Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حرب الظل" بين طهران وتل أبيب تدخل مرحلة جديدة

محللون: الضربة الإسرائيلية أوصلت رسالة مهمة لإيران على رغم محدوديتها وتنذر بمزيد من التوتر

أمام لوحة إعلانية في طهران تصور صواريخ إيرانية، 20 أبريل، بعد يوم من الإعلان عن انفجارات في أصفهان (أ ف ب)

ملخص

على رغم أن مصدر الضربة ليس واضحاً بالكامل، فإنها تمت بصاروخ واحد في الأقل أطلق من طائرة حربية لم تخرق الأجواء الإيرانية، ومسيرات هجومية صغيرة تعرف بـ"كوادكوبتر" (أي مروحية رباعية) يحتمل أنها قد تكون أطلقت من داخل إيران وهدفت لإرباك الدفاعات الجوية، وفق ما ذكرت تقارير.

بدت الضربة المنسوبة لإسرائيل على إيران محدودة بصورة متعمدة، لكنها بعثت رسالة تحذير واضحة لقادة طهران في شأن قدرة الدولة العبرية على استهداف مواقع حساسة.

وخاض العدوان اللدودان حرب ظل على مدى عقود في الشرق الأوسط، نفذت إسرائيل في إطارها عمليات سرية داخل إيران، بينما دعمت الأخيرة مجموعات مسلحة مناهضة للدولة العبرية بينها "حماس" في غزة و"حزب الله" اللبناني.

لكن، بينما يبدو أن مستوى التوتر الذي تصاعد في الأسابيع الأخيرة هدأ في الوقت الراهن، فإن حرب الظل دخلت مرحلة جديدة تحمل خطر التحول إلى نزاع مفتوح بين البلدين أكثر من أي وقت مضى، بحسب محللين.

استجابة للضغوط

جاء التصعيد الحالي على خلفية هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي نفذته "حماس" في إسرائيل وأعقبته العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.

واتهمت طهران إسرائيل بالمسؤولية عن ضربة جوية دمرت مقر القنصلية الإيرانية لدى دمشق في الأول من أبريل (نيسان) وأسفرت عن مقتل سبعة من مسؤولي "الحرس الثوري" الإيراني.

وردت إيران بتنفيذ أول هجوم مباشر في تاريخها على إسرائيل، واستخدمت فيه مئات المسيرات والصواريخ، علماً أن إسرائيل وحلفاءها أسقطوا معظمها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ظل المخاوف من رد إسرائيلي كبير على ذلك الهجوم قد يؤدي بدوره إلى رد إيراني آخر، لجأت إسرائيل إلى خيار محدود استجابة للضغوط الأميركية.

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن مصادر إسرائيلية وإيرانية، بأن الهدف كان نظام الرادار التابع لمنظومة صواريخ "إس-300" الدفاعية التي حصلت عليها إيران من روسيا، والواقعة في قاعدة جوية في محافظة أصفهان حيث منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.

وعلى رغم أن مصدر الضربة ليس واضحاً بالكامل، فإنها تمت بصاروخ واحد في الأقل أطلق من طائرة حربية لم تخرق الأجواء الإيرانية، ومسيرات هجومية صغيرة تعرف بـ"كوادكوبتر" (أي مروحية رباعية) يحتمل أنها قد تكون أطلقت من داخل إيران وهدفت لإرباك الدفاعات الجوية، وفق ما ذكرت تقارير.

لماذا أصفهان؟

وتماشياً مع سياستها المعتادة لم تؤكد إسرائيل أو تنفِ تنفيذ الضربة على إيران، أو هجوم الأول من أبريل في سوريا.

وقال المحاضر لدى جامعة "كليمسون" في الولايات المتحدة آرش عزيزي إن "هدف العملية كان بالتحديد تذكير إيران بما يمكن لإسرائيل القيام به". وأضاف أن "اختيار القاعدة العسكرية القريبة من أصفهان يحمل أهمية بالغة نظراً إلى أنها المصدر الرئيس للدعم الدفاعي الجوي عن جميع المنشآت النووية في المحافظة".

واتهمت إيران إسرائيل منذ أعوام بتنفيذ عمليات تخريبية داخل أراضيها من طريق جهاز الاستخبارات (الموساد).

ولعل العملية الأشهر، وفق تقارير إعلامية أميركية، هي اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زادة عام 2020 باستخدام رشاش قام عملاء جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بتجميعه داخل إيران، قبل أن يتم إطلاق النار منه من بعد عقب مغادرتهم.

وبحسب بعض المنصات الإعلامية، بما في ذلك قناة "إيران إنترناشيونال" التلفزيونية المعارضة للسلطات في طهران، فإن عملاء إسرائيليين احتجزوا عناصر من "الحرس الثوري" وحققوا معهم داخل الأراضي الإيرانية للحصول على معلومات استخباراتية.

كما تسري شكوك، بعد وقوع انفجارات غامضة في محيط مواقع حساسة، بأن إسرائيل نفذت بالفعل هجمات بمسيرات داخل إيران، وهو أمر لم يؤكد قط.

بمستوى ألعاب الأطفال

وسعى المسؤولون الإيرانيون للسخرية من الضربة الإيرانية، حتى إن وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان قال لشبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية، إن الأسلحة المستخدمة لتنفيذها كانت "بمستوى ألعاب" الأطفال.

في الأثناء، أشاد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، بـ"النجاح" الذي حققته القوات المسلحة في الهجوم على إسرائيل.

لكن المتخصص في الشأن الإيراني لدى "معهد القدس للاستراتيجيات والأمن" ألكسندر غرينبرغ قال إن اختيار إسرائيل للهدف كان بحد ذاته مؤشراً إلى وجود "الموساد" داخل إيران. وأضاف "رسالة إسرائيل هي أن (بإمكاننا ضرب أي مكان في إيران) نظراً إلى أن أصفهان تقع في وسط إيران، أي بعيدة نسبياً، وتعرف إسرائيل بالضبط أين يمكنها أن تضرب". وأشار إلى أن عدم تأكيد إيران بأن القاعدة الجوية استهدفت هو أمر منطقي، قائلاً "لحظة اعترافك بالحجم الحقيقي للأضرار تقر بقوة العدو".

وأكدت هالي دغرس من "مجلس الأطلسي للأبحاث"، أنه إذا كانت إسرائيل استخدمت فعلاً مروحيات رباعية صغيرة في الهجوم، "فإن هذه المسيرات الصغيرة أطلقت على الأرجح من داخل إيران". وأضافت أن ذلك سيسلط الضوء على "مثال آخر على وجود (الموساد) ميدانياً، وكيف أن إيران مسرحه".

وفي ما يبدو أن مرحلة التصعيد الحالية انتهت، يمكن لإسرائيل أن تشن مزيداً من الضربات الانتقامية ضد إيران. ويمكن لمنسوب التوتر أن يرتفع مجدداً إذا أطلقت إسرائيل هجومها البري الذي تلوح به منذ مدة طويلة على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة.

وقال عزيزي، "بطريقة ما، عدنا إلى قواعد اللعبة المطبقة منذ ما قبل الأول من أبريل: عالم المنطقة الرمادية والعمليات غير المنسوبة لأي جهة والتخريب". وأضاف، "يناسب هذا الوضع إيران وإسرائيل على حد سواء، لكن العتبة التي تم تجاوزها في الأول من أبريل ما زالت مهمة وتزيد الأخطار".

المزيد من تحلیل