أصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمراً مفاجئاً يقضي بعودة ملايين من مواطنيه إلى أعمالهم يوم الاثنين، منهياً بشكل رسميّ ستّة أسابيع من "العطلة" المُبهمة في البلاد.
وبعد ادّعائه بنجاح مساعي "إبطاء" انتشار فيروس كورونا، لجأ القائد الذي يتولّى السلطة منذ زمن بعيد إلى خطاب متلفز كي يعلن أنّ العاملين في مجالات الطاقة والاتصالات والتصنيع والزراعة سيستأنفون عملهم بدءاً من يوم الثلاثاء. لكن الكثير من القيود الأخرى ستظلّ قائمة، بما فيها أكثر القوانين صرامة التي فرضها القادة الإقليميون.
لكن ما نجح إعلان الرئيس فعلياً بإنجازه هو إنهاء وضع قانوني مُبهم يختلف تفسيره بين مختلف أنحاء البلاد- ليستبدله بوضعٍ قانوني ثانٍ مُبهم يختلف تفسيره بين مختلف أنحاء البلاد.
وقال بوتين "لم تنتهِ المعركة ضدّ الوباء. إذ ما زال الوباء يشكّل خطراً، حتّى في المناطق التي تخلو من المشاكل نسبياً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بالنسبة إلى موسكو والمناطق المحيطة بها التي تلقّت الضربة الأقوى جرّاء الفيروس، وتقبع تحت أقسى شروط الحجر والإغلاق، من المرجّح ألا يحدث أيّ تغيير فعلي. ومن المُتوقع أن يُعلن عمدة المدينة سيرغي سوبيانين تمديد إجراءات الحجر ومنع التجوّل المفروضة على السكّان باستثناء قلّة من الحالات. ولن ينطبق رفع القيود المفروضة عبر البلاد على أي مجموعة من المجموعات المُعرّضة لخطرٍ كبيرٍ مثل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة.
ويُعتبر توقيت إعلان الرئيس عن تخفيف القيود شديد الغرابة، بما أنّه جاء في أعقاب نشر بيانات مقلقة تشير إلى أنّ الوباء في روسيا خارج السيطرة.
على مدى 10 أيام متتالية، سجّلت البلاد 10 آلاف إصابة جديدة على الأقلّ يومياً. ويوم الاثنين، شُخّصت 11656 إصابة جديدة خلال ليلة واحدة، ما رفع مجموع الحالات إلى 221 ألفاً.
وبالتالي، واستناداً إلى بياناتها الرسمية الخاصّة، باتت روسيا الآن تحتلّ ثالث مركز بين أكثر الدول تأثراً بالمرض عالمياً. وكما أفادت "اندبندنت" سابقاً، يُرجّح أن تكون أعداد الإصابات والوفيات الحقيقية أعلى بكثير.
فبيانات الوفيات الزائدة لشهر أبريل (نيسان) المنشورة حديثاً- التي تشير إلى 1700 وفاة إضافيّة- لا تتوافق أبداً مع البيانات الرسمية التي أبلغت عن 642 حالة وفاة.
وسخر الزعيم غير الرسمي للمعارضة الروسية، أليكسي نافالني، على وسائل التواصل الاجتماعي من خطوة الرئيس الذي طال حكمه.
وكتب "ألغى بوتين إجراءات العزل الوطنية لمكافحة الوباء في اليوم الذي أحصت البلاد عدداً قياسياً من الإصابات. أهذا ما تقتضيه الحكمة؟"
© The Independent