Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأزرق قدسته الحضارات القديمة ويحتفي به فنانون معاصرون

معرض يستكشف اللون المتعدد الطبقات والإيحاءات بين النيلي واللازوردي

من معرض "أزرق" في دبي (الصورة خاضعة لحقوق الملكية الفكرية - الخدمة الإعلامية للمعرض)

يستضيف غاليري لوري شابيبي في دبي معرضاً لأربعة فنانين تحت عنوان "أزرق". الفنانون المشاركون هم إدريس وضاحي من الجزائر، شيخة المزروعي من الإمارات، سو يو شين من تايوان وشاهبور بويان من إيران.

يستكشف المعرض المُستمر حتى 12 يناير (كانون الثاني) التأثيرات البصرية والمعاني المختلفة التي تثيرها درجات اللون الأزرق، وهو أحد أكثر الألوان ارتباطاً بالحضارات والميثولوجيا الإنسانية.

يحمل اللون الأزرق العديد من الإيحاءات والمعاني المختلفة، ولطالما كانت الأصباغ الزرقاء أكثر الدرجات اللونية كُلفة وندرة، وصعوبة في الحصول عليها.

ارتبط هذا اللون بالحضارة المصرية القديمة، فقد قدره الفراعنة كلون يعكس لون النيل والسماء والخلق والألوهية، وهو لون أحجار اللازورد الذي استخدم بكثرة في صناعة الحلي الفرعوني.

وفي الحضارة الإسلامية كان هناك تقدير واضح لهذا اللون، فنراه مثلاً يزين المخطوطات القديمة، وأرضيات القصور الملكية والمساجد، كما استعمل بكثرة في صناعة السجاد اليدوي.

ارتبط اللون الأزرق كذلك بالكنائس القوطية حيث زُينت به النوافذ الزجاجية، وفي أسيا عُرف الخزف الصيني الملون بالأزرق، وفي تاريخ الفن مثلت المرحلة الزرقاء أبرز مراحل الفنان الإسباني بابلو بيكاسو وأكثرها تأثيراً.

في هذا المعرض يهيمن اللون الأزرق على أعمال الفنانين الأربعة المشاركين والمُنتمين إلى أجيال مختلفة. الفنان الجزائري إدريس وضاحي يعرض هنا أعمالاً تتمتع بالشفافية والطبقات اللونية والضوء، في ما يشبه التجريد الهندسي.

يعتمد وضاحي في أعماله على الأشكال الهندسية للبنايات الحضرية، إذ تنطلق معظم أعماله من المشهد العمراني، ثم يضيف إليها في ما بعد أشكاله وخطوطه وألوانه ليخلق حالة من الشفافية ما بين الإخفاء والظهور المتعمد للعناصر.

في أعماله يعيد الفنان بناء المشهد العمراني من مبانٍ سكنية شاهقة وشوارع ومساحات خضر، ويتمادى في معالجاته له حتى لا يبقى منه أثر سوى اللون والضوء، مستكشفاً للغة بصرية يمكن قراءتها عالمياً. إدريس وضاحي مواليد عام 1959، تلقى تعليمه الأولي في الجزائر قبل أن ينتقل للعيش في باريس، ثم إلى دوسلدورف بألمانيا حيث يعيش ويعمل حالياً.

السماء والمحيط

كما تعرض الفنانة الإماراتية شيخة المزروعي عملها تحت عنوان "السماء والمحيط"، عمل تجهيزي مكون من كتلتين مصنوعتين من مادة الراتنج وموضوعتين إلى جوار بعضهما على الأرض، وتحمل الكتلتان درجتين مختلفتين من اللون الأزرق. تهتم الفنانة هنا باللون وتأثيراته المختلفة والمتباينة، وما يمكن أن يثيره فينا من إيحاءات متعددة، وتداعيات مختلفة، بعيداً عن الحالة الجمالية له.

الفنانة شيخة المزروعي من مواليد عام 1988 وهي حاصلة على درجة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة تشيلسي، وتعمل حالياً في جامعة الشارقة كمحاضرة في مجال النحت. تعد واحدة من أبرز الفنانات الإماراتيات في الفن المعاصر، وتعتمد أعمالها على المزج والتفاعل بين الشكل والمحتوى، وتشمل ممارساتها النحتية العديد من المواد المختلفة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في أعمالها التصويرية المشاركة تقدم الفنانة التايوانية سو يو تشين أسطحاً ملونة مُتعددة الطبقات على خامة الكتان. المشهد في أعمال تشين يوحي بالمناظر الطبيعية الخلابة، لكننا إذا ما تأملناه جيداً سندرك ما ينطوي عليه من تجريد واختزال للشكل. تجمع أعمال الفنانة بين المعالجات اللونية على الأسطح والرموز والعلامات والكتابات والزخارف، كما توائم ما بين التجريد والرسم الصريح، مع توظيفها خامات التلوين غير التقليدية. ولدت الفنانة عام 1991 وهي حاصلة على درجة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية، وتقيم وتعمل حالياً في تايوان.

أما الفنان الإيراني شاهبور بويان فيعرض هنا أعمالاً تصويرية مستوحاة من إحدى المخطوطات الفارسية القديمة المعروضة في المكتبة الوطنية في باريس. وهي مخطوطة شهيرة مزودة برسوم توضيحية حول رحلة الإسراء والمعراج، يرجع تاريخها إلى القرن الخامس عشر. يُعالج بوران هذه المخطوطة رقمياً ويدوياً لإزالة الأشكال الرئيسية من بين عناصرها، ملقياً الضوء على تلك الثانوية في المشهد، كاللون الأزرق للسماء والنصوص المكتوبة والأشكال الهندسية.

ولد شاهبور بويان في إيران عام 1979 وهو حاصل على الماجستير في الفنون الجميلة من الولايات المتحدة الأميركية. أعماله المشاركة في هذا المعرض تنتمي إلى سلسلة بدأها عام 2008 في العمل على اللوحات القديمة والمنمنمات الإسلامية.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة