بعد توتر استمر أشهراً في شرق البحر المتوسط، استأنفت تركيا واليونان، الإثنين، محادثات لحل نزاعات بحرية قائمة منذ أمد طويل، لتنهيا بذلك توقف المحادثات قبل خمس سنوات.
وهناك خلافات بين الدولتين الشريكتين في حلف شمال الأطلسي حول حدود الجرف القاري لكل منهما في البحر المتوسط، والأحقية بموارد الطاقة في المنطقة والمجال الجوي، ووضع بعض الجزر في بحر إيجه. ولم تحقق أنقرة وأثينا تقدماً يُذكر خلال 60 جولة من المحادثات بين عامي 2002 و2016.
وتعثرت خطط استئناف المحادثات في العام الماضي بسبب إرسال تركيا سفينة تنقيب في منطقة بحرية متنازع عليها شرق المتوسط، وكذلك خلافات حول طبيعة المواضيع التي يجب أن تشملها المناقشات، لتعيد تركيا السفينة إلى شواطئها.
استئناف المفاوضات
اتفقت أنقرة وأثينا في يناير (كانون الثاني) الحالي على استئناف المفاوضات في إسطنبول، وذلك اختباراً لرغبة تركيا في تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي الذي ساند اليونان، وهدد بفرض عقوبات على أنقرة، إذ إن أثينا عضو في التكتل.
ومع استئناف المحادثات، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، إن باريس ستعرض على اليونان مقترحات لتحديث أسطولها من الفرقاطات، ووضعت اللمسات الأخيرة على صفقة لبيع اليونان 18 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" تنتجها شركة "داسو" الفرنسية، بقيمة 2.5 مليار يورو (3.04 مليار دولار).
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، الذي شارك في محادثات الإثنين، "في ظل القيادة القوية لرئيسنا أصبح ممكناً حل كل المشكلات بما في ذلك بحر إيجه، ولدينا إرادة صلبة لتحقيق ذلك".
وتهدف المحادثات التمهيدية للتوصل إلى أرضية مشتركة حول القضايا الخلافية من أجل إتاحة الفرصة لإجراء مفاوضات رسمية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى الرغم من موافقة الدولتين على استئناف المحادثات، ظلت أنقرة وأثينا على ما يبدو مختلفتين حول القضايا التي تُطرح للنقاش قبل اجتماع الإثنين.
وتقول أثينا إنها لن تناقش سوى ترسيم حدود المناطق الاقتصادية الخالصة والجرف القاري في بحر إيجه وشرق المتوسط، وليس قضايا "السيادة الوطنية".
أما أنقرة فتقول إنها تريد أن تشمل المحادثات كل المواضيع، بما في ذلك المجال الجوي وجزر بحر إيجه.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية كريستوس تارانتيليس، للصحافيين الإثنين، إن بلاده "تشارك في المحادثات بنيّة حسنة وتتوقع من تركيا المثل"، مشدداً على موقف اليونان من المحادثات التي ترى أنها غير رسمية، وتركز على المناطق البحرية وحسب.
ثلاث ساعات
لم يكشف المسؤولون عن المواضيع التي طرحت على جدول أعمال اجتماعات الإثنين، الذي استمر ثلاث ساعات. وقال مصدر دبلوماسي يوناني إن جولة أخرى من المحادثات ستجرى في أثينا من دون الإفصاح عن التفاصيل. وعلى الرغم من الخلافات الفنية، عبّر الجانبان عن تفاؤل حذر قبل المحادثات، لكنهما استمرا في التراشق بالتصريحات الحادة حتى في الأيام التي سبقت اجتماع إسطنبول.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الأسبوع الماضي، إن اليونان ستشارك في المحادثات بتفاؤل لكن "من دون سذاجة". وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يأمل بأن يكون استئناف المحادثات بداية عهد جديد.
ويرى محللون أنه من غير المرجح تحقيق انفراجة فورية بالنظر إلى وجود خلافات في السياسات منذ عقود، لكنهم اعتبروا أن استئناف الحوار خطوة أولى مهمة بعد ضغوط الاتحاد الأوروبي على أنقرة.
وأجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو محادثات في بروكسل، الأسبوع الماضي، لبحث الخطوات المستقبلية المحتملة للحفاظ على ما وصفه بـ "الأجواء الإيجابية" بين أنقرة والاتحاد الأوروبي. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2020، أرجأ التكتل طرح مسألة فرض عقوبات على تركيا إلى مارس (آذار) المقبل.