يعود المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي كان يتعافى منذ أشهر عدة في ألمانيا من عملية تسميم مفترضة، الأحد 17 يناير (كانون الثاني) إلى روسيا على الرغم من تهديد القضاء الروسي باعتقاله.
ومنذ أن أعلن خصم الرئيس فلاديمير بوتين، الأربعاء، نيته العودة إلى البلاد، حذرته مصلحة السجون الروسية، وأكدت له أنها ستكون "مُلزمة" باعتقاله لانتهاكه شروط حكم بالسجن مع وقف التنفيذ صادر عام 2014.
لكن نافالني (44 عاماً) اعتبر الأمر محاولة لـ"تخويفه"، وبدلاً من ذلك دعا أنصاره إلى المجيء لاستقباله في مطار فنوكوفو في موسكو حيث من المقرر أن تحط طائرته الساعة 19.20 مساء (16.20 ت غ).
إعياء شديد
ونافالني موجود في ألمانيا منذ أواخر أغسطس (آب) بعد ما أصيب بإعياء شديد خلال رحلة العودة من سيبيريا إلى موسكو في إطار حملة انتخابية، وأدخل المستشفى في مدينة أومسك حيث بقي 48 ساعة ثم نقل إلى برلين في غيبوبة.
وخرج نافالني من المستشفى في أوائل سبتمبر (أيلول)، وخلصت ثلاثة مختبرات أوروبية إلى أنه سمم بمادة "نوفيتشوك" التي طُورت خلال الحقبة السوفياتية من أجل أغراض عسكرية. وهذا الاستنتاج أكدته منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على الرغم من نفي موسكو المتكرر.
ويقول نافالني، إن أجهزة الأمن الروسية دبرت لاغتياله بأمر مباشر من الرئيس فلاديمير بوتين. وهو متيقن من أن الأخير لا يرغب في عودته إلى روسيا بأي شكل من الأشكال.
وتنفي موسكو عملية التسميم جملة وتفصيلاً على الرغم من نتائج المختبرات الأوروبية التي تثبت أنه تعرض للتسمم، منددة بما اعتبرته "مؤامرة غربية"، وشككت في النمط الصحي لحياة المعارض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحتى الآن، ترفض روسيا فتح تحقيق جنائي لمعرفة ما حصل لنافالني، بحجة أن ألمانيا ترفض نقل بياناتها إلى موسكو.
وأعلنت ألمانيا، السبت، أنها أرسلت إلى موسكو غالبية عناصر التحقيق القضائي المتعلق بقضية التسميم المفترض لنافالني. وتضم عناصر الملف الذي نقل إلى السلطات القضائية الروسية خصوصاً "محاضر جلسات استجواب" نافالني من قبل المحققين الألمان، فضلاً عن "عينات دم وأنسجة وقطع ملابس". وقالت برلين إنها تنتظر الآن من موسكو أن "تُلقي الضوء على هذه الجريمة".
تحذير من المشاركة في "حدث عام"
وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول)، فُتح في حق نافالني تحقيق بتهمة حصول "احتيال واسع النطاق". وأشارت لجنة التحقيق الفيدرالية الروسية إلى أن شبهات تحوم حول إنفاق نافالني 356 مليون روبل (3.9 مليون يورو حسب سعر الصرف الحالي) لأغراض شخصية، كان مصدرها تبرعات جمعتها منظمات "عدة"، خصوصاً جمعيات تكافح الفساد أو معنية بحماية حقوق الإنسان "يديرها نافالني".
وأعلن أكثر من 2000 شخص على "فيسبوك" أنهم يعتزمون الحضور والترحيب المعارض الروسي، لكن القضاء حذر من المشاركة في أي "حدث عام" غير مسموح به في مطار فنوكوفو.
ولا يزال نافالني الذي تتجاهله وسائل الإعلام الروسية على نطاق واسع، وغير الممثل في البرلمان ولا يحق له الترشح بسبب إدانته بتهمة التهرب الضريبي التي وصفها بأنها قرار سياسي، أبرز أصوات المعارضة، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى قناته على موقع "يوتيوب" التي يتابعها 4.8 مليون شخص.