أمر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اليوم الخميس، الجيش بشن هجوم نهائي ضد سلطات تيغراي المتمردة في ميكيلي عاصمة هذه المنطقة الشمالية من إثيوبيا.
وقال عبر حسابه على فيسبوك إن الجيش تلقى أوامر "بتنفيذ (...) المرحلة الأخيرة" من العملية التي بدأت في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، ضد قادة جبهة تحرير شعب تيغراي، واعداً بـ "بذل كل الجهود حتى لا تتعرض مدينة ميكيلي (...) لأضرار جسيمة" و "لحماية المدنيين".
أوضح، أن "باب الخروج السلمي الأخير للمجلس العسكري لجبهة تحرير شعب تيغراي أُغلق بسبب غطرسته"، بعد انتهاء مهلة 72 ساعة أعطيت له ولأفراده للاستسلام.
إغلاق الطريق إلى السودان
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفاد اللاجئون الذين وصلوا الخميس إلى شرق السودان، بأن الجيش الإثيوبي أغلق إحدى الطرق الرئيسة المؤدية إلى البلد المجاور ومنع الفارين من النزاع في تيغراي من عبور الحدود.
وعبر أكثر من 40 ألف لاجئ من إثيوبيا إلى السودان منذ اندلاع النزاع في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) بين القوات الفدرالية وقوات تيغراي.
وقال تسفاي برهانو الذي وصل لتوه إلى نقطة عبور لوغدي، إن "الجيش الإثيوبي قطع الطريق المؤدية إلى الحدود السودانية" في حميرة، على بعد حوالى 20 كيلومتراً من الحدود. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية، أن "من يسعون للوصول إلى السودان يجب أن يتجنّبوا الطريق الرئيسي ويمروا عبر الحقول من دون أن يراهم الجنود".
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في الموقع الخميس، بأن المركز الحدودي كان شاغراً ولم يرَ أي جنود إثيوبيين، مضيفاً أن نحو عشرة لاجئين كانوا يعبرون الحدود في ذلك الوقت.
وانخفض عدد اللاجئين الإثيوبيين الواصلين إلى السودان بشكل حاد في الأسبوع الماضي، وفقاً للأرقام الصادرة عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. وقالت المفوضية التابعة للأمم المتحدة إن 718 لاجئاً وصلوا الأربعاء مقارنةً بـ 3813 السبت.
وأكد مسؤول أمني سوداني انخفاض الأعداد من دون أن يعطي أي تفسير لها.
الخشية من سقوط ضحايا مدنيين
وزاد رئيس الوزراء الاثيوبي "لو اختارت العصابة الإجرامية في جبهة تحرير تيغراي الاستسلام سلمياً، لكانت الحملة (العسكرية) انتهت بأقل قدر من الأضرار"، مشيراً إلى أنه منح قادتها "فرصاً عدة للاستسلام بسلام في الأسابيع الأخير".
ودعا "سكان ميكيلي ومحيطها" إلى "إلقاء السلاح والابتعاد عن الأهداف العسكرية واتخاذ الاحتياطات اللازمة". وأعلن "سيتم كل شيء لتجنب استهداف المواقع الأثرية وأماكن العبادة والمؤسسات العامة والإنمائية والمنازل الخاصة".
وكانت الجبهة الشعبية لتحرير شعب تيغراي لـ 15 عاماً رأس حربة الكفاح المسلح ضد النظام العسكري الماركسي الذي أطيح أخيراً في 1991. وقد سيطرت على الجهاز السياسي والأمني لإثيوبيا لثلاثين سنة.
في المقابل، توجه مبعوثون أفارقة إلى أديس أبابا أمس الأربعاء في محاولة لحل الأزمة قبل ساعات من انتهاء المهلة. وتخشى جماعات حقوقية أن يؤدي أي هجوم إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
ويُعتقد أن آلاف الأشخاص لقوا حتفهم مع دمار واسع جراء القصف الجوي والقتال البري منذ بدأت الحرب.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن على طرفي الصراع أن يتجنبا تعريض المدنيين للخطر.
وأضافت أن تحذير الحكومة لا يعفيها من "واجبها بأن تولي عناية دائمة لحماية المدنيين عندما تشن عمليات عسكرية في المناطق المأهولة".
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي شنّ في الرابع من نوفمبر الحالي حملة عسكرية على منطقة تيغراي بهدف الإطاحة بسلطات الإقليم التي يتهمها بالتمرد على الحكومة المركزية والسعي لإسقاطها.
وبسبب شدة المعارك دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى "فتح ممرات إنسانية" في إثيوبيا لتوفير المساعدات للسكان العالقين في النزاع الدائر، معرباً عن أسفه لرفض أديس أبابا أي شكل من أشكال الوساطة.