Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لم يفاجئني انكشاف علاقات فضائحية لمؤلفة كتب الأطفال إنيد بلايتون

شملت ممارسة رياضة التنس عارية والإفراط في الكحول وانغماسات جسدية مع رجال ونساء إضافة إلى ادعاءات جديدة عن علاقتها مع رسامة

 (ألامي) إنيد بلايتون خارج المنزل الذي تقاسمته مع زوجها الأول في بيكونزفيلد

 

ملخص

تعتبر الراحلة إنيد بلايتون أيقونة حكايات الأطفال في بريطانيا وقد كشف أخيراً عن علاقتها مع رسامة لكن ذلك يندرج ضمن سلسلة علاقات فضائحية لاحقتها في حياتها وبعد وفاتها في 1968

يشكل الكشف عن عدم الالتزام الزوجي والخيانة من قبل الروائية إنيد بلايتون، وعن العدد الكبير من علاقات الحب التي أقامتها، تناقضاً صارخاً مع الصورة السليمة المرتبطة بمؤلفة كتب الأطفال البريطانية المحبوبة.

وغالباً ما تصور حكاياتها الشهيرة ولائم في منتصف الليل، ومباريات لعبة "لاكروس" المشوقة، والنزهات المثالية المرفقة بتناول بيرة الزنجبيل، بل إن الأخيرة باتت بحد ذاتها العبارة المرادفة للعالم الخيالي الساحر لشخصيات بلايتون.

لكن هذا الأسبوع، ادعى حفيد لولا أوسلو، رسامة من بين مجموعة تعاونت مع المؤلفة، أن لولا ربطتها علاقة غرامية مع بلايتون. وكشف نيكولاس رويل عن هذا الأمر في كتابه الجديد المعنون "ديفيد بوي، إنيد بلايتون وآلة الشمس" David Bowie, Enid Blyton and the Sun Machine.

ربما ليست المرة الأولى التي يشار فيها إلى أن الكاتبة إنيد بلايتون انغمست في علاقة مثلية، فقد اكتشفت ذلك أثناء بحثي في حياتها المتنوعة والمثيرة في كتابي "إنيد بلايتون على حقيقتها" The Real Enid Blyton. وبعدما محصت في مذكراتها ورسائلها ومذكرات ابنتيها، وقعت على ادعاءات مختلفة تشير إلى أنها نسجت علاقات عدة مع رجال ونساء أثناء زواجها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الواقع، لم تظهر الميول الرومانسية لبلايتون تجاه الرجال حتى بلغت العشرينيات من عمرها. مع ذلك، بالنظر إلى الأعراف المجتمعية في ذلك الوقت، لم يكن من المألوف بالنسبة إلى المرأة، لا سيما غير المتزوجة، أن تمارس مهنة بارزة ومربحة. ونتيجة لذلك، سهل ناشرو كتبها مسألة تعرفها إلى الرائد هيو ألكسندر بولوك، العسكري السابق الذي يكبرها بـ10 أعوام، ويعمل محرراً في شركة النشر.

حاز هيو شخصية ساحرة تتميز بسلوك مبهج ومعرفة في الشؤون العالمية، مما أثار إعجاب بلايتون منذ لقائهما الأول. ومع ذلك، نشأ تعقيد كبير مرده أن هيو كان متزوجاً. صحيح أنه كان منفصلاً في تلك الفترة عن زوجته، لكن الأعراف المجتمعية في عشرينيات القرن الماضي استهجنت مثل هذه الفروق الدقيقة، معتبرة أن من المخزي أن تغازل علانية مدرسة سابقة تحولت إلى مؤلفة كتب للأطفال، رجلاً لا يزال مرتبطاً قانوناً بامرأة أخرى.

لكن عقبة بسيطة كهذه لم تكن بالتأكيد لتشكل عائقاً بالنسبة إلى إنيد بلايتون. ومع حلول عام 1924، أي بعد مرور نحو سنة على لقائهما الأول، أصبحت هي السيدة بولوك، وانتقلت للعيش مع هيو في مسكن واسع في مقاطعة "باكنغهام شاير" في إنجلترا.

حتى تلك النقطة، بدا كل شيء عادياً ضمن البيئة الريفية. وعلى رغم صياغتها الدقيقة لصورتها العامة، بعيداً من الأضواء والخيال المبهج، فقد كانت الحياة الفعلية لبلايتون معقدة ومضطربة واستفزازية للغاية. وتتلاءم حياتها الخاصة مع المسلسلات التلفزيونية في العصر الحديث، بأكثر من انسجامها مع الأعمال الدرامية المفيدة التي اشتهرت بها في مدرستها الداخلية.

حتى قبل الزفاف، وجد الزوجان نفسيهما منخرطين في جدالات حادة، مما شكل نذيراً بالصراعات الصاخبة التي كانت تنتظرهما. واستغرق تحقيق رغبتهما المشتركة في إنجاب طفل رحلة طويلة امتدت نحو ست سنوات، خضعت بلايتون خلالها لعلاجات رائدة في مجال تقوية الخصوبة لديها، بما في ذلك أخذ حقن هرمونات يومياً، في سياق سعيها إلى تكوين أسرة.

