ضمّت تظاهرة جديدة ضدّ توقيف سيرغي فورغال، حاكم منطقة خاباروفسك في أقصى شرق روسيا، السبت 18 يوليو (تموز)، آلاف الأشخاص في حركة احتجاجية لم تضعف وتيرتها منذ أسبوع في هذه المدينة.
وأوقف فورغال البالغ من العمر 50 سنة، في 9 يوليو، للاشتباه في ضلوعه بجرائم قتل قبل 15 سنة، وهي اتّهامات ينفيها.
ويقول أنصاره إنّ الاتّهامات تهدف إلى إضعاف معارض حزب "روسيا الموحّدة" الحاكم. وأثار توقيف فورغال احتجاجات واسعة في مدينة خاباروفسك الواقعة في أقصى الشرق الروسي، على بعد حوالى 6100 كيلومتر من موسكو، والبالغ عدد سكانها 600 ألف نسمة.
الآلاف يتظاهرون
وفيما شهدت موسكو حركات احتجاجية عدّة ضمّت حشوداً كبيرة في الماضي، غالباً ما قُمِعت من قبل الشرطة، لا تزال التظاهرات الواسعة النطاق نادرةً في المناطق الروسية.
وفي خاباروفسك، تظاهر آلاف الأشخاص، بينهم شباب وكبار في السن ونساء يصطحبون أولادهم وهم يجرّون عربات الأطفال، في وسط المدينة السبت، ملوّحين بلافتات كُتِب عليها "الحرية لفورغال!"، بحسب ما شاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكر بيان صادر عن بلدية خاباروفسك أن "نحو 10 آلاف" مشارك ساروا في شوارع المدينة. وذكر موقع "دفيهاب دوت كوم" الإخباري المحلي، أن ما بين 15 ألفاً و30 ألف شخص شاركوا في التظاهرة، في وقت تجاوزت الحرارة 30 درجة. وأطلقت سيارات عابرة خلال التظاهرة الأبواق لإظهار دعمها للمحتجين، الذين هتفوا "طالما نحن متّحدون، لن نُقهر".
المطالبة بـ"محاكمة عادلة" في خاباروفسك
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وطالب المتظاهرون بـ"محاكمة عادلة" لحاكمهم في خاباروفسك وليس في موسكو، حيث وُضع فورغال في الحبس الاحتياطي بعد توقيفه، صائحين "إنه حاكمنا وسندافع عنه!". واعتبرت المتظاهرة ناديجدا سوبوليفا (39 سنة)، أن سيرغي فورغال "أعطى كثيراً للمنطقة"، مشيرةً بشكل خاص إلى السكن المجاني الذي تقدّمه السلطات الإقليمية إلى الأيتام.
وقالت متقاعدة "أنا متأكدة من أنه لن يكون هناك أحد أفضل منه للمنطقة". وأكّد مشارك آخر في التظاهرة "لن نتوقّف عن التظاهر حتى عودة فورغال".
وعلى غرار التجمّعات السابقة، لم تحصل هذه التظاهرة على موافقة السلطات، ولكن الشرطة الموجودة في المكان لم تقم بتفريق المشاركين.
وذكرت البلدية "بسبب الوضع الصعب المرتبط بفيروس كورونا المستجدّ، وزّعت الشرطة الكمّامات على المشاركين"، مؤكدةً أن المتظاهرين تلقّوا هذه البادرة "بشكل إيجابي للغاية".
تهم بالقتل
وفورغال طبيب ورجل أعمال ونائب في البرلمان عن الحزب الديمقراطي الليبرالي الروسي. وانتُخب عام 2018 حاكماً لمنطقة خاباروفسك بنحو سبعين في المئة من الأصوات، ما لم يكن متوقّعاً، محقّقاً فوزاً على ممثل حزب "روسيا الموحّدة" بزعامة الرئيس فلاديمير بوتين.
وبعد اعتقاله الذي لقي صدى إعلامياً واسعاً، هدّد حزبه بمغادرة البرلمان واستقالة حكام آخرين منتَخَبين تحت رايته. وعلى الرغم من أن الحزب الديمقراطي الليبرالي معارض ظاهرياً، إلّا أنّه عادةً ما يدعم مبادرات بوتين، بخاصة الإصلاحات الدستورية الأخيرة التي مكّنته من تعزيز سلطته.
وذكرت لجنة التحقيق الفيدرالية الروسية، المكلّفة التحقيق في الجرائم الكبرى، أن فورغال متَّهم بإصدار أوامر بقتل والشروع في قتل عدد من رجال الأعمال بين عامَيْ 2004 و2005.
ونهاية الأسبوع الماضي، أرسلت موسكو مبعوثاً على أمل تخفيف حدّة الاستياء في خاباروفسك.