كشفت أحدث البيانات أن الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في المملكة المتحدة بالنسبة إلى عدد السكان، هي الأعلى عالمياً بين كل الدول التي سجّلت معدلات كبيرة في الإصابات [بـ"كوفيد"].
خلال هذا الأسبوع، وللمرة الأولى، تجاوز عدد الحالات الجديدة المسجلة يومياً للإصابة بالفيروس الـ60 ألفاً، ما يعادل وجود أكثر من 800 مصاب بين كل مليون شخص.
تساوي هذه النسبة تقريباً أربعة أضعاف معدلات الإصابة بالمقارنة بعدد السكان في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، وتعد أسوأ بعشر مرات من نسبة الإصابات الجديدة التي بُلّغ عنها خلال موجة الوباء الأولى في أبريل (نيسان) الماضي.
وكذلك تشير التقديرات المستندة إلى أحدث البيانات إلى أن حوالى واحد من بين كل 50 شخصاً في المملكة المتحدة مصاب بالفيروس حالياً.
وفي ذلك الصدد، تعتبر الولايات المتحدة الدولة الأخرى الوحيدة التي شهدت أكثر من مليون حالة [إصابة بكورونا] ويقترب فيها معدل الإصابة بالنسبة إلى عدد السكان من ذلك الموجود في المملكة المتحدة.
كذلك لم ينخفض عدد الذين تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا في المملكة المتحدة يومياً، عن 50 ألفاً منذ 29 ديسمبر (كانون الأول) وسجل ارتفاعاً سريعاً خلال الشهر الماضي.
ومنذ 6 ديسمبر، ارتفع متوسط عدد الحالات اليومية الجديدة من 15 ألفاً تقريباً إلى أكثر من 55 ألفاً.
الإثنين الماضي، دعا زعيم حزب العمال كير ستارمر إلى إطلاق برنامج تطعيم "على مدار الساعة"، بعدما أظهرت الأرقام أن المملكة المتحدة متأخرة عن الدول الأخرى.
على نحو مواز، ذكر رئيس الوزراء بوريس جونسون يوم الثلاثاء الماضي إن 1.3 مليون شخص لُقّحوا ضد فيروس كورونا حتى الآن.
يشار إلى أن الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في المملكة المتحدة الآن تتجاوز الـ2.7 مليون حالة، ما يجعلها الدولة الأكثر تضرراً في أوروبا في العدد التراكمي للحالات.
استطراداً، تفوق المعدلات المسجلة عالمياً تلك التي رُصِدَتْ ضمن المملكة المتحدة في أربع دول هي الولايات المتحدة والبرازيل والهند وروسيا.
في تطور متصل، أحدثت القفزة الأخيرة في عدد الحالات ضغطاً كبيراً على هيئة "خدمات الصحة الوطنية"، إذ ارتفع عدد المرضى في المستشفيات بـ40 في المئة بالمقارنة بالموجة الأولى.
تبيّن الأرقام الصادرة عن هيئة "خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا" أن عدد المرضى الذين يدخلون المستشفيات وصل إلى مستويات قياسية الثلاثاء الماضي. إذ اضطرت إحدى المنشآت في "لينكنشاير" إلى إعلان أنها في "حالة حرجة" نتيجة تدفق الأعداد الجديدة من مرضى فيروس كورونا. وتشير التقديرات إلى أن المصابين يشغلون حالياً حوالى ثلاثة أسرّة من بين كل عشرة في مستشفيات المملكة المتحدة، وقد يرتفع هذا الرقم ما لم يتباطأ معدل العدوى.
وحاضراً، تعيش إنجلترا وويلز وإيرلندا الشمالية ومعظم اسكتلندا حالة إغلاق للمرة الثالثة، في محاولة للحد من انتشار الفيروس.
في هذا الصدد، ذكرتْ إيفون دويل، المديرة الطبية لهيئة الصحة العامة في إنجلترا، إن "الارتفاع السريع في عدد الحالات مثير للقلق تماماً، وسيعني، مع الأسف، فرض مزيد من الضغوط على خدماتنا الصحية في عز فصل الشتاء. لذا، علينا المكوث في منازلنا قدر المستطاع".
© The Independent