Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منصات التواصل الاجتماعي تحذف عُشر المعلومات المضللة

يرى المنتقدون أن الآليات المُتبعة "لا تفي بالغرض" وسط انتشار العلاجات الوهمية ونظريات المؤامرة على الإنترنت

قوات شرطة تتكلم مع أحد المحتجين في تجمع لأنصار نظرية المؤامرة في هايد بارك (غيتي)

تحذف منصات التواصل الاجتماعي، وفق ما توصلت إليه دراسة حديثة، أقل من بوست (منشور) واحدٍ من أصل عشرة تتضمن معلومات مُضللة "خطيرة" تتعلق بفيروس كورونا.

ونظم أصحاب نظريات المؤامرة تظاهرات في المملكة المتحدة وبلدان أخرى حول العالم مدارها مزاعم مفادها بأن جائحة كورونا كاذبة أو أنها جزء من مخطط خبيث، كما يقوم مزورون ببيع علاجات زائفة ويدعون الناس إلى تجاهل النصائح والإرشادات الرسمية.

وأبرَزَ الباحثون أكثر من 600 بوست على "فيسبوك" و"إنستغرام" و"تويتر" في شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) المنصرمين، يتضمن بعضها إشارات إلى نظريات مؤامرة تتعلق بتكنولوجيا الجيل الخامس من الاتصالات G5. بيد أن 6 في المئة فقط من تلك البوستات (المناشير) حُذفت، فيما وضعت على 1 في المئة منها شارة معلومات مُضللة وبقيت على الإنترنت، كما أغلقت حسابات تقف وراء 2 في المئة من تلك البوستات. وفي الإجمال، بقيت على حالها 91 في المئة من البوستات المُبلغ عنها.

واتهم "مركز مجابهة الكراهية في الوسائط الرقمية" ببريطانيا CCDH، الذي نشر الدراسة، منصات التواصل الاجتماعي بـ"التملص من مسؤولياتها" تجاه وقف انتشار المعلومات المُضللة "الخطرة". وقال الرئيس التنفيذي بمركز CCDH عمران أحمد إن "عمالقة السوشال ميديا ادعوا مرات عدة أنهم يأخذون المعلومات المضللة المرتبطة بكوفيد 19 على محمل الجد، بيد أن الدراسة الجديدة هذه تُظهر أنهم، وحتى عندما تُقدم لهم البوستات التي تروج المعلومات المضللة، يتلكأون عن القيام بإجراءات". ويتابع أحمد قائلاً إن "ما تتبعه تلك المنصات من أنظمة للتبليغ عن المعلومات المُضللة والتعامل معها، هي ببساطة لا تفي بالغرض".

وقالت جو ستيفينس، العضو في حزب العمال ووزيرة الثقافة في حكومة الظل البريطانية المعارضة، إن التقرير أظهر "حقيقة الشرخ القائم بين وعود شركات التكنولوجيا العالمية في إزالة أي محتوى مؤذٍ، وبين الخطوات الواهية التي تقوم بها فعلاً في سبيل ذلك". ودعت ستيفينس الحكومة البريطانية للمضي في إقرار القواعد الناظمة للإنترنت التي اقتُرحت العام الماضي، والمعروفة بـ Online Harms White Paper، قائلة إن "مجابهة آثار أزمة كوفيد 19 العالمية تبقى وحدها عسيرة بما يكفي، فكيف إذا انضمت إليها ظاهرة الانتشار الجامح على منصات التواصل الاجتماعي لمُحتوى بالغ الأذى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونُشر هذا التقرير اليوم تزامناً مع إعداد نواب مجلس العموم البريطاني لاستجواب ممثلين عن "تويتر" و"فيسبوك" و"غوغل" حول المسألة للمرة الثانية على التوالي. وكانت "اللجنة الفرعية لمسألة المعلومات المُضللة في الوسائط الرقمية والإعلام والثقافة والرياضة" استدعت المسؤولين في تلك المنصات للمثول أمام البرلمان للمرة الثانية، بعد استجوابٍ خضعوا له في أبريل الماضي واعتُبروا فيه مُقصرين من ناحية "الوضوح والصراحة". وقال رئيس اللجنة الفرعية للإعلام والثقافة والرياضة، جوليان نايت، إن الشركات لم تقدم "أجوبة وافية" على أسئلة النواب، لا كتابةً ولا عن طريق الحديث المباشر. وأضاف نايت "شعرنا بخيبة أمل تجاه مستوى الأدلة التي قدمها ممثلو شركات وسائط التواصل الاجتماعي الثلاث، وذلك أمام حجم الضرر الذي يمكن أن يتسبب به الانتشار المتعمد للمعلومات المضللة المتعلقة بكوفيد 19، كما أمام الحاجة لمعالجة المسألة على نحو طارئ".

