كشفت دراسة جديدة أنّ نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة المتعلّقة بكوفيد-19 المنتشرة عبر شبكة الإنترنت قد تسببت بوفاة 800 شخص في الأقل بفيروس كورونا.
وأسفر ما سُمّي بـ"وباء المعلومات" عن إدخال نحو 5800 شخص إلى المستشفى، بسبب اتّباعهم معلومات خاطئة وجدوها على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.
وعرضت دراسة نشرتها "المجلة الأميركية لطب المناطق الاستوائية والصحة" بالتفصيل، أمثلة عن الإشاعات المضللة، ونظريات المؤامرة، وأنواع الوصمة الاجتماعية التي صاحبت الجائحة.
وتشمل الإشاعات ادّعاءات بأنّ مواد التنظيف، ومعقّم اليدين، أو بول البقر قد تشفي من فيروس كورونا.
وتتراوح نظريات المؤامرة الزائفة بين المخاوف القائلة بأن كوفيد-19 سلاح بيولوجي موّله بيل غيتس، إلى الاتهامات بأنه قد صُمّم من أجل إلحاق الضرر بفرص إعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وأطلقت "منظمة الصحة العالمية" في شهر مارس (آذار) على ظاهرة انتشار المعلومات المضللة المتعلقة بالفيروس القاتل عبر شبكة الإنترنت، اسم "وباء معلوماتي" واعتبرت أنه "ينتشر بشكل أسرع من الفيروس نفسه".
التقت المنظمة بعمالقة التكنولوجيا في محاولة منها لكبح انتشار هذه المعلومات، حين كان عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس حول العالم أقل من 100 ألف إصابة. إلا أن هذا المعدّل بات أعلى من 20 مليون إصابة الأسبوع الماضي.
ووجدت الدراسة أنّ بعض الدول التي تسجّل أعلى معدلات الإصابة بالمرض، ومنها الولايات المتحدة والبرازيل والهند، هي أيضاً بين أكثر الدول التي تنتشر فيها المعلومات المضللة على الإنترنت.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتتبّع الباحثون أثر البيانات المضلّلة المتعلقة بكوفيد-19 المنتشرة على المنصّات الافتراضية، بما فيها مواقع أجهزة تدقيق المعلومات، و"فيسبوك"، و"تويتر"، والصحف الرقمية، وعاينوا وقعها على الصحة العامة.
وتوصّلوا إلى تحديد 2313 تقريراً حول وجود إشاعات، ووصمات اجتماعية، ونظريات مؤامرة نُشرت بـ25 لغة من 87 بلداً.
وفيما عدا الأفراد الذين يتبعون نصائح مضلّلة، كشف الباحثون عن حالات منظمات تتبع إرشادات غير مناسبة وخاطئة. فمثلاً تسببت إحدى الكنائس في كوريا الجنوبية مثلاً في إصابة 100 شخص حين استخدمت زجاجة رشّت منها مياهاً مالحة ملوّثة من أجل تعقيم مرتاديها.
ووجد تحقيق أجرته "اندبندنت" أنّ كثيراً من هذه الشائعات، ونظريات المؤامرة ما زال منتشراً على الإنترنت على الرغم من شن شركات التواصل الاجتماعي حملة لمكافحته. كما ظهرت نظريات مؤامرة جديدة اكتسبت شعبية منذ اختتام الدراسة التي شملت الفترة الممتدّة من 31 ديسمبر (كانون الأول) 2019 إلى 5 أبريل (نيسان) 2020.
ومفاد إحدى نظريات المؤامرة الأكثر انتشاراً أنّ تفشّي فيروس كورونا مرتبط بإنشاء أبراج اتصالات الجيل الخامس، وهي فكرة أثبت العلماء زيفها بشكل كامل.
وقال متحدّث باسم "فيسبوك" لـ"اندبندنت" موضحاً "نحن نتّخذ خطوات حاسمة من أجل وضع حدّ لانتشار المعلومات المضلّلة، والمحتوى المضرّ عبر منصّاتنا، بغرض تمكين الناس من الحصول على المعلومات الصحيحة حول فيروس كورونا".
وكشف عملاق التكنولوجيا هذا الأسبوع أنه أزال أكثر من 7 ملايين معلومة مضلّلة مضرّة متعلقة بكوفيد-19 من "فيسبوك" و"إنستغرام" بين شهري أبريل ويونيو (حزيران).
وخلُصت آخر دراسة إلى أنّه على الشركات الخاصة، والمنظمات العامة مضاعفة جهودها من أجل الحؤول دون وقوع المزيد من الوفيات. وتؤكد في الاستنتاج الذي توصّلت إليه "قد تؤدي المعلومات المضلّلة القائمة على الإشاعات، والوصمات الاجتماعية، ونظريات المؤامرة إلى تداعيات حادة على الصحة العامة إن أُعطيت الأولوية على حساب الإرشادات العلميّة".
وتضيف "على الوكالات الوطنية والدولية، بما فيها وكالات تدقيق المعلومات، ألّا تكتفي بتحديد الإشاعات ونظريات المؤامرة، وإثبات زيفها فقط، بل ينبغي أن تعمل مع شركات التواصل الاجتماعي كي تنشر المعلومات الصحيحة".
© The Independent