Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تستبق اجتياح رفح بقصف مكثف ونازحوها "بلا وجهة"

استئناف الغارات على المناطق الشمالية والوسطى في القطاع وأميركا و17 دولة تطلق نداء عالمياً لتسليم الرهائن ومقتل موظف إغاثة جديد

ملخص

تكثف إسرائيل من قصفها الجوي على مدينة رفح تمهيدا لاقتحامها. وقد أودى القصف ليلة أمس بحياة ستة فلسطينيين في الأقل، فيما لا تزال أسئلة كثيرة معلقة حول مصير النازحين إذا ما وقع الهجوم على المدينة الواقعة جنوب القطاع.  

قال مسعفون اليوم الخميس إن إسرائيل كثفت القصف الجوي على رفح الليلة الماضية، مما أدى إلى مقتل ستة فلسطينيين في الأقل، بعد أن قالت إنها ستجلي المدنيين من المدينة الحدودية في قطاع غزة استعداداً لعملية برية على رغم تحذيرات حلفائها من أن ذلك قد يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى.

وفي الشهر السابع من الحرب المدمرة جواً وبراً على حركة "حماس" التي تدير قطاع غزة، استأنفت القوات الإسرائيلية قصف المناطق الشمالية والوسطى من القطاع، وكذلك شرق خان يونس في الجنوب.

وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية شمال القطاع لليوم الثاني على التوالي أمس الأربعاء، منهية أسابيع من الهدوء النسبي هناك، وقالت إسرائيل إنها ماضية قدماً في خطط لشن هجوم شامل على معاقل "حماس" في رفح على الحدود الجنوبية مع مصر.

تجربة 200 يوم قتال

وقال سكان وشهود إن تصاعد التهديدات الإسرائيلية باجتياح رفح، وهي الملاذ الأخير لنحو مليون نازح مدني بسبب توغل القوات الإسرائيلية في شمال القطاع في وقت سابق من الحرب، دفع بعض العائلات إلى المغادرة إلى منطقة المواصي الساحلية القريبة، أو محاولة شق طريقهم إلى نقاط أبعد شمالاً.

لكن عدد النازحين الذين يغادرون رفح لا يزال قليلاً، إذ إن كثيرين في حيرة من أمرهم في شأن المكان الذي يجب أن يذهبوا إليه، قائلين إن تجربتهم على مدار 200 يوم ماضية من الحرب علمتهم أنه لا يوجد مكان آمن فعلاً.

وقال محمد ناصر (34 سنة) وهو أب لثلاثة أطفال، إنه ترك رفح قبل أسبوعين، ويعيش الآن في ملجأ في دير البلح بوسط غزة لتجنب مفاجأة الهجوم العسكري الإسرائيلي له وعدم استطاعته الهرب.

 

 

وقال ناصر لـ"رويترز" عبر تطبيق للدردشة إنه وأسرته يهربون من فخ إلى آخر، باحثين عن أماكن تقول إسرائيل إنها آمنة قبل أن يطاولها القصف مرة أخرى، واصفاً ما يحدث بلعبة "فخ الفأر".

وأضاف أنهم يحاولون التكيف مع الواقع الجديد، ويأملون في رؤية تغير للأفضل على رغم الشكوك التي تساورهم في شأن ذلك.

وأفاد مسعفون في غزة ووسائل إعلام تابعة لـ"حماس" بأن خمس غارات جوية إسرائيلية على رفح في وقت مبكر من اليوم الخميس أصابت ثلاثة منازل في الأقل، مما أسفر عن مقتل أكثر من ستة أشخاص بينهم صحافي محلي.

وقال مسعفون محليون إن نيران دبابة إسرائيلية على الطريق الرئيس قرب بلدة الزوايدة بوسط غزة أدت إلى مقتل أربعة أشخاص.

ودعا فريق من الدفاع المدني الفلسطيني اليوم الخميس، الأمم المتحدة إلى التحقيق في ما قال إنها جرائم حرب في مستشفى بغزة، موضحاً انتشال نحو 400 جثة من قبور جماعية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مجمع المستشفى في خان يونس.

وقال الجيش الإسرائيلي إن ادعاءات السلطات الفلسطينية بأن قواته دفنت الجثث "لا أساس لها من الصحة".