ورفض رئيس "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، المثول شخصياً أمام البرلمان البريطاني، كما تعرض مدير العلاقات العامة في "فيسبوك" ببريطانيا، ريتشارد إيرلاي، للنقد لعجزه عن تأكيد عدد المشرفين على المحتوى العاملين في "فيسبوك" خلال جائحة كورونا.

ونشر الإعلام الأميركي تقارير قالت إن "فيسبوك" سرح "جيشاً من المشرفين على المحتوى" في مارس (آذار) الماضي، وذلك تزامناً مع ضمها لمنصة الصور Giphy مقابل مبلغ 400 مليون دولار (315 مليون جنيه إسترليني). وقال السيد عمران أحمد، إن تلك التقارير جاءت مثل "لكمة في الوجه"، وأضاف: "إذا استمر عمالقة وسائط التواصل الاجتماعي في نشر المعلومات والأخبار المضللة على مواقعهم الإلكترونية، فعلى السياسيين تحميلهم المسؤولية عبر فرض عقوبات مالية عليهم تغطي تكاليف خدمة الصحة الوطنية NHS وخدمات مكافحة الحرائق والشرطة وبقية الأطراف التي يضر بها انتشار المعلومات المُضللة، إضافة إلى سن قوانين لنظمٍ أعمق وأسرع وتيرة".

وأظهر بحث أجرته "الهيئة الإعلامية الناظمة في بريطانيا" Ofcom أن نظريات المؤامرة التي تتناول تكنولوجيا الجيل الخامس من الاتصالات G5 تمثل الموضوع الأكثر تداولاً بين المعلومات والأخبار المضللة التي يواجهها أفراد من الجمهور البريطاني على الإنترنت.

كما أشار استطلاع أخير قامت به الهيئة الناظمة Ofcom بأوساط البالغين البريطانيين، إلى أن 39 في المئة من هؤلاء البالغين قالوا إنهم صادفوا "معلومات خاطئة أو مضللة" عن فيروس كورونا في الأسبوع الواحد.

وأظهر استطلاع آخر منفصل بتكليف من منظمة "أمل وليس كراهية" Hope Not Hate أجري في أبريل، أن نصف سكان بريطانيا تقريباً يؤمنون بأن فيروس كورونا هو "من صنع الإنسان". وترى هذه الدراسة أن 8 في المئة من الناس يعتقدون أن تكنولوجيا G5 تقوم بنشر الفيروس، وأن كثراً وقعوا على مزاعم تقول إن كوفيد 19 هو سلاح صيني، أو هو نتيجة لـ"نظام العالم الجديد".

ووفق التقرير يظهر مناصرو بريكست والأشخاص الذين لا يثقون بالنظام السياسي ميلاً أكبر لتصديق نظريات المؤامرة. وحذرت شرطة مكافحة الإرهاب من أن يجري استخدام نظريات المؤامرة كـ"فخ" من قبل المتطرفين لاجتذاب مجندين جدد. كما يتخوف المسؤولون من أن تعني ظروف الحجر قضاء الأشخاص وقتاً أطول بمفردهم على الإنترنت، وذلك ترافقاً مع ما يعيشونه من أجواء خوف وقلق تجعلهم أقل قدرة على تعيين الأخبار المضللة ورفضها.

وفي حديث مع "اندبندنت" قالت سارة خان، التي ترأس "هيئة مكافحة التطرف" Commission for Countering Extremism، إن نظريات المؤامرة في السابق كانت تعتبر "غير مؤذية" لكن يمكن أن تستخدم توجيه الكراهية ضد المسلمين وغيرهم من الأقليات. وأضافت خان "رأينا ما حِيك من نظريات مؤامرة حول G5 وكيف جرى مهاجمة الهوائيات – وثمة عواقب جدية لذلك. وإن قامت تلك النظريات بإثارة الكراهية والعنف، أو سوغت الإرهاب وحرضت على العنف، فهي مؤذية، ونحن نحتاج إلى سياسات أفضل كي نواجهها عليها".

ووفق دراسة "مركز مجابهة الكراهية في الوسائط الرقمية" CCDH، فإن "فيسبوك" اتخذ إجراءات بحق الجزء الأكبر من البوستات المبلغ عنها المتعلقة بفيروس كورونا، مع حذف 1 من 10 بوستات ومع وسم 2 في المئة منها بإشارة "معلومات مضللة". ومن جهته حذف "إنستغرام" 4 في المئة من البوستات وأوقف 6 في المئة من الحسابات المسؤولة عنها، مع اتخاذ إجراءات بحق 10 في المئة من إجمالي البوستات. أما "تويتر" فلم يُقدم على إجراءات إلا بحق 3.3 في المئة من التغريدات المبلغ عنها، مُغلقاً 2.8 في المئة من الحسابات وحاذفاً 0.6 في المئة من البوستات. وفي الإجمال فإن 9.4 في المئة من الـ649 بوستاً المُبلغ عنها جرى إغلاقه على نحو فردي أو كجزءٍ من كيانٍ أو مجموعة أوسع. وأجرت البحث مجموعة متطوعين من "شباب ضد المعلومات المضللة" Youth Against Misinformatiom، وهي جماعة دربتها جمعية "التنمية الدؤوبة" Restless Development ومن "مركز مجابهة الكراهية في الوسائط الرقمية" CCDH من 20 أبريل إلى 26 مايو.

وقال "تويتر" إن أنظمته الآلية قامت بحذف 4.3 مليون حساب "غير مرغوب (سبام) أو مخادع" منذ بدء تطبيق السياسات الجديدة في 18 مارس (آذار). وقال بيان من "تويتر" إن الشركة "تقوم باعتماد علامات جديدة ورسائل تحذير تطلب زيادة محتوى إضافي ومعلومات إلى بعض التغريدات التي تتضمن معلومات متنازع عليها أو مضللة بشأن كوفيد 19".

من جهتها، قالت منصة "فيسبوك"، التي تملك "إنستغرام"، إنها خلال مارس وأبريل وضعت علامات تحذير على نحو 90 مليون قطعة محتوى تتعلق بفيروس كورونا، وإنه جرى إخطار الناس الذين تفاعلوا مع البوستات المحذوفة. وقال متحدث باسم "فيسبوك"، "إننا نتشارك هدف الحد من انتشار المعلومات المُضللة المؤذية والمتعلقة بكوفيد 19، بيد أن هذه العينة من المعطيات تبقى قاصرة عن التمثيل ونتائج البحث لا تعكس العمل الذي قمنا به". وأضاف المتحدث إلى أن "فيسبوك" تقوم "باتخاذ خطوات جريئة لحذف المعلومات المُضللة المؤذية من منصاتها وهي حذفت مئات الآلاف من تلك البوستات، من بينها مزاعم حول علاجات وأدوية زائفة".        

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم