استعادت فرنسا عدداً من الأطفال من مخيماتٍ في شمال سوريا في خطوةٍ يمكن أن تشكّل سابقة لدول أوروبيّة أخرى ما زال مواطنوها أيضاً عالقين هناك.
الأطفال الخمسة هم أيتام أو مفصولين عن آبائهم في مخيمات النزوح التي تشكّل موطناً لعشرات الآلاف من عائلات "داعش" التي هربت جرّاء تقلّص أراضي المجموعة الإرهابيّة خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأوردت وزارة الخارجية الفرنسيّة أنّ معظم الأطفال دون الخامسة من العمر، فيما لم تذكر تفاصيل عن صلتهم بفرنسا. وشدّدت على أنّها لن تعيد أيّ بالغين فرنسيين معتقلين في سوريا بشبهة انتمائهم إلى "داعش".
وأتت هذه الخطوة فيما تسعى الدول الغربيّة لاتخاذ قرار عمّا يتوجّب فعله بشأن مواطنيها الذين ذهبوا إلى سوريا للانضمام إلى "داعش".
يُعتقد أنّ ما يفوق 800 مواطن أوروبي معتقلين حالياً في سوريا للاشتباه في قتالهم لصالح التنظيم الإرهابي، إضافة إلى عدد غير معروف من أفراد عائلاتهم من النساء والأطفال.
وكان مصير شميمة بيغوم، البريطانية البالغة 19 عاماً من العمر التي غادرت المملكة المتحدة للانضمام إلى "داعش" قبل أربعة أعوام، قد أشعل نقاشاً ساخناً خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأثارت وفاة طفلة بيغوم البالغة من العمر ثلاثة أسابيع انتقادات واسعة لرفض الحكومة البريطانية إعادة أيّ من مواطنيها، بمن فيهم الأطفال، من مخيمات لقي فيها قرابة مئة طفل حتفهم خلال الأشهر الماضية.
وفي أعقاب تلك الوفاة، أورد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، أنّه من الخطر تماماً سفر مسؤولين من المملكة المتحدة إلى تلك المخيمات التي يحتجز فيها مواطنين بريطانيّين.
وأضاف: "علينا التفكير في سلامة المسؤولين البريطانيين الذين أودّ إرسالهم إلى منطقة الحرب تلك كممثلين عن الحكومة".
وأُنهكت تلك المخيمات التي يزورها دورياً صحافيون ومجموعات تسعى للمساعدة، مع هرب عدد متزايد من الأشخاص من المناطق المتبقية لـ"داعش". ويعيش الآن أكثر من 62 ألف شخص في "مخيم الهول"، ما يتجاوز قدرته الاستيعابية كما يترك آلافاً لينامون في العراء.
وعلمت صحيفة "اندبندنت" أنّ هنالك حوالي سبع نساء بريطانيات اخريات في المخيم، إضافة إلى ما يزيد على 20 طفلاً.
وترك آلاف الرجال والنساء أوروبا للانضمام إلى "داعش" عندما أعُلِنتْ خلافتها في العام 2014.
وآنذاك، كانت تمتدّ عبر بلدين بمساحةٍ تتخطى آلاف الأميال، غير أنّه خلال الأشهر القليلة الماضية تقلّصت بقعة أراضيها إلى جيبٍ صغير في شرقي سوريا. وقُتل جميع أفرادها السابقين باستثناء بضع مئاتٍ منهم أو انتهى الأمر بهم وعائلاتهم، إلى الوقوع في قبضة "القوات السوريّة الديمقراطيّة" السورية التي يقودها الأكراد.
وفي وقت سابق، صرح وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد أنّه سيقوم بمنع أيّ مواطن بريطاني يُشتبه بانضمامه إلى "داعش" من العودة.
وبالنسبة لحال بيغوم، قال جاويد: "رسالتي واضحة: إذا قمتم بدعم المنظمات الإرهابيّة في الخارج، لن أتردّد في منعكم من العودة".
© The Independent