استئناف قصف القطاع

وواصلت القوات الإسرائيلية قصف بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا والزيتون في شمال قطاع غزة، إذ قال بعض السكان إن مسلحين من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" يقاتلون القوات البرية الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف "هاون" ونيران قناصة.

وقالت شركة الاتصالات الفلسطينية، إن خدمات الإنترنت انقطعت مرة أخرى في وسط وجنوب قطاع غزة اليوم الخميس، وإن ذلك بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وتفاقم نوبات انقطاعات الإنترنت العقبات التي تواجه جهود توصيل مساعدات الطوارئ للمدنيين المنكوبين وتوفير الرعاية الطبية في المراكز القليلة التي لم يدمرها القتال بعد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد انسحاب مفاجئ للجيش الإسرائيلي في بداية أبريل (نيسان)، فر فلسطينيون من طرفي القطاع الساحلي الضيق مرة أخرى من الموت هذا الأسبوع بسبب قصف وصفوه بأنه من الأعنف خلال الحرب.

وقال متحدث باسم حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء، إن إسرائيل "ستمضي قدماً" في عملية برية، لكنه لم يحدد جدولاً زمنياً.

وناشدت دول غربية من بينها أقرب حليفة، الولايات المتحدة، إسرائيل التراجع عن مهاجمة رفح، قائلة إن ذلك قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، نظراً إلى وجود كثير من النازحين الذين لا يملكون سوى مأوى بدائي وقدر لا يذكر من الطعام أو الرعاية الصحية.

نداء عالمي لإطلاق الرهائن

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي بارز أمس الأربعاء، إن إسرائيل تستعد لإجلاء المدنيين قبل الهجوم، وإنها اشترت 40 ألف خيمة تسع الواحدة منها ما بين 10 و12 شخصاً للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح، مضيفاً أن الجيش قد يبدأ العمل على الفور لكنه ينتظر الضوء الأخضر من نتنياهو.

 

 

وقالت سلطات الصحة في غزة في تحديث اليوم الخميس، إن الحرب التي دخلت الآن شهرها السابع أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 34305 فلسطينيين. وأدى الهجوم إلى تدمير جزء كبير من القطاع المكتظ بالسكان والحضري على نطاق واسع، مما أدى إلى نزوح معظم سكانه وعددهم 2.3 مليون نسمة وأثار شبح المجاعة.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على "حماس" منذ الهجوم الذي نفذته الحركة عبر الحدود في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.

وأصدرت الولايات المتحدة و17 دولة أخرى اليوم الخميس نداء طالبت فيه حركة "حماس" بإطلاق سراح الرهائن من المرضى والجرحى وكبار السن، بما يمهد الطريق لإنهاء الأزمة في غزة.

وقالت الدول في بيان وصفه مسؤول أميركي كبير بأنه تأكيد استثنائي على الإجماع، "ندعو إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم (حماس) في غزة منذ أكثر من 200 يوم".

ويوجد لجميع هذه الدول رعايا بين المحتجزين لدى "حماس".

مقتل موظف إغاثة

وقالت وزيرة التنمية البلجيكية كارولين جينيز اليوم الخميس إن موظف إغاثة كان يشارك في جهود المساعدة التنموية البلجيكية قتل في قصف إسرائيلي على مدينة رفح بقطاع غزة.

أضافت الوزيرة في بيان، "ببالغ الحزن والهلع، علمنا بوفاة زميلنا عبدالله نبهان (33 سنة)، ونجله جمال البالغ من العمر سبع سنوات، الليلة الماضية إثر قصف من الجيش الإسرائيلي في الجزء الشرقي من مدينة رفح".

وكان نبهان، الذي لم يكشف عن جنسيته، يعمل لدى وكالة "إينيبل" في مساعدة الشركات الصغيرة.

وقال البيان إن ما لا يقل عن سبعة أشخاص قتلوا في القصف الذي طاول مبنى كان يأوي إليه نحو 25 شخصاً، بينهم نازحون من أجزاء أخرى من قطاع غزة.

وقالت جينيز، "القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية والمدنيين الأبرياء يتعارض مع كل القوانين الدولية والإنسانية وقواعد الحرب".

المزيد من متابعات