قضت محكمة في عاصمة قيرغيزستان، بشكيك الثلاثاء 23 يونيو (حزيران) الحالي، بالسجن أكثر من 11 سنة على الرئيس السابق للبلاد ألماظ بك أتامباييف لدوره في الإفراج عن زعيم مافيا من السجن، في ختام دعوى يُعتبر أنها تأتي في إطار صراع على السلطة مع خلفه الرئيس الحالي سورون باي جينبيكوف.
وحُكم على أتامباييف بالسجن لمدة 11 سنة وشهرين، كما قضت المحكمة بسحب جميع ألقابه الفخرية والحجز على منازله وشركاته.
ولم يحضر الرئيس القرغيزي السابق البالغ من العمر 63 سنةً الجلسة بسبب مرضه. وأوقِف أتامباييف خلال عملية دهم عنيفة لمقرّ إقامته نفذتها القوات الخاصة في أغسطس (آب) 2019.
ويُعدُّ أتامباييف ثالث رئيس لقيرغيزستان منذ استقلال هذا البلد عام 1991، يلقى نهايةً عاصفة. وسبقه الرئيسان عسكر أكاييف عام 2005 وقربان بيك باكييف عام 2010، إثر ثورتين فجّرهما الغضب الشعبي ضد الفساد، دفعتا بهما إلى المنفى.
واتُّهم أتامباييف بأنه سهّل الإفراج عام 2013 عن عزيز باتوكاييف وهو مجرم من أصل شيشاني كان معتقلاً في قيرغيزستان.
وبحسب المحققين، فإنّ الشهادة الطبية للشيشاني التي أشارت إلى إصابته بالسرطان في مراحله الأخيرة، كانت مزوّرة.
ملاحقة مدبّرة
ويقول أتامباييف، الذي تولّى السلطة بين عامَيْ 2011 و2017، إنّ الملاحقات القضائية التي تستهدفه من تدبير خلفه سورون باي جينبيكوف الذي انقلب عليه.
لم يحضر أتامباييف الذي دفع ببراءته بداية محاكمته ووصفها بأنها "مسرحية"، لكنه اضطُر إلى الحضور بعد ذلك.
وكانت مواجهات دامية سُجّلت في محاولة أولى فاشلة لتوقيفه، وأثارت مخاوف من اشتعال هذا البلد ذي الستة ملايين نسمة الذي يشهد موجات عنف إثني وسياسي.
وتُعرف قيرغيزستان، البلد الذي تدين غالبية سكانه بالإسلام، تعدّدية سياسية، وتُشكّل في هذا المستوى استثناءً في آسيا الوسطى، المنطقة المعروفة باستبداد قادتها وحكم الفرد.
وينصّ دستور البلاد منذ عام 2010، على اقتصار تولّي الرئاسة على ولاية واحدة فقط.
ونجح أتامباييف مع نهاية ولايته عام 2017، في فرض ترشّح حليفه جينبيكوف كمناورة سياسية، لكنّ العلاقات بينهما سرعان ما تدهورت.