أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمسة عن طريقة تفكيره بالاحتجاجات الواسعة النطاق، حين قال عام 1990 إن الصين أظهرت "قوة صلبة" لدى "قمعها الشرس للطلاب في ساحة تيانانمن".
وبعد مرور ثلاثة عقود على الحادثة المذكورة آنفاً، قامت شرطة مكافحة الشغب المسلحة (الأميركية)، بإطلاق قنابل مسيلة للدموع ورصاصات مطاطية على المحتجين لتفريقهم من ساحة لافاييت قبل أن يمشي الرئيس ترمب من البيت الأبيض إلى كنيسة "سانت جون" لالتقاط صورة له مع "الكتاب المقدس".
خلال المناظرات التي سبقت الانتخابات الرئاسية عام 2016، دافع ترمب المرشح آنذاك عن الحزب الجمهوري، عن تعليقاته حول الصين بتسميته احتجاجات ساحة تيانانمن "أعمال شغب" وأن استخدام كلمة "قوي" لا يعني تأييداً.
خلال احتجاجات عام 1989 التي أصبحت تُعرف بـ "مذبحة ساحة تيانانمن"، أطلقت حكومة الحزب الشيوعي الصيني النار على المتظاهرين الذين قطعوا الطريق بأجسادهم على الدبابات والوحدات العسكرية لمنعها من دخول الساحة.
وفيما وضعت التقديرات العامة حينها عدد الضحايا بثلاثة آلاف قتيل، قدرت برقية دبلوماسية بريطانية سرية، كُتبت بعد مرور 24 ساعة على المذبحة، عدد القتلى بما لا يقل عن 10 آلاف شخص.
وبعد مرور أقل من عام، أجرت مجلة "بلاي بوي" مقابلة مع ترمب كانت نوعاً من الكشف عن نواياه المستقبلية في مجال السياسة. وفيها قال إنه لم يكن معجباً بالاتحاد السوفياتي أو برئيسه الأسبق ميخائيل غورباتشوف، الذي فقد السيطرة على روسيا لأن "قبضته لم تكن قوية بما فيه الكفاية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحين سئل من قبل الكاتب غلين بلاسكين في "بلاي بوي" إن كان يعني "بقبضة قوية مثلما هي الحال في الصين"، أجاب ترمب قائلاً إن الحكومة الصينية كادت تفقد السيطرة حين تدفق الطلاب إلى "ساحة تيانانمن".
وأوضح قائلا: "كانت (الحكومة الصينية) شرسة، وفظيعة، لكنها تمكنت من إنهاء الاحتجاجات بصلابة.. هذا يريك قوة صلبة. فرؤية بلدنا بأنه ضعيف صحيحة...فيما تبصق بقية دول العالم عليه".
وفي المقابلة نفسها، توقع ترمب سقوط رئيس روسيا لإظهاره ضعفاً هائلاً سيؤول إلى ثورة عنيفة تدمر الاتحاد السوفياتي، بحسب قوله.
وفي دفاعه عن تعليقاته تلك خلال المناظرات التي سبقت الانتخابات الرئاسية عام 2016، تعرض ترمب لانتقادات أخرى، لتسميته احتجاجات ساحة تيانانمن بـ "أعمال شغب".
وخلال مناظرة أدارها الإعلامي جَيك تابر، من شبكة "سي أن أن"، قال إن النقاد عبروا عن مخاوفهم من إطراء ترمب للديكتاتوريين المتسلطين.
ورداً على ذلك قال ترمب بما يخص مذبحة تيانانمن، "هذا لا يعني أني كنت أؤيد ذلك. أنا لم أكن أؤيد الحكومة الصينية".
أضاف "أنا قلت إن حكومة صلبة وقوية تمكنت من إنهاء الاحتجاجات بصلابة. ثم استمرت في تحجيم أعمال الشغب. كانت ممارسة فظيعة. وهذا لا يعني أني أؤيدها".
© The Independent