Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التظاهرات الأميركية تلهم فناني العالم وجوها وحكايات

رسوم جسدت البشرة السوداء وحازت على إعجاب الآلاف

 

لوحة زيتية للفنان النيجيري سيلاس أنوجا (اندبندنت عربية)

لم يمنع انحراف التظاهرات الأميركية إلى العنف، احتجاجاً على مقتل جورج فلويد، الأميركي من أصول أفريقية، على يد شرطة ولاية مينيسوتا، فناني الولايات المتحدة، من التعبير عن الواقعة بطريقة سلمية، قبل أن يتضامن معهم رسامون على مستوى العالم، من خلال مبادرة"Drawing While Black"، التي حصدت اهتماماً واسعاً، باستعراضها أعمالاً فنية ملفتة، تجسد وجوه نساء ورجال من ذوي البشرة السوداء.

"اندبندنت عربية" التقت ثلاثة فنانين شاركوا عبر تويتر في الوسم، الذي شهد تفاعلاً غير مسبوق، وحازت إثره، مشاركاتهم على آلاف الإعجابات، وردود فعل واسعة تشيد بأعمالهم المميزة.

 

"المرأة السوداء مصدر إلهامي"

تقول سانيا زي، من ولاية فلوريدا الأميركية، إن تضحية والدتها ورعايتها لها بمفردها، قادتها منذ أن كانت طفلة، إلى اعتبار المرأة السوداء مصدر إلهام لها، ولم تكن مشاركتها الأخيرة في دعم التظاهرات عبر حسابها الشخصي بتويتر، من خلال رسم النساء السود إلا امتداداً لأعمال قديمة سارت في إنجازها على النهج نفسه، إذ إن الفن، على حد تعبيرها، "أداة قادرة على تحريك إحساس ما في دواخلنا، ووسيلة مؤثرة لمكافحة العنصرية والتمييز".

وتريد سانيا أن تلفت النساء ذوات البشرة السوداء إلى الجمال الكامن في عرقهن، والتنوع النابع منه، كما أنها ترغب بشدة في أن تكون أعمالها الفنية مرآة للفتيات المهمشات أو اللواتي لم يتم تمثيلهنّ بشكل جيد، وتؤكد أن بني عرقها في كل مكان، يستحقون أن تصل مطالبهم وتُسمع، وتتابع، "المبادرة الأخيرة أتاحت لجميع داعمي حركة "حياة السود تستحق الاهتمام"، فرصة التواصل مع الآخر. كل الحيوات ليست مهمة حتى يأخذ السود مرادهم، لتشكل حياتهم فارقاً".

 

"نتقدم تقنياً لكن نراوح مكاننا عرقياً"

ولم يتوقع آيبيم كوكي، فنان نيجيري، أن البورتريه الذي رسمه بقلم الرصاص، سوف يحوز ردود فعل واسعة على مستوى العالم، ويقول في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، إن رسوماته التي تجسد ثقافة السود، لم يستوحها فقط من الاحتجاجات الأميركية، وإن كان لذلك تأثير كبير، لكنها أيضاً مستلهمة من الحاجة إلى أن تُسمع أصواتهم، فهناك الكثير من ممارسات الفصل، والقيود، والتهميش بسبب العرق أو اللون، مضيفاً بأن "الصورة النمطية الظالمة عن السود، هي أنهم مجرمون، وعصابات عنيفة وغير قانونية".

ويعتبر آيبيم، الحاصل على بكالوريوس الهندسة المعمارية، الفن، أداة تحفز الناس على التصرف بشكل شجاع، وإظهار التعاطف مع الآخرين، وصولاً إلى السعي نحو التفكير بإيجابية، والدفع بمبادرات سلمية لإنهاء العنصرية، مضيفاً بأن "العالم يتقدم تقنياً وعلمياً، لكنه ما زال يراوح مكانه من ناحية المساواة، يجب أن يرى الأفراد الآخر المختلف عنهم بنوايا طيبة، بعيداً من اللون أو العرق أو القبيلة".

ويشدد على رسالته للناس بأن يلزموا احترام المساواة، لأنهم بشر متساوون قبل أن يصبحوا، جنساً، أو عرقاً، أو قبيلة، ويتابع، "يجب أن نتعلم العيش في ما بيننا بغض النظر عن لون بشرتنا، وماهية ديننا وثقافتنا، نحن هنا للمساهمة بشكل فعال من أجل مجتمعاتنا، والتأثير الإيجابي في حياة بعضنا بعضاً، وهذا هو هدف كل إنسان".

 

لوحات كأنها الواقع

أما الفنان سيلاس أونوجا، فشارك بأربع لوحات زيتية، حظيت هي الأخرى بإعجاب كبير، بسبب تميّزها بالتفاصيل الدقيقة، وقال الفنان في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، إنه يحب تجسيد التفاصيل، وكشف أن أفكار لوحاته ليست وليدة اللحظة أو الاحتجاجات، بل هي امتداد لسلسلة بدأها عام 2018، بعنوان "الحرية"، لكنه نشر لوحاته الأخيرة في إطار المبادرة، مدفوعاً برغبته في دعم ثقافة السود.

ويتابع أونوجا، "بالنسبة إليّ، الفن أفضل أداة للتعبير، الفن معالج يتحدث إلى العقل والروح، ويضيف، "بإمكاننا أن نرسم عالماً فريداً لا يمكن إيجاده إلا من خلال الوحدة مع الفن، والأمل والإيمان بالذات، والحرية، والثقة بالنفس".

وشكلت التظاهرات الأميركية، وحادثة مينيابولس التي أشعلت تضامناً دولياً، مادة حاشدة بالمعاني والألوان، للمبدعين على مستوى العالم، ممن خرجوا بجداريات، وأعمال فنية، كان من أبرزها عمل أخير، للفنان البريطاني الشهير بانكسي، فيما حظيت على المستوى العربي، لوحة الفنان عزيز أسمر، الذي رسم وجه فلويد على أنقاض جدار بمدينة إدلب، تفاعلاً واسعاً من جماهير مواقع التواصل الاجتماعي.

المزيد من ثقافة