في البداية، شعرت بلايتون بسعادة غامرة لوضع مولودتها البكر جيليان، في يوليو (تموز) عام 1931، عن عمر ناهز 34 سنة. وسرعان ما قادت الحماسة المؤلفة إلى الاستعانة بخدمات بيتي، المربية المقيمة بدوام كامل في منزلها، كي تضيفها بذلك إلى قائمة الموظفين الكثر الذين عملوا لديها.

لم تكن بيتي تعتني بحاجات جيليان خلال النهار فحسب، بل لازمتها في غرفتها طوال الليل. وبحلول مطلع عام 1932، تراجع تفاعل إنيد بلايتون مع ابنتها إلى نحو ساعة واحدة في اليوم. وتجلى ذلك التحول في التركيز على مذكراتها خلال يناير (كانون الثاني) من ذلك العام، بحيث لم تأت إلا لماماً على ذكر ابنتها جيليان، في حين أنها وضعت تحديثات كتابها الجديد تقريباً بشكل يومي.

لم تدم فترة عمل بيتي طويلاً في منزل الكاتبة، إذ فصلت عقب سقوط جيليان من سريرها بعد مدة وجيزة من الاحتفال بعيد ميلادها الأول.

جاءت دوروثي ريتشاردز المربية الجديدة التي خلفت بيتي، إلى الأسرة بديناميكية مختلفة. وقد وظفت بعد ولادة إيموجين الابنة الثانية لبلايتون في عام 1935. وفي كثير من الأحيان، ارتدت دوروثي الممرضة المدربة، ملابس رسمية تشمل القميص وربطة العنق. وتطورت بسرعة لتصبح أكثر من مجرد موظفة بسيطة.

ومنذ لحظة وصول ريتشاردز إلى المنزل، توطدت علاقة صداقة عميقة بين المرأتين، استمرت لفترة طويلة بعد التعيين الرسمي للمربية، مما جعل زوجها يشعر في نهاية المطاف بأنه غريب. وإلى جانب النزهات الترفيهية التي تمتعتا بها، اعتادتا تبادل النكات الخاصة، وكانت دوروثي ريتشاردز على وجه التحديد، وليس بولوك، الشخص الذي لجأت إليه بلايتون للتدقيق المبكر في مسودات أعمالها.

بدت صداقتهما عميقة للغاية إلى درجة أنه مع مرور الوقت، ظهرت دلائل تشير إلى وجود علاقة عشق رومانسية بينهما. وفي مذكرات إيموجين "الطفولة في غرين هيدجز" Childhood at Green Hedges التي كتبتها بعد نحو عامين من وفاة والدتها، أشارت إلى أنه "ربما حدث بعض الانجذاب الجنسي بين هاتين المرأتين". ويبدو أن لغة الرسائل المتبادلة بين بلايتون وريتشاردز جاءت مشبعة بارتباط رومانسي. وفي إحدى الرسائل، عبرت بلايتون عن ذلك، "أريد أن أسمع كل ما تريدين قوله حتى لو جادلت في البداية وناقشت في الأمور كلها. يمكنك أن تقولي لي أي شيء، أريدك أن تفعلي ذلك".

وبحلول عام 1938، حينما بلغت طفلتا المؤلفة سني السابعة والثالثة، عاشت بلايتون وبولوك حياتين منفصلتين تشمل معاقرة مكثفة للخمر.

كذلك من المستطاع الإشارة إلى أن جانباً ضئيلاً من الحياة الأسرية لمؤلفة كتب الأطفال، بدأ أشبه بالبراءة المثالية التي تظهر في قصصها. وعلى رغم كونها مناصرة لمحو أمية الأطفال، فإنها نادراً ما قرأت لأطفالها. وفي وقت لاحق، أشارت ابنتاها إلى أن التعبيرات عن المودة الجسدية من إنيد بلايتون تجاههما، لم تكن بالعناق أو الاحتضان، بل بالتأديب الجسدي، من خلال استخدام فرشاة شعر. ولاحقاً، أرسل جيليان وإيموجين إلى مدرسة داخلية، بمجرد أن سنحت الفرصة، مما ألغى عملياً الحاجة الرسمية إلى مربية أطفال. ومع ذلك، أبقت بلايتون وريتشاردز على علاقة وثيقة بينهما لأعوام عدة.

في المقابل، وجهت إنيد بلايتون كل طاقة متبقية امتلكها نحو استضافة حفلات فخمة في منزل الأسرة الواسع "غرين هيدجز"Green Hedges  في "بيكونزفيلد"، المؤلف من ثماني غرف نوم. في ذلك الصدد، تجدر الإشارة إلى أن قوائم الضيوف غالباً ما ضمت شباناً غير متزوجين بمن فيهم بعض العناصر الشابة في الجيش المتمركز قرب ذلك المنزل، إضافة إلى طبيب أعزب انتقل أخيراً آنذاك إلى منزل مجاور.

