Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيارة سرية لقائد فيلق القدس إلى لبنان ونصر الله يتنقل بحذر

 اغتيال فخري زاده وضع طهران في مأزق صعب

استنفار على الحدود البرية بين لبنان واسرائيل (غيتي)

إشارات التوتر تتصاعد بين لبنان وإسرائيل، لا سيما بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة واتهام طهران لتل أبيب بالوقوف وراءه، إذ تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية استنفاراً ملحوظاً للجيش الإسرائيلي، إضافة إلى معلومات عن إخلاء حزب الله مواقعه العسكرية المكشوفة في الجنوب والبقاع تحسبا من استهدافها، وأخرى أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله يتخذ إجراءات استثنائية تخوّفاً من إمكانية استهدافه.

وتفيد معلومات متداولة بأن نصر الله يتصرّف بحذر تحسبا من أن "يكون هو التالي على قائمة استهداف أميركية - إسرائيلية"، وبأنه "ألغى تحركاته، ونصحه فريقه الأمني بالبقاء في مكانه، بعد اغتيال كبير علماء إيران النوويين في عملية منسوبة إلى إسرائيل".

في حين أوضحت الصحافة الإسرائيلية أن "نصرالله هدف سهل لتل أبيب منذ سنوات"، ساخرة من التزامه البقاء في ملجأ وعدم ظهوره إلى العلن إلا في حالات نادرة جداً".

وفي إشارة إلى مراقبتها لنصر الله مع امتناعها عن اغتياله، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن تل أبيب رصدت زيارة سرّية لنصر الله إلى دمشق، "متنكّراً في زيّ رجل أعمال مع حراسه الشخصيين"، لمقابلة رئيس النظام بشار الأسد.

من جهة ثانية، تلمّح وسائل إعلام إسرائيلية إلى احتمال لجوء إيران إلى الانتقام عبر حزب الله، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية أو السورية، معتبرة أن جولة قائد الأركان على الحدود مع لبنان تأتي للاطّلاع عن كثب على آخر مستجدات الوضع الميداني، لا سيما في ما يتعلق بـ "التموضع الإيراني".

وكانت صحيفة "كيهان" الإيرانية وهي ناطقة باسم المرشد علي خامنئي أشارت إلى أن الردّ المناسب على اغتيال فخري زادة يكون بقصف مدينة حيفا الساحلية الواقعة شمال إسرائيل وتبعد 35 كيلومتراً عن الحدود مع لبنان، وهي تعتبر مركزاً حيوياً للاقتصاد والسياحة الإسرائيليَّين.

زيارة سرية

في المقابل، كشفت تقارير صحافية عن زيارة سرّية أجراها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، إلى لبنان للقاء الأمين العام لحزب الله.

وبحسب ما نشرت صحيفة "لوريان لو جور" اللبنانية، فإن هدف الزيارة الطلب من نصر الله عدم استفزاز تل أبيب في هذه المرحلة الحساسة وعدم اتخاذ أي إجراء يمكن أن ينتهي بزيادة التوتر مع إسرائيل، كي لا تستغل هذه الأخيرة "التوتر لشنّ عملية عسكرية موسعة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلا أنه وفق معلومات ذات صلة، فإن طلب المهادنة مرتبط بالخوف من ضربة أميركية مباشرة لطهران، لا سيما أن الولايات المتحدة كانت قد حرّكت حاملات طائرات باتجاه الحوض الشرقي للمتوسط، تزامناً مع تقارير تشير إلى استقدام طائرة B52 العملاقة، ما أعطى انطباعاً بإمكانية استهداف إيران في أي لحظة قبيل انتهاء الولاية الرسمية للرئيس دونالد ترمب.

 في حين أن الزيارة السرية التي يتداول أنها حصلت منذ أسبوعين، سبقت اغتيال فخري زادة، ما وضع طهران في مأزق صعب، فهي من ناحية تخشى الردّ المباشر قبل انتهاء ولاية ترمب، وفي المقابل تفقد هيبتها على المستوى الشعبي في الدول المؤيدة لها، ما زاد من احتمال تنفيذ ردّ محدود قد يكون من خلال أحد أذرعها العسكرية في سوريا أو لبنان.

الحزب ينفي

في سياق متصل، نفى مسؤول كبير في حزب الله زيارة قاآني إلى لبنان، معتبراً أن التقارير التي صدرت عارية من الصحة.

وقال إن "الردّ الإيراني على اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة لن يكون عبر لبنان أو حزب الله بالتحديد، لأن الوضع الحالي في الجنوب والشريط الحدودي متوتر، وأي ردّ ايراني عبر لبنان سيزيد التوتر، وهذا ما لا تريده طهران، التي تفضّل أن تكون أوضاع المنطقة هادئة مع قرب تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مقاليد السلطة في الولايات المتحدة".

وأضاف أن "الحزب رصد خلال الأيام الماضية، تحركات إسرائيلية على الحدود، كما رُصدَ تحليق كثيف للطيران الحربي في الأجواء اللبنانية من منطقة النبطية، وصولاً إلى إقليم التفاح، وعناصره مستنفرة لأي طارئ أو اعتداء من جانب العدو وأُمّنت كل المقرات، لتكون بعيدة من مرمى الطيران".

