كان الشاعر الأميركي الكبير عزرا باوند المتهم بالجنون وتأييد الفاشية، والنازية، يصف بلاده بأنها "مصحة مجانين".
لكن الرئيس دونالد ترمب يحاول جعلها كذلك بالفعل، حتى قبل رعبه من الاحتجاجات الشعبية و"القوة السوداء" وخوفه بجنون من فقدان الرئاسة.
وأحدث محاولة فاشلة له قادت إلى رد حازم في فصل مميز من مسلسل طويل في تاريخ العالم عنوانه الجيوش والحكام والاحتجاجات الشعبية.
ما طلبه هو استخدام الجيش في المدن الأميركية لقمع الاحتجاجات الشعبية ضد العنصرية و"تفوق العرق الأبيض" كجريمة مستمرة كان جورج فلويد آخر ضحاياها، وما أراده هو تنفيذ "قانون التمرد" الصادر عام 1807 الذي يسمح بإنزال الجيش لقمع العصيان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وما اصطدم به هو رفض منظومة الأمن القومي، وبالتالي فرض التراجع على وزير الدفاع مارك اسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميللي اللذين اعتبرا المدن "ميدان قتال" وقررا نقل 1,600 عسكري إلى قرب واشنطن، استعداداً لحماية البيت الأبيض. فلا مجال لأن يحدث في أميركا ما حدث ويحدث في الصين وبلدان عدة.
كان منطقه أن " 200 قتيل قد يجلبون 20 سنة من السلام". ومقابل كل الإدانات في العالم، راح المقاول دونالد ترمب يبررها، ويدافع عنها ويقول في مجلة "بلاي بوك" إنه مع قمع الاحتجاج ونموذج "سلطة القوة".
وترمب لم يتغير. لكن ما كان يقوله الجنرالات في السر قالوه هذه المرة علناً. وزير الدفاع المستقيل الجنرال جيمس ماتيس قال" ترمب أول رئيس لم يحاول أن يوحد الشعب الأميركي ولا تظاهر بأنه حاول".
ففي ثورات ما سُمي "الربيع العربي" تدخلت الجيوش لقمع الثورات في أمكنة، ووقفت على الحياد في أمكنة. ولولا انضمام الجيش السوداني إلى الثورة الشعبية لبقي عمر البشير في السلطة.
وفي حرب 1975 فرط الجيش لأنه لم يتدخل في البداية لوضع حد للعنف والقتال، ومن ثم انقسم من جديد بعد إعادة تنظيمه لأنه حاول التدخل. واليوم يلعب الجيش اللبناني دوراً كبيراً في منع الشغب، والتعدي على الأملاك العامة والخاصة، وحماية الاحتجاجات السلمية وحرية التعبير.