استكمالاً، سرعان ما أدت العلاقات الاجتماعية المحمومة والنشطة لبلايتون إلى جعلها حديث المدينة، بحيث ركز الهمس المحلي ومحتوى أعمدة الإشاعات في الصحف، على أنشطتها. ووصل الأمر إلى حد أن إحدى الإشاعات أشارت إلى أنه في مناسبة معينة، وصل الضيوف إلى منزلها ليكتشفوا أن مضيفتهم تلعب التنس مع أصدقائها المحليين الجدد، وهي عارية تماماً.

واستطراداً، تملك الغضب زوجها بولوك حينما عاد للمنزل من واجباته مع فرقة "هوم غارد" Home Guard [ميليشيات مسلحة مؤلفة من مواطنين قدموا الدعم إلى الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية]، واكتشف أن زوجته تمارس ترفيهاً غير لائق في غيابه، على رغم أنه لم يكن لديه سبب للشكوى، نظراً إلى أنه استمتع بنفسه عبر تمضية أوقاته مع روائية شابة جميلة تدعى أيدا كرو.

ومع حلول مطلع عام 1941، وصل ذلك الزواج إلى نهايته تقريباً، وهو مصير حددته دوروثي ريتشاردز بنفسها. وفي ربيع ذلك العام، وجهت المربية السابقة دعوة لبلايتون إلى حضور حفل منزلي في "ديفون". وضمت قائمة الضيوف جراحاً وسيماً يدعى كينيث داريل ووترز، ألهم اسمه لاحقاً بطلة رواية بلايتون "مالوري تاورز" Malory Towers، داريل ريفرز. وقد اشتعلت شرارة العلاقة بينهما في اللحظة التي التقيا فيها خلال لعبة بريدج.

بمجرد عودتهما إلى لندن، دخلت بلايتون في علاقة غرامية مع ووترز. والتقيا سراً كلما استطاعا ذلك. واستأجرت بلايتون شقة بشكل سري في ضاحية "نايتسبريدج" وسط لندن، بغية مواصلة علاقاتها الرومانسية، مستخدمة بجرأة اسم دوروثي ريتشاردز كي تخفي أفعالها.

وفي إطار مماثل، لم تتوان بلايتون عن استخدام صديقتها العزيزة كبش فداء. وحينما واجهتها زوجة ووترز الغاضبة في منزل "غرين هيدجز"، لم تكتف بلايتون بإنكار شديد اللهـجة لأي تورط لها معه فحسب، بل ألقت اللوم كله على دوروثي ريتشاردز، مستغلة العذر المعقول المتمثل في أن إيجار الشقة يحمل ذلك الاسم.

وعلى رغم شعور دوروثي ريتشاردز بالحرج، فقد اختارت التزام الصمت من منطلق الولاء لبلايتون، والتأكد من أن صديقتها لن تواجه أي دعاية سلبية.

وفي حين أصبحت كتب المؤلفة مرادفة لقواعد أخلاقية وأدبيات قوية، إلا أن مثل تلك المبادئ غابت بشكل واضح عن حياتها الخاصة. وفي وقت لاحق، كتبت ابنتها إيموجين أنها "واصلت حياتها طوال عام كامل مع رجلين مختلفين، وتخدع كليهما أو تبدو كأنها تخدعهما".

حينما عاد بولوك إلى منزل الزوجية في نهاية الحرب، وجد كينيث داريل ووترز يقيم هناك، بل إن ملابس الأخير معلقة في الخزانة.

بعد الإذلال الأخير، غادر بولوك إلى الأبد تاركاً بلايتون تشعر بالإهانة. وعلى رغم الجهود التي بذلتها لإخفاء تلك الحقيقة عن ابنتيها اللتين بلغتا من العمر في حينه 13 سنة و10 سنوات، فإنها استطاعت الاستمرار في الإخفاء أكثر من 18 شهراً، مستخدمة ذريعة الحرب في تبرير سبب غيابه الطويل.

واستطراداً، جاء ذلك بمثابة بداية الانقسام المتزايد والحاد، فقد أصرت بلايتون على أخذ زمام المبادرة في التقدم بطلب الطلاق من بولوك لمنع أي دعاية سلبية قد ترتد عليها، عبر الإشارة إلى فعل الزنى الذي ارتكبه مع أيدا كرو كأساس للطلاق.

أخيراً، تزوجت بلايتون من ووترز في حفل متواضع في مكتب تسجيل في وستمنستر في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1943. ورفضت دوروثي ريتشاردز التي دمرها زواج بلايتون المتسرع مرة أخرى، الحضور.

 

نشرت دار النشر البريطانية "بن أند سورد" Pen & Sword كتاب "إنيد بلايتون على حقيقتها" The Real Enid Blyton للمؤلفة ناديا كوهين

© The Independent

المزيد من كتب