يبدو حرب المعلومات المضللة حول الانتخابات الرئاسية الأميركية قد وصلت إلى ذروتها قبل ثلاثة أسابيع من موعدها بعد قيام فيسبوك وتويتر بحظر مشاركة مقال نشرته صحيفة "نيويورك بوست" يزعم أنّه يفضح تعاملات فاسدة ربطت المرشح الديمقراطي لانتخابات البيت الأبيض جو بايدن بشركة غاز أوكرانية كانت تشغّل نجله هانتر بايدن.
ويواجه "فيسبوك" و "تويتر" عاصفة من الانتقادات بعد قرار حظر مشاركة المقال.
وكانت الصحيفة المحافظة نشرت رسائل بريد إلكتروني قد يكون تم الحصول عليها بشكل غير شرعي من كمبيوتر يتضمن رسائل وصوراً وتسجيلات فيديو شخصية لهانتر بايدن.
وقال مؤسس موقع تويتر جاك دورسي مساء الأربعاء إن "إعلاننا بشأن ما قمنا به بخصوص مقال نيويورك بوست لم يكن رائعاً، وحظر مشاركة عنوان الإنترنت للمقال من دون أي تفسير لخلفية القرار أمر غير مقبول".
Our communication around our actions on the @nypost article was not great. And blocking URL sharing via tweet or DM with zero context as to why we’re blocking: unacceptable. https://t.co/v55vDVVlgt
— jack (@jack) October 14, 2020
قضايا فساد
ويحيي مضمون هذه الرسائل الإلكترونية الاتهامات التي يوجهها معسكر الرئيس الأميركي دونالد ترمب باستمرار إلى بايدن منذ سنوات ومفادها أنّ نائب الرئيس السابق، ساعد مجموعة الغاز الأوكرانية "بوريسما" التي كان يعمل فيها ابنه، حين كان نائباً للرئيس السابق باراك أوباما، على الإفلات من تحقيقات في قضايا فساد في أوكرانيا من خلال طلبه من كييف إقالة المدّعي العام الذي كان يحقّق في هذه القضايا.
ولطالما نفى بايدن أن يكون قد ناقش، حين كان في السلطة، مع ابنه أياً من أنشطة الأخير المهنية في الخارج. وكان هانتر بايدن عضواً في مجلس الإشراف على بوريسما من 2014 ولغاية 2019.
موضع شك؟
وعزا عملاقا وسائل التواصل الاجتماعي سبب حجبهما روابط المقال إلى أنّ مصدر المعلومات التي يتضمّنها هو في نظرهما موضع شكّ.
وأكّد موقع تويتر أنّه منع نشر المعلومات الواردة في المقال لأنها تتضمن وثائق تخالف اثنتين من قواعده: عدم نشر معلومات شخصية (بريد إلكتروني وأرقام هواتف) وعدم نشر عناصر مقرصنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت الشركة عبر حسابها المخصص لأمن الإنترنت "لا نريد تشجيع القرصنة عبر السماح بنشر وثائق يتم الحصول عليها بشكل غير شرعي". لكن التوضيحات جاءت بعد يوم أشعل انتقادات واسعة ضد موقعي التواصل الاجتماعي.
وشكّك أحد مسؤولي فيسبوك في صحّة الرسائل الإلكترونية التي استند إليها مقال "نيويورك بوست". وقال آندي ستون إنّ فيسبوك سيتحقّق من صحّة هذه المعلومات وبانتظار جلاء الأمر سيحدّ من انتشار المقال على منصّاته.
"سلاح الجريمة"
وكتب ترمب في تغريدة على تويتر "أمر مريع للغاية أنّ يقوم فيسبوك وتويتر بحذف المقال حول الرسائل الإلكترونية سلاح الجريمة المتعلّقة بالنعسان جو بايدن وابنه هانتر والمنشور في نيويورك بوست".
وأضاف "هذه ليست سوى البداية بالنسبة إليهما. ما من شيء أسوأ من سياسي فاسد". وفي وقت لاحق اتهم الملياردير الجمهوري الموقعين بحجب حساب الناطقة باسمه كايلي ماكيناني لأنها قامت بمشاركة المقال على الإنترنت. وقال ترمب خلال تجمع في أيوا "لأنها شاركت الحقيقة، أغلقوا حسابها! إنهم يحاولون حماية بايدن".
وألغى موقع تويتر، الخميس، حظراً مؤقتاً كان قد فرضه على حساب الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي قائلاً إن مقطع فيديو حول نجل بايدن انتهك قواعد الشركة.
وقالت حملة ترمب، التي تحظى بنحو 2.2 مليون متابع على تويتر في تغريدة جديدة إنها "تعيد نشر مقطع الفيديو الذي لا يريد تويتر أن تشاهدوه". وظهرت في مقطع الفيديو عبارة "جو بايدن كاذب كان يخدع بلادنا لأعوام".
وندد السناتور الجمهوري جوش هاولي "بانحياز" فيسبوك وبحظر "انتقائي كما يبدو" لمقال حول "عمل قد يكون يناقض أخلاقيات مرشح إلى الرئاسة".
Congratulations to the @nypost for having exposed the massive corruption surrounding Sleepy Joe Biden and our Country. He’s always been a corrupt politician. Disgraceful!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) October 15, 2020
"الرقابة أولاً"
نددت صحيفة "نيويورك بوست" "برقابة من فيسبوك لمساعدة حملة جو بايدن". تابعت الصحيفة في افتتاحيتها "الرقابة أولاً، ثم طرح الأسئلة: إنه موقف فاضح لواحدة من أقوى المنصات في الولايات المتحدة"، متهمة فيسبوك بأنه أصبح "آلة دعائية".
وتقول الصحيفة إنها حصلت على نسخة من القرص الصلب لجهاز كمبيوتر محمول تركه هانتر بايدن للتصليح في أحد متاجر ديلاوير في أبريل (نيسان) 2019. ويعتقد أن النسخة وصلت إلى المحامي الشخصي لدونالد ترمب، رودي جولياني، الذي قد يكون أرسلها للصحيفة.
ويميل المقال والوثائق إلى الاتهامات التي يوجهها ترمب وأنصاره إلى بايدن. ومن دون أن ينفي وجود الكمبيوتر أو الرسائل، اتهم أندرو بيتس الناطق باسم بايدن جولياني بنشر "نظريات مؤامرة ليس لها صدقية".
Shortly after the @Facebook Communications director admitted they were shadow banning today's Biden exposé, @Twitter has now completely blocked the story from their platform.
— Steven Crowder (@scrowder) October 14, 2020
Big Tech is trying to steal an election. pic.twitter.com/WDMHdW8g61
بريد كلينتون
ويعيد مقال نيويورك بوست الذاكرة إلى القضية المتعلقة بهيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية عام 2016 ، والتي تم نشر رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بها التي اخترقها قراصنة روس على الإنترنت من قبل مواقع مجهولة ومن خلال موقع ويكيليكس.
ووعد فيسبوك وتويتر بالتشكك حيال مثل هذا التكتيك، حين تعمد كيانات إلى إعطاء معلومات مقرصنة إلى وسائل اعلام وتستخدم شبكات التواصل الاجتماعي لنشرها.