وحول الإجراءات التي اتخذها الحزب في ظل الأنباء المتداولة عن نيّة إسرائيل اغتيال نصر الله عقب اغتيال زادة، قال المسؤول "السيد حسن بخير ومؤمّن".

الاستعداد للمرحلة المقبلة

في سياق متصل، وضع الصحافي أسعد بشارة التقارير التي تحدثت عن زيارة قاآني ولقائه نصر الله، في سياق محاولة إعادة ترتيب الأوراق قبل استلام إدارة بايدن.

وقال إن "هذا الترتيب يتم على قاعدة تبريد أي اشتباك مع الولايات المتحدة بالمباشر أو الواسطة، ولكن هل اختلف الأمر بعد اغتيال فخري زادة، هذا سؤال كبير ستجيب عنه الأيام المقبلة، لا سيما أن إيران في مأزق، فهي لا تستطيع الردّ لأنها ستذهب إلى مواجهة عسكرية لا تريدها، ولا تستطيع السكوت عن هذا الاغتيال لأنه بحجم اغتيال قاسم سليماني".

وأضاف بشارة أن "زيارة قآاني كانت إلى العراق وإلى لبنان وهو طلب عملياً التبريد، بالتالي نفهم أن السياسة الإيرانية الآن تقضي بمحاولة تقطيع مرحلة الخمسين يوماً المتبقية من ولاية ترمب من دون الوصول إلى مواجهة كبيرة وشاملة مع أميركا".

وعن استباحة الحدود اللبنانية من قبل حزب الله، قال إن "هذا الأمر بديهي، وسبق للحزب أن أتى بقادة فصائل عراقية إلى الحدود وقاموا بجولات عسكرية، بالتالي هذا أمر يتجاوز القانون"، معتبراً أن "الحدود ليست تحت سيطرة الدولة، لذا حزب الله هو المهيمن ويستطيع بكل بساطة أن يستقبل أيّاً كان أو أن يأتي بوفود وزيارات لا تمرّ عبر الإطار الشرعي للدولة".

تكتيك إلكتروني

في سياق متصل، أشارت مصادر عراقية إلى أن سلسلة غارات سجلت في الأسابيع الأخيرة على الحدود العراقية السورية عبر طائرات مسيّرة، موضحة أنه قبل عشرة أيام استهدفت غارة مجهولة موكباً تابعاً للحرس الثوري الإيراني، ما أدى إلى سقوط جرحى، نقلوا بسرّية إلى أحد المستشفيات في بغداد.

ورجحت المصادر أن تكون هذه الغارة قد استهدفت موكب إسماعيل قاآني، إلا أن الضربة الجوية أودت بحياة قائد في الحرس الثوري الإيراني يدعى مسلم شهدان وثلاثة مرافقين عند الحدود السورية العراقية، ليل السبت - الأحد.

وقال خبير عسكري لبناني إن الطائرات من دون طيار الإسرائيلية التي تحلّق في أجواء البلاد، هي في غالبية الأحيان من نوع Elbit Hermes 900 المتخصصة في المراقبة والتنصّت وترحيل الاتصالات، كما تحمل مستشعرات ما تحت الحمراء ومحدد أهداف أرضية متحرّكة ومعدات استخبارات إلكترونية واتصالات ومعدات حرب إلكترونية، ما يشير إلى استنفار كبير في المنطقة وتغيير في تكتيك إسرائيل في حربها بمواجهة الأذرع الإيرانية.

ضربة أو عملية أمنية

أما الإعلامي فيصل عبد الساتر، فاعتبر من جهته أن هناك مسرحاً يهيّأ من أجل أخذ لبنان إلى حالة من التوتر أو الترقب بأن هناك ضربة ما أو عملية أمنية أو أي شيء ممكن أن يحدث في هذا الإطار، لذلك عمد البعض إلى تهدئة المسرح في ما يتعلق بهذا الأمر، خصوصاً بعد اغتيال فخري زادة".

وتابع أن "الترويج لأخبار متعلقة بزيارة سرّية قام بها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قاآني إلى لبنان أو عملية اغتيال مزعومة للسيد حسن نصر الله أو طلب تأجيل المفاوضات غير المباشرة بين لبنان والعدو الإسرائيلي جاء بهدف خلق مناخات ضاغطة، أو أي أمر بهذا الخصوص أعتقد أن له علاقة بما يخطَّط للداخل اللبناني أو لسياسة الحصار الكامل للبلد التي تتّبعها الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً بعد الحديث عن أن هناك توجّهاً لوضع المصرف المركزي على قائمة العقوبات، ما يعني أن هناك حرباً مفتوحة على لبنان".

واعتبر عبد الساتر أن الأخبار الأمنية تأتي كي تزيد الخوف لدى اللبنانيين"، مضيفاً "لا أعتقد أن أمراً من هذا سيحصل الآن، وليس هناك شيء في الأفق يمكن أن يكون تحت هذا العنوان. طبعاً الجاهزية من قبل المقاومة في لبنان هي جاهزية دائمة لها علاقة بحالة استراتيجية ولا علاقة لها بحالة أمنية أو ظرف أمني كاغتيال محسن فخري زادة، وهذا الأمر قائم منذ أشهر ومنذ سنوات وترتفع وتيرته في بعض الأحيان على خلفية بعض الأحداث".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي