Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عبد المهدي في الرياض قريباً وبغداد تتوقع زيارة ولي العهد السعودي

رئيس الوزراء العراقي يسعى إلى إنهاء أزمة الكهرباء عبر مشروع لـ "الربط البيني" مع دول الجوار

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في مدينة مشهد الإيرانية (مكتب رئيس الوزراء العراقي)

علمت "اندبندنت عربية" أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي سيزور السعودية منتصف الشهر الحالي. وقالت مصادر دبلوماسية في بغداد إن "عبد المهدي سيصطحب إلى الرياض وفداً رفيعاً، يضم عدداً من أبرز المسؤولين التنفيذيين ورجال الأعمال"، مضيفة أن "الوفد العراقي المنتظر وصوله إلى السعودية في 15 من أبريل (نيسان) الحالي، سيستكمل مباحثات بدأها وفد سعودي ضخم، زار بغداد أخيراً بشأن الطاقة والأمن والتبادل الثقافي".

بغداد تتوقع زيارة محمد بن سلمان

وتتوقع المصادر نفسها أن يقوم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شخصياً بزيارة بغداد في وقت لاحق، ما يمثل ذروة التقارب العراقي السعودي في الآونة الأخيرة. وتشير المصادر إلى أن رئيس الوزراء العراقي يضع ملف الكهرباء على رأس الأولويات التي تشغل الحكومة العراقية، إذ يعاني العراق نقصاً كبيراً في قطاع الطاقة، انعكس على معدلات تجهيز السكان.

ملف الكهرباء يقلق عبد المهدي

يريد رئيس الحكومة العراقية أن يحل جزءاً من أزمة الكهرباء في البلاد، قبل وصول أيام الحر الشديد خلال الصيف، إذ تتجاوز درجات الحرارة حاجز الـ 50 درجة مئوية في مناطق الوسط والجنوب. وكان العراق والسعودية وقّعا مذكرة أولية للربط الكهربائي البيني، لكن الاتفاق النهائي ما زال في حاجة إلى مفاوضات، بسبب بعض المصاعب الفنية.

وتأتي زيارة عبد المهدي إلى الرياض، بعد أيام من إنهائه زيارة إلى إيران، استغلها السيد علي خامني للتصعيد ضد الولايات المتحدة والسعودية.

إيران تهاجم واشنطن والرياض

ولدى استقباله عبد المهدي، قال خامنئي إن الوجود العسكري الأميركي في العراق يضر بالديمقراطية في هذا البلد، "ومن هذا المنطلق يجب على الحكومة العراقية أن تبادر إلى إخراج العسكريين الأميركيين من العراق على وجه السرعة".

خامنئي منزعج

بدا واضحاً أن خامنئي منزعج للغاية من التقارب الكبير بين بغداد والرياض، وما عمّق هذا الانزعاج، بحسب مراقبين، أن رئيس الحكومة العراقية قال لخامنئي إن العراق يقف ضد سياسة المحاور الإقليمية، في إشارة واضحة إلى أن بغداد لن تقف في صف إيران في شكل مطلق. وعاد خامنئي ليبلغ عبد المهدي بأن "وجود الأميركيين في أي بلد، يجلب الضرر"، مشيراً إلى أن "بقاء القوات الأميركية في بلد ما مدة طويلة، يصعّب عملية إخراجها لاحقاً"، لذلك فإن على عبد المهدي "اتخاذ إجراءات بإخراج القوات الأميركية من العراق على وجه السرعة".

ولم يعلق عبد المهدي على تصريحات خامنئي، لأنه لم يأت إلى طهران ليسمع وجهة نظر القيادة الإيرانية في هذا الملف، بل في ملفات أخرى.

مضطر إلى سماع التعليقات الإيرانية

تقول مصادر مواكبة إن عبد المهدي مضطر إلى سماع التعليقات الإيرانية في شأن الوجود العسكري الأميركي على الأراضي العراقية، بالنظر إلى حاجة بغداد لمناقشة ملفات أخرى مع طهران، أبرزها تنظيم الملاحة في شط العرب الذي يرتبط به البلدان، والحصول على كميات أكبر من الكهرباء الإيرانية لمجابهة نقص الطاقة خلال الصيف في العراق. ويقول مراقبون إن اختيار توقيت زيارة عبد المهدي إلى إيران ليكون بعد زيارة الوفد السعودي إلى بغداد، وقبل زيارة رئيس الحكومة العراقية إلى السعودية، "مدروس بعناية، لأنه يحد من مجال المناورة الإيرانية، ويمنح العراق مرونة وبدائل في التعاطي مع شؤون الجوار".

إيران تغري العراق

وكشفت مصادر مطلعة أن "طهران عرضت على العراق خطة مشجعة لتزويده بالكهرباء، في حال تخلّى عن فكرة تعاونه مع السعودية في هذا المجال". لكن بغداد عازمة على تنويع مصادر الدعم الذي تحتاجه في قطاع الطاقة خلال الصيف، وهذا ما شرحه رئيس الوزراء العراقي للمسؤولين الإيرانيين.

تمثل زيارة عبد المهدي إلى السعودية نقلة في طبيعة علاقات البلدين، ومن المنتظر أن تثمر عن توقيع اتفاقات لتنفيذ مشاريع في مجالات الاقتصاد وتعزيز التبادل التجاري عبر الحدود، فضلاً عن تدشين العمل في الملعب الرياضي الذي أهداه العاهل السعودي للعراق، إذ سيبنى جنوب غربي العاصمة العراقية، ويحمل اسم "الملك سلمان".

علماً أن بغداد تنتظر أن تعلن الرياض موعد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى العراق، وفق مقربين من عبد المهدي. ويقول مراقبون إن بغداد تتوقع اهتماماً سعودياً كبيراً بتنمية علاقات البلدين، ما يمكن أن ينعكس على النفوذ الإيراني المتغلغل في مؤسسات الدولة العراقية.

 

المزيد من العالم العربي