خلّفت المعارك التي ازدادت ضراوتها حول العاصمة الليبية طرابلس بين قوات قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، ما لا يقل عن 56 قتيلاً خلال أسبوع بحسب منظمة الصحة العالمية. واستمرّت المعارك محتدمة في جنوب طرابلس التي تتعرّض منذ الرابع من أبريل (نيسان) لهجوم قوّات المشير حفتر الذي يحاول التقدّم باتّجاه العاصمة خصوصاً على محورين من الجنوب والجنوب الشرقي حيث تتواصل المعارك بين الجانبين.
وقال قائد مجموعة مسلّحة موالية لحكومة الوفاق الوطني على طريق مطار طرابلس الخارج عن الخدمة، والذي شهد الخميس 11 أبريل معارك بين الطرفين بحسب مصادر أمنية، قال "نشهد حاليّاً معارك كرّ وفرّ". في هذا الوقت، أفاد مركز تحليل الأزمات الدولية بأنه يبدو أن الطرفين متعادلان عسكرياً، معتبراً أن انتشاراً أكبر للمقاتلين، أو "تدخلاً عسكرياً" من شأنهما التسبّب في "كارثة انسانيّة".
على صعيد التداعيات الاقتصادية، حذّر مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا من ان تجدد القتال في البلاد "قد يقضي" على إنتاج البلاد من الخام.
عشرات القتلى ومئات الجرحى
وأعلنت منظّمة الصحّة العالميّة أنّ المعارك قرب العاصمة الليبية أسفرت عن مقتل 56 شخصاً وإصابة 266 آخرين خلال الأيام الستّة الأخيرة، في وقت تعمل الأمم المتحدة من أجل دعم المستشفيات المكتظة في البلاد، وأوضحت المنظّمة في بيان أن "آلاف الأشخاص فرّوا من منازلهم، بينما يجد آخرون أنفسهم عالقين في مناطق النزاع، وتستقبل المستشفيات داخل وخارج طرابلس يوميّاً ضحايا"، وأشارت إلى أنّها تزيد مخزونها من المعدّات الطبّية في المناطق حيث تدور معارك.
ونقل البيان عن ممثّل المنظّمة في ليبيا الدكتور سيد جعفر حسين قوله "أرسلنا فرق طوارئ طبّية لمساعدة المستشفيات الواقعة في الخطوط الأماميّة في مواجهة عبء العمل ولدعم الموظّفين في قسم الجراحة بالتنسيق مع وزارة الصحة".
ولاحقاً، حذرت منظمة الصحة من ان موظفي الأمم المتحدة توقفوا عن استخدام مطار معيتيقة في طرابلس بسبب المخاوف الأمنية.
الإتحاد الأوروبي... لوقف الهجوم
وعلى وقع اشتداد المعارك، دعا الاتحاد الأوروبي قوات الجيش الوطني الليبي إلى وقف هجومها على العاصمة طرابلس، وقالت فيديريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد في بيان "الهجوم العسكري الذي بدأه الجيش الوطني الليبي على طرابلس وما تلاه من تصعيد في العاصمة وحولها يعرض المدنيين للخطر بمن فيهم المهاجرون واللاجئون، ويعرقل العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، بما لذلك من مخاطر حدوث عواقب وخيمة على ليبيا والمنطقة، بما في ذلك التهديد الإرهابي".
وأضافت "يدعو الاتحاد الأوروبي وأعضاؤه جميع الأطراف إلى وقف جميع العمليات العسكرية فوراً، يجب على الجيش الوطني الليبي وكل القوات التي دخلت طرابلس أو محيطها الانسحاب، كما يجب الانصياع إلى دعوات الأمم المتحدة من أجل هدنة إنسانية".
في هذا الوقت، أخلى الاتحاد الأوروبي أفراد بعثته للمساعدة التي تضمّ 20 شخصاً من طرابلس الى تونس حيث مقرّها وذلك "موقتاً" بسبب المعارك.