى الكابيتول. وبحسب ما يقوله المحامون، إن الذين يسائلون ترمب يأخذون تعليقاته خارج سياقها.
إليكم تغطيتنا للتطورات المتعلقة بمحاكمة ترمب عندما حدثت.