قال رئيس جمعية علم الحيوان في لندن إنّ أزمة فيروس كورونا العالمية كانت "مُتوَقّعة ويمكن تجنّبها"، موجهاً نقداً لاذعاً لجهوزيّة العالم للجائحة.
وفي المقال الذي كتبه حصرياً للاندبندنت، يقول دومينيك جيريمي، المدير العام لجمعية علم الحيوان في لندن إن الحكومات بذلت جهداً قليلاً جداً في التصدي للمشاكل الأساسية التي أدت إلى ظهور كوفيد-19- أي الاتجار بالحيوانات البريّة والأمراض الحيوانيّة المصدر.
وكتب جيريمي "إلى جانب إحساسي بالذهول والرعب والحزن أمام تفشّي جائحة كوفيد-19، يتملّكني بشكل رئيسي شعور الغضب والإحباط. الإحباط من فكرة أنّ الجائحة التي نرزح تحت وطأتها كانت مُتوقَّعة ويمكن منعها".
ويأتي الإقرار الصريح لجيريمي وسط تنامي الغضب في الداخل والخارج جراء فشل الحكومات المحلية في الاستعداد بشكل مناسب للمرض المُعدي الذي تسبّب إلى الحين في مقتل أكثر من 150 ألف شخص حول العالم.
ويتابع جيريمي في مقاله "إن استغلال البشرية المستمرّ للحيوانات البريّة يعرّضنا لخطر وقوع حادث كهذا منذ عقود. ولم تكن هذه المعلومات سرّية أبداً على الرغم من زعم مختلف زعماء العالم بأنّه لم يكن ممكناً استباق وقوع هذه الجائحة. ولكن في الواقع علمنا بما سيأتي".
ويبدو أنّ هذه الرسالة تنطبق على حكومات المحافظين المتعاقبة التي اتُّهمت بتجاهلها المستمرّ للتحذيرات التي وردت ضمن وثائق "الاستعداد للجائحات" خلال العقد الأخير.
وبغيةَ تقليص خطر وقوع الجائحات في المستقبل، يدعو جيريمي المجتمع الدولي إلى التركيز على تحسين ضبط ما يُسمّى الـ"أسواق الرطبة" مثل سوق ووهان الذي يُعتبر مركز انتشار الفيروس، وتجديد مكافحة الإتجار بالحيوانات البرّية "غير القانونية وغير المستدامة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي هذا السياق، كتب إيفغيني ليبيديف، مالك صحيفتي "الاندبندنت" و"إيفنينغ ستاندرد" الأسبوع الماضي "بدءاً بتمويل الإرهابيين أمثال حركة الشباب إلى نشر الفساد وجماعات التهريب، ألحق هذا الطلب [على الحيوانات البرية] أضراراً جسيمة بالقارّة الأفريقية".
"لكن الآن، تحوّلت النتيجة الوسخة للتجارة غير القانونية بالحيوانات البرية، انطلاقاً من أحد أسواق الحيوانات الحيّة في الصين، من مشكلة تتعلق بحقوق الحيوانات إلى أزمة صحّية عالمية".
وأطلقت اندبندنت الأسبوع الماضي حملةً تدعو إلى تضافر الجهود الدولية في تشديد القيود على أسواق الحيوانات البرية وعلى تجارة الحيوانات البرية، وهي ممارسات لا تقع على عاتق بلد واحد فقط.
ويدعو جيريمي إلى ضرورة التنبّه لمختلف العواقب التي ستؤدي إليها على الأرجح أيّ خطوة تُتّخذ بحقّ أسواق بيع الحيوانات البريّة.
ويكتب جيريمي أنّ "حظر أو إغلاق الأسواق التي تبيع الحيوانات البرّية ببساطة سيحرم ملايين الأشخاص في الدول النامية من مصدر أساسي للتغذية".
وبدل ذلك، نحن بحاجة "إلى الاستثمار الضخم في الأبحاث الصحية حول الحيوانات البرية وفي تطبيق التوصيات الصحية وتحسين قوانين أسواق الحيوانات البرية".
ويضيف السيد جيريمي "فيما نخرج من جائحة كوفيد-19 مع ما تكبّدناه من تكلفة بشرية واقتصادية هائلة، علينا أن نحرص على إعادة التفكير الجذرية بالعلاقة بين البشر والحيوانات البرية".
© The Independent