Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تلغراف تيتانيك" التاريخي يرى النور بعد قرار انتشاله من الأطلنطي

اليونسكو اعتبرته "أثراً غارقاً" بعدما حمل استغاثات وأصوات الناجين والضحايا

سفينة تيتانيك أبحرت من إنجلترا للمرة الأولى والأخيرة في 10 أبريل 1912 (من موقع السفينة)

قصة النداء الأخير، الذي انطلق من السفينة الأشهر في العالم وكان صراخاً بلا أمل سيكون بين يدي المتخصصين. فأخيراً سيُفرج عمّا اصطلح عليه "صوت تيتانيك"، حيث تم السماح قبل أيام بانتشال جهاز التلغراف من حطام السفينة وفق قرار رسمي من القضاء في الولايات المتحدة الأميركية، ليكون أثراً شاهداً على معاناة الضحايا والناجين على السواء.

 أكثر من قرن من الزمان مرّ على مأساة سفينة تيتانيك، وبينما اُنتشلت آلاف القطع من حطامها في المحيط الأطلنطي، ظل التلغراف هو القطعة الأكثر قيمة إنسانياً لأنه حمل استغاثات وأصوات من حاولوا النجاة وإنقاذ من يمكن إنقاذه.

صندوق أسود لذكرى ضحايا السفينة

وبحسب ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فقد وافقت قاضية فيدرالية بولاية فيرجينيا على طلب تقدمت به شركة "أر أم إس تيتاينك" بانتشال التلغراف اللاسلكي التاريخي من ماركة ماركوني، باعتباره أثراً يسهم في الحفاظ على ذكرى ركاب السفينة الغارقين، البالغ عددهم أكثر من 1500 شخص، إذ لم ينج من حادث تحطم السفينة التي انقسمت نصفين بعد وقت قصير من غرقها سوى 711، من إجمالي عدد الركاب الذين بلغ عددهم 2224؛ أي أقل من الثلث في سفينة كانت محط أنظار العالم؛ باعتبارها عصية على الغرق، والأكثر أمناً في العالم، لكن شهد أبريل "نيسان" عام 1912 رحلتها الأولى والأخيرة، وكانت متجهة من إنجلترا إلى نيويورك الأميركية.

دراما غرفة اللاسلكي

شدد قرار الموافقة على انتشال التلغراف على أن الأمر سوف يحدث ولكن مع محاولة تجنب قص أي أجزاء من حطام السفينة، حيث تعتبر تراثاً ثقافياً مغموراً بالمياه. ويقع حطام سفينة تيتانيك على عمق 4 آلاف متر تحت سطح البحر قبالة منطقة نيوفاوندلاند. وتأتي توصيات القاضية لتتوافق مع اتفاقية اليونسكو المعنية بحماية التراث الثقافي المغمور في المياه، فالسفينة أصبحت مشمولة بالعناية من قبل المنظمة، منذ 8 سنوات أي بعد مرور 100 عام على الكارثة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب ما جاء على الموقع الرسمي للأمم المتحدة نصاً، "ومن الآن فصاعداً، بات بإمكان الدول الأطراف في الاتفاقية أن تمنع تدمير القطع الموجودة في الموقع ونهبها وبيعها وتشتيتها وأن تتخذ كل التدابير اللازمة لحماية حطام السفينة وضمان احترام البقايا البشرية. وتوفر اتفاقية عام 2001 إطار تعاون للدول الأطراف بهدف منع عمليات الاستكشاف المشكوك في طابعها العلمي أو الأخلاقي. ويمكن للدول الأطراف أيضاً أن تصادر القطع التي تم انتشالها من المياه بصورة غير قانونية، وألا تستقبل في موانئها أي سفينة تجري عمليات استكشاف تتعارض مع المبادئ المرسخة في الاتفاقية".

بالعودة إلى القطعة المزمع انتشالها من السفينة، التي خُلد اسمها في أذهان الجيل الحالي بعد نجاح فيلم المخرج جيمس كاميرون الشهير "تيتانيك"، بطولة ليوناردو دي كابريو وكيت وينسلت، فهي من الأكثر تفرداً، فالتلغراف اللاسلكي كان مسرحاً كاملاً وشاهداً غير ناطق على تعامل كابتن السفينة إدوارد جون سميث بعدم اكتراثه لتحذيرات قادة السفن المجاورة الذين أبلغوه عبر اتصالات بغرفة التلغراف باقتراب السفينة من جبل جليدي ضخم، ولكنه ربما لثقته الكبير في تجهيزات سفينته ولقبها بـ"العملاقة" التي لا تغرق لم يكترث كثيراً لتلك التحذيرات، حيث كانت السفينة حديث العالم حينها والصحف تتابع أخبارها أولاً بأول، وكان على متنها مئات الأثرياء الذين اختاروها لرحلتهم، في العاشر من أبريل (نيسان) 1912 لتنتهي بمأساة عالمية لا تنسى في 15 من الشهر نفسه.

اللاسلكي المزمع انتشاله كان بطل القصة الأساس، فتلك الغرفة التي كان يمكث فيها جاك فيليبس، عامل التلغراف، شهدت نداءات وتحذيرات واستغاثات متعددة. وبحسب شهادة قائد سفينة "إس إس كاليفورنيان"، فإنه تم إبلاغ فيليبس بأن هناك جبلاً في الطريق، ولكنه لم يكن مكترثاً وكذلك قائده، ولكن فيما بعد اتهم ضباط سفينة إس إس كاليفورنيان بأنهم لم يتصرفوا بشكل سليم، وأنه كان بالإمكان أن يتفادوا الكارثة لو استجابوا للإشارات الضوئية التي بثتها تيتانيك، وأيضاً لو أنهم لم يغلقوا جهاز الاتصال الاسلكي التي أرسلت إليه السفينة نداءات الاستغاثة، خصوصاً أن إس إس كاليفورينان كانت الأقرب لها من باقي السفن، التي لم تهتم أيضاً على ما يبدو، ثم عادت لمكان الحطام بعد فوات الأوان، وبعد أن أنقذت سفينة كارباثيا من وجدتهم في قوارب النجاة، وهي المعلومات التي وردت بأكثر من وسيلة إعلامية وثّقت نصوص التحقيقات والوقائع، وتم إدراجها على موقع archive.org.

وبحسب المعلومات التي تم تأكيدها في جميع الروايات المتعلقة بالسفينة، فغرفة التلغراف شهدت سجالاً وكانت مصنع الحديث وسبب الكارثة وأمل النجاة الذي لم يتحقق، وتستحق تخليداً روائياً مركزاً مثلما حدث لقصة محاولات نجاة الركاب الفعلية في الفيلم الأشهر الذي تناول السفينة ـ

محتويات تيتانيك تعرض للجمهور

ومن المعروف أنه تم انتشال أكثر من 5 آلاف قطعة، بينها مجوهرات وخطابات وآلات موسيقية وحقائب من السفينة التي عثر على حطامها بعد 73 عاماً من غرقها؛ بعضها بيع في مزاد والآخر يُعرض في المتحف البحري الوطني بإنجلترا، إذن التلغراف يحمل شجناً خاصاً لأهالي الضحايا، ويحمل همّاً، خصوصاً لدى لشركة آر إم إس تيتانيك، التي تشرف على قطع منتشلة أخرى، حيث تبذل الشركة كل جهدها لانتشاله خلال هذا الصيف قبل أن تتحلل أجزاؤه كما يشير محاموها، حيث توجد غرفة التلغراف على سطح السفينة وهو معرض للتلف، فيما يشكل ذكرى لتلك الكارثة الإنسانية.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات