في وقت يتصاعد التنافس العسكري بين الولايات المتحدة والصين وبعد أيام من إعلان أميركا أن مزاعم بكين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه غير قانونية، قالت البحرية الأميركية، الثلاثاء، إنها تجري تدريبات عسكرية في المياه الآسيوية هذا الأسبوع مع اليابان وأستراليا والهند.
وتعارض الصين مثل هذه التدريبات، قائلةً إن رفض الولايات المتحدة لمطالبها بالسيادة في بحر الصين الجنوبي أثار التوتر وقوّض الاستقرار في المنطقة.
وتم نشر حاملتي الطائرات الأميركيتين "نيميتز" و "رونالد ريغان" في بحر الصين الجنوبي مرتين هذا الشهر لكن البحرية الأميركية أوضحت أن "نيميتز" كانت هذا الأسبوع في المحيط الهندي لإجراء تدريبات مع البحرية الهندية في أحدث إشارة إلى التعاون المتنامي بين القوتين البحريتين للدولتين.
وذكر قائد المجموعة الضاربة لحاملة الطائرات "نيميتز"، الأميرال جيم كيرك، في بيان أن التدريبات المشتركة التي أُجريت يوم الاثنين ساعدت في تحسين التوافق بين القوتين البحريتين.
وقالت البحرية الأميركية "أجرت القوات البحرية الأميركية والهندية تدريبات متطورة تهدف إلى الوصول بالتدريب والتوافق بينهما إلى أعلى مستوى، بما في ذلك الدفاع الجوي".
حرية الملاحة
ولطالما عارضت الولايات المتحدة مزاعم الصين بالسيادة على مناطق واسعة في بحر الصين الجنوبي، وترسل بشكل دوري سفناً حربية عبر الممر المائي الاستراتيجي لتأكيد حرية الملاحة.
وتوترت علاقات الهند مع الصين في الآونة الأخيرة بعد اشتباكات في الأراضي المتنازع عليها على الحدود بينهما في يونيو (حزيران) الماضي، ما أثار مطالبات بتعزيز علاقات الهند الأمنية مع الولايات المتحدة وحلفائها ومن بينهم اليابان لتحقيق التوازن في الأمن الإقليمي.
وقال مصدر هندي إن التدريبات جرت بالقرب من جزر أندامان ونيكوبار الهندية القريبة من مضيق ملقا، أحد أكثر طرق نقل البضائع والوقود زحاماً في العالم، علماً أنه توجد قاعدة عسكرية هندية في الجزر.
وعلى نحو منفصل، صرّح مسؤولون أميركيون وأستراليون يوم الثلاثاء، أن المجموعة الضاربة لحاملة الطائرات "رونالد ريغان" تجري تدريبات مع قوات بحرية من اليابان وأستراليا في بحر الفيليبين.
وأفادت وزارة الدفاع الأسترالية بأن من المقرر انتهاء التدريبات في 23 يوليو (تموز). وتستضيف الهند في وقت لاحق هذا العام تدريبات بحرية مشتركة مع الولايات المتحدة واليابان في مضيق البنغال، وقد تنضم أستراليا إليها.
معارضة صينية
وكان السفير الصيني لدى واشنطن كوي تيانكاي، قال في وقت سابق، إن تعزيز الوجود العسكري الأميركي في بحر الصين الجنوبي، يقوّض الوضع في المنطقة، مضيفاً في برنامج حواري على شبكة "سي أن أن" التلفزيونية: "في الواقع، تراجعت حدّة الوضع في المنطقة وتناقصت من دون التدخل الخارجي، وكانت مستقرة إلى حدّ كافٍ".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأردف: "لسوء الحظ، تحاول دول مثل الولايات المتحدة، التدخل وإرسال القوات، وتعزّز وجودها العسكري في المنطقة"، مضيفاً "كثافة وتواتر مثل هذه الأعمال قوي للغاية".
إسبر ينوي زيارة بكين
في الأثناء، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، الثلاثاء أنه ينوي زيارة الصين قبل نهاية السنة لفتح قنوات الاتصال بين العسكريين.
وقال إسبر خلال ندوة إلكترونية نظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "قبل نهاية السنة، آمل أن أزور الصين للمرة الأولى بصفتي وزيراً للدفاع بهدف تحسين التعاون في القطاعات التي لدينا فيها مصالح مشتركة ووضع أنظمة الاتصال اللازمة في وقت الأزمة".
وأضاف أن الولايات المتحدة "لا تريد مواجهة" مع بكين، بل ترغب في "علاقات إيجابية ومثمرة معها" وفي "فتح قنوات اتصال وخفض المخاطر".
مواجهة محتملة
وتدارك "لكن لا يحق للصين أن تجعل من المياه الدولية منطقة خاصة بإمبراطوريتها البحرية". ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن إسبر قوله، إن الولايات المتحدة تجهّز قواتها عبر آسيا لمواجهة محتملة مع بكين.
وحذّر من أنه حتى لو كانت بكين تحتج بانتظام على عمليات "حرية الملاحة" التي تنفذها الولايات المتحدة في هذه المنطقة البحرية الأساسية للتجارة العالمية، ستستمر واشنطن في إرسال حاملات طائرات إلى بحر الصين الجنوبي لمواجهة سياسة بكين التوسّعية. وأكد "لا أحد سيمنعنا عن ذلك".
"سلوك سيّء"
وكرّر إسبر العبارة التي استخدمها الأسبوع الماضي وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عندما أعلن أن واشنطن باتت تعتبر مطالب بكين في بحر الصين الجنوبي "غير مشروعة".
وأشار إلى "سلوك سيّء" في بحر الصين الجنوبي الشهر الماضي، متّهماً الجيش الصيني بإغراق زورق صيد فيتنامي و"مضايقة" شركات ماليزية للتنقيب عن النفط ومواكبة زوارق صيد صينية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لإندونيسيا.
وتابع "منذ سنوات، يتصرف الحزب الشيوعي الصيني على هذا النحو. لكن اليوم باتت نواياه واضحة للجميع". وأوضح "نأمل في أن يغير الحزب الحاكم سلوكه، لكن علينا أن نكون مستعدين إذا لم يحصل ذلك".