حريق صنعاء الضخم يفضح متاجرة الحوثيين بالنفط

التهم حريق ضخم في وقت متأخر من مساء الإثنين، عشرات المنازل والمحال والممتلكات الخاصة الواقعة في حي السنينة غرب العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية.

وأكد سكان محليون لـ"اندبندنت عربية" أن الحريق شبّ عقب انفجار صهريج مملوء بالمشتقّات النفطية في أحد المستودعات السرية التابعة لتاجر سوق سوداء، بالتزامن مع أزمة وقود خانقة تشهدها العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

تجارة سوداء 

شاهد عيان، أوضح، في حديث عبر الهاتف، أن ألسنة الحريق بدأت من منزل "ناجي الحاكم"، الذي كان يستخدمه لتخزين المشتقّات النفطية وبيعها في السوق السوداء.

وأكد أنه نتيجة للكمية الهائلة من الوقود المخزّن، تصاعدت النيران لتمتدّ ألسنتها إلى المنازل المجاورة من دون وجود أي وسائل إنقاذ ممثّلة بالمطافئ التابعة للدفاع المدني، لتلتهم أكثر من 30 منزلاً.

أزمة مشتقات نفطية

يأتي ذلك في حين تشهد العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أزمة مشتقّات نفطية خانقة للأسبوع الثاني على التوالي، فيما تتوفّر في السوق السوداء، حيث وصل سعر صفيحة البنزين (20 ليتراً) إلى 20 ألف ريال (نحو 35 دولاراً).

وبحسب مراقبين، فقد كشف الحريق المفاجئ، عن جانب مهمّ من متاجرة جماعة الحوثي بالمشتقّات النفطية وإخفائها لبيعها في ما بعد في السوق السوداء بمبالغ باهظة وهو السلوك الذي دأبت عليه منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات في 21 سبتمبر (أيلول) 2014 بقوة السلاح، وانتهاج سلوك المتاجرة بالمشتقّات النفطية والغذائية والأدوية، نظراً إلى المردود المالي الضخم والسريع الذي تتحصّل عليه.

وفي مسعى إلى تدارك ما وصفه مراقبون بـ"فضيحة السوق السوداء"، قال مدير العلاقات العامة في مصلحة الدفاع المدني التابع للحوثيين خالد الشراحي إن الحريق كان نتيجة احتراق خزّان أرضي مليء بالبترول في منزل المواطن ناجي الحاكم إلى جانب وجود دينا (عربة نقل متوسطة) محمّلة ببراميل ممتلئة بالبترول أيضاً.

وأشار خلال تصريح صحافي، إلى أن الحادثة تسبّبت باحتراق 8 منازل في الحي، منها منازل التهمتها النيران بالكامل وأخرى تعرّضت لأضرار جزئية في واجهتها.

وأكد أن الحريق لم يسفر عن أي إصابات بشرية، باستثناء الأضرار المادية الكبيرة.