بعدما أقر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأن خطة الحجر الصحي للوافدين إلى المملكة المتحدة "سيُحصر تطبيقها في ثلاثة أسابيع فقط"، طالبت شركات السفر بإلغاء هذه الخطة حتى قبل الشروع في تنفيذها.
التعليمات الجديدة كانت قد أثارت موجةً من الانتقادات، بحيث وصف بعض صناع القرار رفيعي المستوى في قطاع السفر خطة العزل الذاتي لمدة 14 يوماً بأنها "غير مدروسة وغير قابلة للتطبيق نسبياً، إضافة إلى أنها تضرب محاولات إعادة إنعاش القطاع".
وكانت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، قد أعلنت عن هذه الخطة في الثاني والعشرين من مايو (أيار)، على أن يتم البدء بتطبيقها اعتباراً من الثامن من يونيو (حزيران) المقبل، بحيث سيُطلب من جميع الوافدين تقريباً إلى المملكة المتحدة عزل أنفسهم في مقر سكنهم، وتجنب الاتصال المباشر مع أفراد الأسرة والأصدقاء، لمدة أسبوعين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في هذا الإطار، وجه ما يزيد على 70 شخصيةً بارزة في قطاع السياحة، من رؤساء مجالس إدارة ورؤساء تنفيذيين ومديرين عامين، رسالةً إلى وزيرة الداخلية باتيل، يحضونها فيها على التراجع الفوري عن الخطة.
وتشمل هذه الشخصيات إدوارد أور، رئيس مجموعة فنادق Mr & Mrs Smith، والسير روكو فورتي صاحب مجموعة الفنادق التي تحمل اسمه، وديريك جونز الرئيس التنفيذي لمجموعة Der Touristik UK التي تضم تحت مظلتها شركات السياحة والسفر Kuoni و Kirker Holidays و Carrier.
وانضم إلى الحملة عدد من المديرين العامين لأهم الفنادق في لندن، بمَا فيها "سافوي" و"كلاريدجز" و"كونوت" و"ريتز" و"كورنثيا"، و"شانغريلا" في مبنى "شارد".
وتضمنت الرسالة الآتي: "إن آخر ما تحتاجه صناعة السفر هو فرض حجر صحي إلزامي على جميع الوافدين، الأمر الذي سيثني الزائرين الأجانب عن المجيء إلى البلاد، ويدفع بالبريطانيين في المقابل إلى العزوف عن السفر إلى الخارج، وعلى الأرجح، يشجع دولاً أخرى على فرض إجراءاتٍ مماثلة على الزائرين البريطانيين، كما أعلنت فرنسا بالفعل".
وذكر الخطاب أيضاً أن "كثيراً من الناس ناشدوا الحكومة البريطانية فرض تدابير حجر صحي خلال المراحل الأولى من تفشي فيروس "كوفيد - 19"، إلا أنها لم تقم باتخاذ أي إجراء، لا بل سُمح لرحلات الطيران الآتية من دول مصابة بالوباء، بالهبوط على أرض بلادنا، الأمر الذي أدى إلى تغلغل آلاف من الركاب الذين يُحتمل أنهم كانوا مصابين بالعدوى، داخل مجتمعاتنا".
معلوم أن السلطات المعنية بما فيها "منظمة الصحة العالمية" ووزارة الصحة في المملكة المتحدة توصي بالحجر الصحي فقط في المراحل المبكرة من تفشي الوباء.
رئيس الوزراء بوريس جونسون دافع عن سياسة الحجر الصحي عندما أبلغ "لجنة التنسيق التابعة لمجلس العموم"، أن "السبب في أننا لم نقر الحجر الصحي آنذاك، يعود إلى نصائح علمية واضحة جداً أفادت بأنه لن يكون للإغلاق تأثيرٌ ملحوظ في مرحلة بداية الوباء، وأنه قد يؤخر انتشاره قليلاً لكنه لن يمنع حدوثه".
لكن يبدو أن رئيس الوزراء سلم في ما يبدو بأن خطة الحجر الصحي الشامل ستبقى قائمة على ما هي عليه لمدة واحدٍ وعشرين يوماً فقط، قبل أن يتم استبدالها بسلسلة من "الجسور الجوية" مع دول أخرى، وهي معاهدات ثنائية مع وجهات السفر الرائجة، من شأنها أن تسمح بتجاوز قاعدة العزل لمدة أربعة عشر يوماً.
ويقول جونسون: "يجب أن نقوم بالتنسيق مع الدول المعنية الأخرى، لكن يتعين علينا أيضاً أن نحرز تقدماً في مواجهة تفشي المرض، وأن يكون لدينا دليل على أن الظروف والقواعد المتبعة في هذه الدول تحاكي تلك المعمول بها في بلادنا".
تجدر الإشارة إلى أن معدل الإصابات والوفيات في غالبية البلدان الأخرى هو أقل بكثير مما هو الوضع عليه في المملكة المتحدة.
أحد أركان قطاع الطيران تحدث عن الخطة التي "ستُطبق لثلاثة أسابيع فقط"، باعتبار أن من الممكن الالتفاف بسهولة على سياسة العزل الذاتي، إما عن طريق استخدام ما تُطلق عليه تسمية "خدعة دبلن" التي تنطوي على القيام بزيارة قصيرة للعاصمة الإيرلندية، أو الوصول إلى بريطانيا قبل منتصف الليل في السابع من يونيو.
وكانت شركة "بريتيش إيرويز" قد عرضت على الركاب المسافرين خلال الفترة الممتدة ما بين الثامن من يونيو إلى الثامن والعشرين منه، فرصة إعادة جدولةٍ مجانية لسفرهم إلى موعد مبكر.
حزب "العمال" البريطاني رحب من جانبه بخطة الحجر الصحي التي أقرتها الحكومة.
© The Independent