Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أرقام كورونا تصرف اهتمام السعوديين عن مؤشرات الأسهم

"مدرستي" و"توكلنا" كانا على رأس قوائم الأكثر بحثا في السعودية خلال الأشهر الماضية

الأرقام وما يترافق معها من عمليات حسابية قد تدر عليك الملايين في المؤشرات الاقتصادية، كما هو الحال في سوق الأسهم، إلا أن ذات المؤشرات تمتلك جانباً مظلماً إذ بلغت أصعب مراحلها في 2020 عندما قدمت للعالم مؤشرات أخرى قادرة على استنزاف ما تبقى لديك من أرباح السنوات الماضية.

فعلى وقع جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على كل القطاعات الاقتصادية، لا يبدو أن الوباء المستجد ينوي الاكتفاء بهذا القدر، إذ بدأت رحلته تأخذ منحنيات أبعد، بات فيها متابعة مؤشر الإصابات والوفيات والتعافي، أكثر أهمية من متابعة مؤشرات عمليات الشراء والبيع في أسواق الأسهم الأقل مأمونية في أوقات الأزمات.

وبالبحث في أرقام العام الماضي، منذ بدأت أخبار الوباء تسيطر على الجو العام، وبات كل خبر لا يرتبط بها ترفاً لا يستحق أولوية المتابعة، تبدلت معها أولوية البحث، وبات لدى السعوديين أرقام أخرى يتتبعون صعودها ونزولها.

كل الطرق تؤدي إلى كورونا

قالوا قديماً كل الطرق تؤدي إلى روما، إلا أن العام المنصرم غير ما هو أكثر من المقولات القديمة، لتصبح كل الطرق تؤدي إلى كورونا، بعد أن باتت روما كما بقية مدن العالم بقعة موبوءة.

فعند النظر في مؤشرات "غوغل" عن المواضيع الأكثر بحثاً واهتماماً لدى المجتمع السعودي خصوصاً، نجد أن المتربعين في المراكز الثلاثة الأولى بجوار (كوفيد-19) كانت كلمتا "مدرستي" و"توكلنا"، وهما اسمان لتطبيقين بدأ استخدامهما مع أسابيع الحظر الأولى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فأرقام البحث عن المفردتين اللتين بدأتا بفرض نفسهما مطلع 2020، شهدت قفزة كبيرة في أواخر مارس (آذار) امتدت حتى أبريل (نيسان)، وهي ذات الفترة الذي خاضت فيها البلاد تجربة حظر، بحسب مؤشرات "غوغل".

في حين غابت شركة سليمان الحبيب، التي طرحت للاكتتاب العام مطلع مارس (آذار) عن قائمة العشر من ذات الشهر، رغم النجاح الكبير الذي حققه الإدراج. أمر مشابه حصل مع صندوق الاستثمار العقاري "شعاع ريت" الذي طرح بالتزامن مع بدء حظر التجول في السعودية.

إذ أظهرت مؤشرات غوغل، أن طرح سليمان الحبيب بلغ نسبة اهتمام عالية في أول سبعة أيام في مارس ليتراجع بعدها بشكل حاد من قائمة البحث، على الرغم من أنه كان من أنجح عمليات الإدراج خلال العام الماضي.

العالم الافترضي يفرض نفسه

وبالعودة إلى الكلمات الثلاث الأكثر بحثاً لعام 2020، نجد أن الأولى هي لمنصة للتعليم عن بعد في البلاد، التي قدمت أكثر من 86 مليون درس افتراضي حتى ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وعادت وزارة التعليم السعودية إلى تمديد الدراسة من خلالها حتى نهاية العام الدراسي الحالي. 

وأما الكلمة التي تحتل المرتبة الثانية، فهي "كوفيد-19"، وهو الوحش الذي سجل أكثر من مئة مليون إصابة حول العالم، ومليوني حالة وفاة. وعلى الصعيد المحلي، أعلنت وزارة الصحة السعودية تسجيلها، اليوم، 327 حالات إصابة جديدة في البلاد، بينما بلغت حالات التعافي 257 حالة، مقابل أربع حالات وفاة.

أما المفردة الثالثة، التي شغلت بحث السعوديين على المحرك الشهير، فهي لأحد تطبيقات الصحة العامة في البلاد "توكلنا"، إذ اشترطت الجهات الحكومية والخاصة على جميع الموظفين والزائرين إبراز امتلاكهم التطبيق في هواتفهم، الذي يعد المعرف بحالة حامله الصحية وتنبيه المخالطين له بوجود شخص في المحيط يملك شهادة صحية "إيجابية" في جيبه. 

 

وبعد حملة الرقابة الواسعة بالتزامن مع الإجراءات المشددة التي بدأت البلاد في اتخاذها، أخيراً، سرعان ما واجه التطبيق مشكلة تقنية على إثر الضغط الهائل والمفاجئ الذي تعرض له، وأوضحت إدارته أنها تعمل على حل المشكلة في أسرع وقت.

وأكدت أرقام "غوغل" أن ذروة الاهتمام لكل المواضيع ذات العلاقة بكورونا واحتمالية فرض حظر كلي مرة أخرى، بلغت أعلى نقطة خلال الأيام القليلة الماضية، بحسب قاعدة بياناتها.

الأسهم تواصل الصعود وكورونا بالمرصاد

على الرغم من التحذيرات المتكررة، والتوقعات السلبية التي برزت أثناء الموجة الأولى للفيروس التاجي، يكرر الخبراء توقعاتهم من أن الضربة المقبلة ستكون أسوأ من الأزمة المالية العالمية في 2008، وبحسب "بي بي سي"، يتوقع محللو قسم إدارة الثروات في المصارف الأميركية "استمرار تقلبات الأسهم ما دامت الرؤية الضبابية فيما يتعلق بنهاية الفيروس، على الرغم من التحفيز النقدي والمالي الذي تحاول المؤسسات الرسمية القيام به".

وبالعودة للوراء قليلاً، وتحديداً عند الضربة الأولى التي تعرضت لها البورصات الرئيسة في الخليج في فبراير (شباط) الماضي على إثر بداية الجائحة، كانت السعودية هي الأكثر تضرراً، إلا أن المحلل المالي محمد علي ياسين، يرى بعد مرور نحو عام أن التعافي الأكبر كان أيضاً من نصيب السوق السعودية إذ "شهدت البورصة المحلية تعافياً بأكثر من 44 في المئة من النقطة الدنيا التي سجلتها في مارس (آذار) الماضي، وهي السوق المالية الوحيدة على مستوى أسواق المنطقة التي تقع في المنطقة الخضراء منذ بداية العام"، ويتأهب العالم لتكرار سيناريو ضربات كورونا العشوائية على كافة القطاعات فيما لو اضطرت الحكومات إلى تشديد الخناق على العملية الاقتصادية من خلال فرض المزيد من القيود.

 

اقرأ المزيد

المزيد من صحة