فرضت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الاثنين، عقوبات جديدة على قطاع النفط الحكومي الإيراني، بما في ذلك المبيعات المُرسلة إلى سوريا وفنزويلا، لتقلص بذلك هامش المناورة المتاح أمام المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن إذا فاز في انتخابات الأسبوع المقبل.
ويؤيد بايدن اتباع المسار الدبلوماسي مع إيران، وأيَّد الاتفاق النووي الذي تم التفاوض عليه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وقلصت بموجبه طهران أنشطتها النووية مقابل وعود بتخفيف العقوبات المفروضة عليها.
وفرضت إدارة ترمب منذ عام 2018 عقوبات شديدة تهدف إلى إنهاء كل حركة صادرات النفط الإيرانية ومعاقبة أي دولة تشتري النفط من طهران.
الارتباط بـ"الحرس"
بموجب الإجراءات الجديدة، قالت الإدارة الأميركية، إنها ستضع "شركة النفط الوطنية الإيرانية"، ووزارة النفط الإيرانية، و"شركة الناقلات الوطنية الإيرانية"، تحت سلطة مكافحة الإرهاب، ما يعني أن أي إدارة مستقبلية ستحتاج إلى اتخاذ تدابير قانونية لتلغي ذلك.
وأصدرت وزارة الخزانة الأميركية العقوبات عبر ربط الكيانات الثلاثة بـ"فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني الذي صنفته الولايات المتحدة في وقت سابق "منظمةً إرهابيةً"، وقتل قائده قاسم سليماني في هجوم أميركي قرب مطار بغداد في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في بيان "يُواصل النظام الإيراني إعطاء الأولوية لدعم الكيانات الإرهابية وبرنامجه النووي على حساب احتياجات الشعب الإيراني".
وقالت وزارة الخزانة، إن شبكة مدعومة من فيلق القدس شحنت أكثر من 12 ناقلة نفط في ربيع 2019، معظمها إلى سوريا، حيث تدعم إيران نظام الرئيس بشار الأسد.
وعلق وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على العقوبات الجديدة على إيران، وغرد عبر حسابه على "تويتر" قائلاً إن "النظام الإيراني يرهن نفطه لتمويل المغامرات المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني بدلاً من تحسين ظروف شعبه. وتفرض الولايات المتحدة اليوم عقوبات كبيرة لمكافحة الإرهاب على مؤسسات الطاقة الإيرانية لتقديمها الدعم لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني".
The Iranian regime pawns its oil to fund the destabilizing misadventures of the IRGC rather than improving conditions for its people. Today the U.S. is imposing major counterterrorism sanctions against Iranian energy institutions for providing support to the IRGC's Qods Force.
— Secretary Pompeo (@SecPompeo) October 26, 2020
رد إيراني
في المقابل، قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، الاثنين، 26 أكتوبر الحالي، إن "صناعة النفط في إيران لن تُذعن للضغط من الولايات المتحدة". وأضاف زنغنه في تغريدة على "تويتر" أن عقوبات أميركية تستهدفه مع زملاء له "هي رد فعل غير مؤثر على فشل واشنطن في خفض صادرات طهران النفطية إلى الصفر."
وقال زنغنه "عهد النزعة الأحادية انتهى في العالم. صناعة النفط في إيران لن تعجز عن الحركة."
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
التعامل مع فنزويلا
وعدا عن تصنيف كيانات إيرانية تحت بند "الإرهاب"، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على رجل الأعمال الإيراني المقيم في بريطانيا محمود مدنيبور، والشركات ذات الصلة، بسبب تعاملاته مع فنزويلا. واتهمته وزارة الخزانة بترتيب شحن عشرات الآلاف من الأطنان المترية من البنزين إلى فنزويلا التي يحاول ترمب عزل رئيسها نيكولاس مادورو.
كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على حكومة مادورو، ونجحت في وقت سابق من هذا العام في مصادرة شحنة وقود على أربع سفن قادمة من إيران ومتجهة إلى فنزويلا التي تُعاني نقصاً كبيراً في الكهرباء رغم وفرة النفط لديها.