للمرة الأولى، منذ ما يربو على ربع قرن من اختفائها، رُصدت إحدى أكبر العناكب الموجودة في بريطانيا، بعدما كان يُخشى من أنّها قد اندثرت من البلاد.
"عنكبوت الثعلب الكبير" great fox-spider المهددة بشدة بالانقراض، وتعتبر إحدى أكبر العناكب "الذئبية" wolf-spider المنتمية إلى عائلة "الليكوسيدا"Lycosidae ، عُثر عليها مجدداً في منطقة تدريب تابعة لوزارة الدفاع البريطانية في مقاطعة "سُري" Surrey، في الجنوب الشرقي من إنجلترا.
اللافت أنّ "الوحش المثير للإعجاب"، كما وُصفت، لم تشاهد منذ أوائل تسعينيات القرن العشرين، ولم يُعثر عليها إلا في ثلاثة مواقع في مقاطة "دورست" في جنوب غربي إنجلترا، و"سُري".
قال مايك ويت، من منظمة "سري لحماية الحياة البرية" Surrey Wildlife Trust، إنه كان "في غاية السعادة" بهذا الاكتشاف.
وذكر في هذا الشأن: "هذا المخلوق الذي يتمتع بمظهر مدهش، وحش مثير للإعجاب، مموَّه الشكل تماماً وينشط في الليل إلى حد كبير أيضاً، وعلى الرغم من حجمه كان العثور عليه مستعصياً بشكل ملحوظ".
أمضى ويت سنتين في البحث عن ذلك المخلوق في وقت متأخر من الليل، قبل أن يرصد بعض صغار العناكب غير البالغة المجهولة النوع على أرض عسكرية.
ثم وجد عدداً من الذكور البالغة وأنثى واحدة من "عنكبوت الثعلب الكبير"، يبلغ حجم قطرها 55 مليمتراً، أو ما يزيد قليلاً على إنشين، بما في ذلك أرجلها المغطاة بشعيرات شوكية الملمس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
معروف أنّ "العنكبوت الثعلبي الكبير" واسمها العلمي "الألوبيكوسا فابريليس"Alopecosa fabrilis حشرة من النوع المفترس الانتهازي، إذ تصطاد طعامها خلال الليل، وقد أُعطيت هذا الاسم نظراً إلى أنّها على غرار الذئب تطارد فريستها، عبر الأراضي الرملية، وفوق الحصى والصخور، قبل الانقضاض عليها والتقاطها.
لدى هذه العنكبوت ثماني عيون سوداء اللون، وعندما تلدغ إحدى فرائسها، من بينها الخنافس والنمل والعناكب الصغيرة، تشل حركتها من طريق ضخ سم يعمل على تحويل أعضاء جسدها الداخلية إلى شكل سائل.
وتحتمي حشرات "عنكبوت الثعلب الكبير" في جحور مغطاة بخيوط حريرية أو في ثقوب تحت الصخور.
في تطور متصل، وصف نيك بيكر، وهو عالم طبيعة ومقدِّم برامج تلفزيونية ورئيس "الجمعية البريطانية لعلم العنكبوتيات" British Arachnological Society، اكتشافها مجدداً بعد اختفائها بـ"الأمر الأكثر تشويقاً الذي تشهده أوساط الحياة البرية منذ وقت بعيد".
قال في هذا الصدد: "لا يبدو الجزء الأول من الاسم وهو "الكبير" يعطي (العنكبوت) حقها، ربما يجب أن تسمّى عنكبوت الثعلب "الرائع" أو "المدهش".
أضاف نيك، "حتى إن لم تؤخذ في الحسبان القصة وراء ندرتها واكتشافها مجدداً، فإنّ هذه العنكبوت رائعة بحد ذاته. إنها جميلة كما العنكبوت، وكبيرة الحجم، والآن عادت لتكون رسمياً أحد الحيوانات التي تقطن بريطانيا."
يبقى أن مايك ويت يعتزم مواصلة دراسته بغية تقدير أعداد "عنكبوت الثعلب الكبير" الموجودة في المملكة المتحدة.
(شاركت برس إسوسييشن في إعداد التقرير)
© The Independent
