Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخابز غزة العائدة للعمل لا تكفي خريطة الجوع

برنامج الغذاء العالمي يوفر الطحين والوقود والأهالي: لا يزال علينا الانتظار يومياً من أجل كيسين من الخبز

رد فعل شاب فلسطيني بعد نجاحه في شراء الخبز المدعوم خارج مخبز بمدينة غزة في 14 أبريل 2024 (أ ف ب)

ملخص

تظهر الرحلة التي تقطعها أسماء بين الأنقاض، في ظل استمرار القتال بين حين وآخر بين مقاتلي حركة "حماس" والقوات الإسرائيلية، حاجة سكان غزة الماسة للخبز من أجل درء الجوع القاتل.

تسير أسماء البلبيسي لمدة ساعة يومياً كي تصل إلى أقرب مخبز لها لجلب خبز لأطفالها وأقارب آخرين في مناطق بشمال غزة تقول وكالات الإغاثة إن المجاعة لا تزال تتهددها على رغم زيادة الإمدادات.

ويمكن أن يكون الطريق خطراً، إذ إنه يمتد عبر شوارع تتراكم فيها أنقاض مبان مدمرة ويتعذر على السيارات المرور فيها، وفي ظل استمرار القتال بين حين وآخر بين مقاتلي حركة "حماس" والقوات الإسرائيلية. وتظهر الرحلة التي تقطعها أسماء حاجة سكان غزة الماسة للخبز من أجل درء الجوع القاتل.

تقول أسماء، "قبل أن يفتحوا المخابز كنا نأتي بطحين الذرة الذي لا يعجن، بمعنى أنه مثل الحطبة، لكن ماذا نفعل؟ حتى الحطب غير متوفر، والغاز سعره غال".

بين أنقاض المنازل

عندما افتتح أول مخبز باستخدام دقيق القمح (الطحين) والوقود المقدم من برنامج الأغذية العالمي، احتشد المئات في طوابير طويلة تمتد للشوارع القريبة بين أنقاض المنازل. وتعين على المخابز توظيف عشرات المشرفين للحفاظ على النظام.

وتم الآن افتتاح عدد قليل من المخابز التي يعمل بعضها 24 ساعة في اليوم. ومع أن الطوابير أصبحت أقل الآن تقول أسماء إنه لا يزال عليها أن تنتظر 20 دقيقة في الأقل يومياً للحصول على كيسين من الخبز لعائلتها الكبيرة.

فإعادة تشغيل مخابز غزة وضمان انتظام الإمدادات التي تحتاج إليها من الدقيق والمياه والوقود أمر حاسم لوقف تفشي المجاعة في القطاع الصغير المكتظ بالسكان بعد مرور ما يقارب سبعة أشهر على اندلاع الحرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبدأت الحملة العسكرية البرية والجوية الإسرائيلية في أعقاب اقتحام مقاتلي "حماس" للسياج الحدودي مع إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 آخرين، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

وأحال الهجوم الإسرائيلي معظم غزة إلى أطلال، وأسفر عن مقتل أكثر من 34500 شخص حتى الآن، وفقاً للسلطات الصحية في القطاع الذي تديره "حماس"، وترك جميع الناجين تقريباً معوزين بلا مأوى.

ويعتمد سكان غزة بصورة أساس على الخبز في طعامهم على رغم أن كثيراً من المواد الغذائية الأخرى كانت متوفرة قبل الحرب، من الخضراوات المزروعة محلياً والدجاج والغنم والأسماك الطازجة والأغذية المعلبة المستوردة.

وأعلنت إسرائيل في بداية الحرب عن حصار كامل للقطاع. وعلى رغم أنها بدأت بعد ذلك في السماح بدخول بعض المواد الغذائية فإن وكالات الإغاثة، بما في ذلك تلك التي تديرها الأمم المتحدة، قالت إنها لا تفعل ما يكفي لتسهيل دخول الإمدادات وتوزيعها.

وتقول إسرائيل، إنها لا تضع أي قيود على الإمدادات الإنسانية للمدنيين في غزة، وتحمل الأمم المتحدة مسؤولية بطء توصيل المساعدات قائلة إن عملياتها غير فعالة.

لكن مع ظهور جيوب مجاعة في غزة ووفاة بعض الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف، وفي ظل معاناة الناس من الجوع في أنحاء القطاع، زاد حتى أقرب حلفاء إسرائيل الضغط عليها لبذل جهود أكبر للسماح بدخول الغذاء.

وبدأت المساعدات تتدفق بكميات أكبر إلى شمال غزة هذا الشهر بعد أن فتحت إسرائيل معبراً جديداً، وقام برنامج الأغذية العالمي بتزويد المخابز بحاجاتها في إطار جهود أوسع.

لكن وكالات الإغاثة تحذر من أن كل هذا لا يكفي لإنهاء الكارثة الإنسانية هناك، وقال برنامج الأغذية العالمي، الأسبوع الماضي، إن شمال غزة لا يزال يتجه نحو المجاعة.

ويلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع زعماء إسرائيليين، اليوم الأربعاء، لبحث سبل إيصال مزيد من المساعدات إلى غزة بعد أن حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من "مجاعة من صنع الإنسان يمكن تفاديها تماماً" في شمال قطاع غزة.

إمدادات المساعدات

أعيد فتح أول مخبز كبير في شمال غزة في  الـ13 من أبريل (نيسان) الماضي، وهو أحد خمسة مخابز كانت تديرها شركة مخابز كامل عجور التي تصنع الآن الخبز البلدي وأرغفة السندويشات لبيعها بسعر مدعوم.

وقال كرم عجور مسؤول مراقبة الجودة في المخبز، "تعرضنا لأضرار كبيرة، لدينا خمسة أفرع تقريباً وهناك نقاط أخرى تعرضت للدمار الكامل والجزئي. واستطعنا والحمد لله أن نجعل المكان يعمل بصورة كاملة".

لإعادة فتح المخبز، كان على العمال إنقاذ الآلات من فروع مختلفة، دمرت أو تهدمت جزئياً بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية، ونقلها إلى الفرع الوحيد الذي قرروا إعادة فتحه بدعم من برنامج الأغذية العالمي.

مع زيادة الطلب على الخبز من مئات الألوف الذين ما زالوا يعيشون في شمال غزة، قرر أصحاب مخابز عجور تشغيل المخبز على مدى 24 ساعة، وتركيب خط إنتاج ثالث هناك إلى جانب الخطين الموجودين.

ويعد توفر الدقيق والوقود اللازم لتشغيل المخبز أمراً حيوياً. وعمليات إيصال المساعدات إلى شمال غزة أكثر تعقيداً بكثير من تلك التي يتم إيصالها للأجزاء الجنوبية من القطاع القريبة من معبري رفح وكرم أبوسالم.

ففي مارس (آذار) الماضي، قتل أكثر من 100 شخص خلال محاولة لإيصال مساعدات في الشمال. وفي أبريل قتلت غارة إسرائيلية عمال إغاثة أجانب في قافلة كانت تحمل مساعدات غذائية إلى شمال غزة. وتعرضت بعض قوافل المساعدات لمهاجمة أشخاص تمكن منهم اليأس والجوع.

ووظفت مخابز عجور عمالاً للتعامل مع شحنات المساعدات التي يرسلها برنامج الأغذية العالمي إلى ساحتين في مدينة غزة ونقلها بأمان إلى المخبز.

وعندما سئل عن شعوره بعد إعادة فتح المخبز، قال كرم عجور إنه واحد من الناس ويشاركهم مشاعرهم وحاجتهم للطعام.

المزيد من متابعات