Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشيخ أحمد قبلان في مواجهة الإمام محمد شمس الدين

الرئيس الأسبق للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اعتبر أن "الطائفية السياسية" في حاجة إلى إصلاح وترشيد لا إلى إلغاء

يقترب منحى الشيخ قبلان في السياسة من "حزب الله" (الوكالة الوطنية للإعلام)

ملخص

كان للإمام شمس الدين موقف متقدم في السنة الأخيرة من حياته إذ حث على إعادة النظر في قرار إلغاء الطائفية السياسية، معتبراً أن النظام الطائفي في لبنان في حاجة إلى إصلاح وترشيد لا إلى إلغاء.

في السنوات الثلاث الأخيرة توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أكثر من مرة، بكلام عالي النبرة يرد فيه على مواقف معينة للبطريرك الماروني بشارة الراعي. هذه الردود تبدو ممنهجة ولا سابقة لها، إذ تاريخياً نأى الزعماء الروحيون بأنفسهم عن المساجلات السياسية بقدر ما استطاعوا، وكانوا في كثير من المحطات أكثر اعتدالاً من القوى السياسية التي تنتمي طائفياً إلى مرجعياتهم. ولأن هدم كل مرتكزات لبنان يجري على قدم وساق منذ أخذ "حزب الله" هذا الوطن رهينة، لم يشأ الشيخ قبلان أن تبقى تلك العلاقة الطيبة التي كانت تسود أيام لبنان الجامعة والمكتبة والمستشفى وملتقى الحضارات، وهو لا يوفر مناسبة لتوتير العلاقة مع البطريركية المارونية.

وبينما يقترب منحى الشيخ قبلان في السياسة من "حزب الله" يبدو على نقيض نهج أحد أهم الشخصيات الشيعية، الرئيس الأسبق للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الراحل محمد مهدي شمس الدين الذي شدد دوماً على الوطنية اللبنانية للشيعة. وظهرت الخلاصة الفكرية للإمام شمس الدين في كتاب عنوانه "وصايا الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين"، وهو كناية عن أحاديث شفوية حصلت في المستشفى سجلها له ابنه إبراهيم في باريس بين عامي 2000 و2001. في هذا الكتاب الوصية شدد الإمام شمس الدين على أن يدمج الشيعة "أنفسهم في أقوامهم وفي مجتمعاتهم وفي أوطانهم، وألا يميزوا أنفسهم بأي تميز خاص، وألا يخترعوا لأنفسهم مشروعاً خاصاً يميزهم عن غيرهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك كان للإمام شمس الدين موقف متقدم في السنة الأخيرة من حياته إذ حث على إعادة النظر في قرار إلغاء الطائفية السياسية، معتبراً أن النظام الطائفي في لبنان في حاجة إلى إصلاح وترشيد لا إلى إلغاء. وهذا الموقف مرده الشعور المسيحي بأن مطلب "إلغاء الطائفية السياسية" يهدف إلى تكريس "الديمقراطية العددية" التي تنهي وجودهم سياسياً. وفي لبنان "إلغاء الطائفية السياسية" يعني أن تبقى الطائفية في كل المجالات إلا في تكوين السلطة، بحيث تعود "الطائفية" من بوابة أرجحية عدد المسلمين في لبنان. والإمام شمس الدين كان من أوائل من طرح "الديمقراطية العددية" ثم تخلى عنها لتكريس مقولة "لبنان الوطن النهائي"، مشدداً على ألا يكون لبنان الوطن والكيان في نظر أبنائه، أو في نظر بعضهم، مجرد محطة موقتة في سبيل كيان أوسع، عربي أو إسلامي، وألا يكون هذا الكيان قابلاً للقسمة السياسية.

ولكن برأي الشيخ قبلان لولا "الثنائي الشيعي" (حركة أمل وحزب الله)، لكان لبنان "ينطق اليوم باللغة العبرية". هذا الخطاب تسنده أصوات بدأت تعلو في الآونة الأخيرة، وتتناول البنية السياسية للنظام اللبناني بما يبعدها أكثر فأكثر عن "دستور الطائف". ففي نظر الشيخ قبلان "لبنان هبة المقاومة"، ونواف الموسوي أحد مسؤولي "حزب الله" دعا إلى إدراج بند "المقاومة" في نص دستوري. هذان الموقفان يؤشران إلى طبيعة المعركة الجديدة التي يستعد لها "حزب الله" بعد أن ينجلي غبار المعركة في الجنوب.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل