أعلن مسؤول إسرائيلي، أن أنقرة أمدت تل أبيب بمساعدات طبية لمواجهة كورونا عقب زيارة قام به رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهن إلى تركيا، أحضر خلالها عدة أطنان من المواد والمستلزمات الطبية، في محاولة لاستعادة العلاقات بينهما، بينما تعاني أنقرة من أزمة حادة بسبب تفشي الوباء. وأشار إلى أن تركيا بدورها طلبت تقنيات تعقب وترصد كورونا من إسرائيل كما طلبت وساطة مع الروس في الشأن السوري.
يذكر أن تركيا أوقفت كل عملياتها العسكرية بالشمال السوري، وفقاً لمصادر استخباراتية عسكرية غربية، رجحت أن تكون منشغلة في مواجهة أزمة كورونا بالبلاد، التي يعيش بها أكثر من 80 مليون نسمة.
وقال المسؤول الإسرائيلي، لـ"اندبندنت عربية"، إن تركيا عرضت على إسرائيل التوسط لحماس بشأن عملية تبادل الأسرى التي اقترحها رئيس حماس في غزة، وأشار إلى العلاقة القوية بين أردوغان وقيادات حماس قد يمكنه من التأثير بهم في هذا الشأن، وهي وساطة ترحب بها الحركة، إلا أن إسرائيل لا تريد إزعاج أو إغضاب الجانب المصري.
وأكد المسؤول أن تركيا تحاول دق باب إسرائيل من جديد لفتح أبواب البيت الأبيض أمامها، من جهة، ومن ناحية أخرى فتح أبواب الكرملين وأبواب بوتين أمام تركيا خاصة بعد التوتر بين البلدين بسبب الأزمة السورية والتدخل التركي، ومراوحة مسألة التهدئة في شمال سوريا مكانها.
ويرى المصدر الإسرائيلي، أن عودة الدفء للعلاقات مع أنقرة مؤشرات إيجابية وإسرائيل بحاجة إلى دعم هذا التطور، الذي يعد لافتاً بعد فتور وتدهور في العلاقات السياسية بين الجانبين، وأن العلاقات الأمنية، خاصة من قبل الموساد والجيش فيما يتعلق بالتعاون الأمني والعسكري من شأنه أن يسهم في تلطيف الأجواء بين القيادتين التركية والإسرائيلية، خاصة بعد الاتهامات المتبادلة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبين رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكدت مصادر أكاديمية إسرائيلية، معنية بالشأن التركي، أن هناك تحولاً ما في سياسة أردوغان، وهناك انحسار لشعبيته، بينما عادت الأوساط التي وصفوها بـ"المعتدلة" لتسيطر على المشهد السياسي بالداخل التركي.
وأضافت، أن تحولات كبيرة قادمة على تركيا في ظل جائحة كورونا، قد تفرض تغيرات أسرع، وأشارت المصادر أن المجتمع التركي في ظل كورونا يشعر بالخوف والقلق على مصادر دخلهم تحت وقع والاقتصاد المنهار، خاصة مع انحسار قطاع السياحة الأهم في تركيا وخلو البلد من السياح والمستثمرين وسط الأزمة العالمية.
من جانبه أكد مصدر إسرائيلي، تجميد تركيا نشاطها العسكري في الشمال السوري، وبمحاذاة الحدود السورية على الجانبين التي قد لا تعود إلى ما كان سابقاً من نشاط، وأنها قد تسحب غالبية قواتها من منطقة الصراع في سوريا بالتنسيق مع روسيا والنظام السوري.
في المقابل، قالت وكالة الأناضول الرسمية التركية، إن التعاون الأخير بين أنقرة وتل أبيب في جائحة كورونا تم عبر شركات خاصة في صفقات تجارية، وليس من قِبل الحكومة التركية مباشرة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الأمر جاء من منطلق "إنساني بحت".
ووفق ما نقلت الأناضول عن تصريح لوزير الصحة التركية فخر الدين كوجا، فإن تركيا لبت الطلب من منظور إنساني بحت، واشترطت كذلك على السلطات الإسرائيلية السماح بإدخال مساعدات طبية تركية إلى الأراضي الفلسطينية.