Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تشييع 6 من ضحايا الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا

أعلنت رئيسة الوزراء أنّ صلاة الجمعة المقبل في نيوزيلندا، في 22 مارس، ستُبث على مستوى البلاد وسيتمّ الوقوف دقيقتي صمت حداداً على الضحايا

المشيعون يحملون نعشاً على أكتافهم خلال مراسم دفن ستّة من ضحايا الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا، 20/3/2019 (أ.ب.)

بحضور مئات المشيّعين، وتحت حراسة أمنية مشدّدة، أُقيم الأربعاء 20 مارس (آذار) أوّل تشييع للضحايا الخمسين للهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا، إذ دُفن ستّة منهم في مقبرة "ميموريال بارك" في مدينة كرايستشيرش، حيث وصلت نعوشهم محمولة على الأكتاف.

وكان السوريّان خالد مصطفى وابنه حمزة أول المشيَّعين، ويُتوقّع دفن عدد من الضحايا الآخرين خلال هذا الأسبوع. علماً أّن معظمهم من المهاجرين أو اللاجئين من بلدان مثل باكستان والهند وماليزيا وإندونيسيا وتركيا والصومال وأفغانستان وبنغلادش، أمّا أصغرهم فهو في الثالثة من العمر وقد وُلد في نيوزيلندا لأبوين مهاجرين من الصومال.

وتتأخّر مراسم الدفن بسبب استكمال الشرطة النيوزيلندية عمليات التعرّف على القتلى وتحديد سبب وفاتهم، وذلك لضرورات قضائية. وحتّى مساء الثلاثاء 19 مارس، انتهى التعرّف إلى هوية 21 ضحية، وفق ما قالت الشرطة. وأحبط التأخير في تسليم الجثامين أقارب الضحايا، إذ عادة ما تقام مراسم التشييع وفقا للشريعة الإسلامية خلال 24 ساعة.

بثّ صلاة الجمعة على مستوى البلاد 

وعبّرت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن عن "عمق" ألمها، قائلةً "أسرة تأتي إلى هنا طلباً للأمان وكان ينبغي أن يكونوا في مأمن هنا".

وأعلنت أنّ صلاة يوم الجمعة المقبل في نيوزيلندا، في 22 مارس، ستُبث على مستوى البلاد وسيتمّ الوقوف دقيقتي صمت حداداً على الضحايا. أضافت "هناك رغبة في تقديم الدعم للجالية المسلمة عندما يؤمُّون المساجد يوم الجمعة".

وقالت أرديرن، التي تعهدت سن قوانين أكثر صرامة بشأن حيازة السلاح، إنّ العدالة ستتحقّق للضحايا، رافضةً ذكر اسم منفّذ الهجوم، لأنّه لا يستحقّ الشهرة، وفق قولها.

وزارت رئيسة الوزراء المدرسة الكشميرية العليا في كرايستشيرش، التي فقدت اثنين من طلابها في الهجوم بالإضافة إلى طالب سابق ووالد أحد التلميذين. وتجمّع نحو 200 طالب في قاعة الاحتفالات في المدرسة، حيث استمعوا إلى أرديرن التي تحدّثت عن العنصرية والتغييرات التي سيجري إدخالها على قوانين حمل السلاح، وأوصتهم بالقول "لا تذكروا إسم الجاني مطلقاً... لا تذكروه بسبب ما فعله".

"مأساة إنسانية وعالمية"

تزامناً، يخضع مسجد النور، حيث نُفذ الهجوم الإرهابي، إلى عملية ترميم استعداداً لصلاة الجمعة. وعلى مقربة منه، أدّى بعض السكان الأصليين رقصة الهاكا التقليدية المحلية، وتجمّع حشد من الناس وردّدوا النشيد الوطني لنيوزيلندا عند غروب الشمس.

 

كذلك، دعا مجلس الأئمة الوطني في أستراليا أئمة المساجد إلى تخصيص خطبة الجمعة المقبلة لحادث إطلاق النار في كرايستشيرش. وقال المجلس في بيان "الاعتداء على أي مسلم أو أي شخص بريء في أي مكان في أنحاء العالم، هو اعتداء على جميع المسلمين وجميع الشعوب". ووصف الحادث بأنّه "مأساة إنسانية وعالمية وليست إسلامية ونيوزيلندية فحسب".

وكان الأسترالي برينتون تارانت (28 عاماً)، اتهم بالقتل لتنفيذه الهجوم، ويُشتبه في أنّه من المتطرّفين المؤمنين بتميز العرق الأبيض. وأمرت السلطات بحبسه على ذمّة القضية، ومن المقرّر أن يعود للمثول أمام المحكمة في الخامس من أبريل (نيسان) المقبل، إذ قالت الشرطة إنّه سيواجه مزيداً من الاتهامات على الأرجح.

"تحقيق دولي"

وفي هذا السياق، قال قائد الشرطة النيوزيلندية إنّ أجهزة مخابرات عالمية، من بينها مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي وأجهزة من أستراليا وكندا وبريطانيا، تعدّ ملفاً عن المهاجم.

وأكّد بدوره مفوض الشرطة مايك بوش، لوسائل إعلامية في العاصمة ولنغتون، أنّ هذا التحقيق "دولي".

وعن تأخير تسليم جثامين الضحايا إلى ذويهم، قال بوش إنّه يتعيّن على الشرطة إثبات سبب الوفاة تلبية لطلب الطبيب الشرعي والقاضي الذي ينظر في القضية. وأوضح "لا تستطيع إدانة القاتل من دون سبب الوفاة. لذلك هذه عملية شاملة للغاية ينبغي إتمامها وفق أعلى المعايير".

ولا يزال 29 شخصاً من جرحى الهجومين يتلقّون العلاج في المستشفى، بينهم ثمانية في وحدة العناية المركزة. وأُجريت عمليات جراحية عديدة للبعض بسبب إصاباتهم البالغة.

المزيد من دوليات